نصيف الناصري
الحوار المتمدن-العدد: 2933 - 2010 / 3 / 3 - 16:22
المحور:
الادب والفن
في الرواسب المتصدعة للفكرة
في التنفسات البطيئة للعدد
تخترق نظرة الانسان النور ، وتبعثر الأنقاض العالية لفراغ حياته .
آلهته الميتة تحلم في قبورها
وتطوي أسرار صمتها .
لا زمنها يمتلىء
ولا امتدادات رحمتها تتشكل في الظلمة العارية للأبدية .
في اقتراباتنا البطولية صوب السقطة في لحظاتنا المتشابهة
نتابع صراعنا مع الغبطات المرعبة للموت ، والحانية على
المكان اللامسكون لثمرة الميلاد .
يضيء لنا العصف الشطآن والهياكل السرّية للزمن
لكننا نأملُ في حياة طويلة من دون أن نعرف الطريق
ولا ظلال الماضي
أو هنيهة الأمل .
لا مجد لنا إلاّ بالاندفاع العظيم صوب الصمت وثمرته ، الحشرجة .
أسرارنا مضاءة بايمانات عابرة ، واللحظة تفصلنا عن العدم الجميل
لعتبة الالوهة . في اللامرئي تعجز نظراتنا العتيقة عن الامساك بحرارة
الوعد ، وعطر الصيرورة . نتحمل ثقل الغياب تحت أضواء النجوم في
السرابات الكبيرة لآمالنا ، ونتحمل الصخور الضخمة للصمت ، لكننا نضيّع
صرخاتنا في الأعماق الشاطئية للفراغ .
أيّة أسرار تقود في الخريف كينوناتنا الى اللاشيء ؟
هل ينبغي لنا أن نحيا في الزمن من أجل العبور الطويل الى اللامرئي
والى ما لا يسمى ؟
لكن لماذا يتوجب علينا أن نهجر البيت
وأن يدهمنا النوم الأبدي ؟
كل صلاة ، صرخة لا جدوى منها .
نتقدم في أرض المجهول بعناد قوي ، ونحاذي الظلمة المنزلقة للهاوية
لا نذير يدلنا على مرصد ، ولا نجمة تدلنا على فجر السنبلة .
ينبغي للانسان أن يفسح المجال دائماً للطوفانات ، حتى تتقدم أعراسها
المجيدة . ما يهمنا الآن هي العلامة الجديدة التي تفتح لنا آفاق العالم
والعتبة الخفية للمادة . زمننا يمرّ ، وأجنحة موتنا تتهاوى في الحمم
الضخمة للعصور . وحدها الشواهد الحادّة للشرّ التي تصعب رؤيتها في
ما وراء أبواب محنة جنسنا المنذور للفناء ، هي السيل الذي يتقدم في
مدى ساعات لهفتنا العتيقة . كل ايمان يقربنا من الآلهة ، يعجل بموتنا
وكل برهان ، ذكرى باهتة لنشوة يغمرها السراب .
تقبل الضجّة الطقوسية لملح سهراتنا في لحظة الأمل ، ويبهرنا سديمها
المتحرك في الصبّار المعرش في جباهنا . ليلنا تثقله الصخور والجليد
وفي برودة الاحسان
يصعب علينا العثور على أيّ سراج .
2/ 3 / 2010 مالمو
#نصيف_الناصري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟