أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - من وحي ألميريا














المزيد.....


من وحي ألميريا


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 2932 - 2010 / 3 / 2 - 19:21
المحور: الادب والفن
    


من القلعة القديمة طللت، يبدو البحر منها هادئا كنعش قديم، يستكن سجودا لقدم الجبل، تحبو عليه الشموس فتنعكس في وجه القلعة كطلعة المسيح، كانت القصبة كل ما تبقى من خزف السنين القديمة، شكلها المقاوم لوحشية النسيان وطلعتها المستنجدة بشهقة الجبل، تحرس جذوع الكرمة القديمة،المندثرة تحت طمي الوادي، نامت في حضنها المرايا وتناسلت،يركبني عشق الليالي...
لا أبالي
كالوديعة دفنت المرايا تحت قشرة الأرض , وكانت تبكيني وداعات الأهل والأصدقاء , لم يبقى في الوادي غير زمهرير الأرصفة
تسطك في الأرصفة
مات غدير الأودية ولم يبق إلا أزيز السيارات المسرعة، هاربة من زحمة الليل
في الوادي ظبية صغيرة وعنز شاردة، تأخذ شمس الصيف فوق أركيولوجيا المدرجات القديمة،
ماؤها الزلال، كان يسري هبوطا نحو الإندثار
ماتت الجنن
وماتت فيها تداعيات الأشياء
لم يبقى في القلعة غيرهدير ثرثرة الرفاق السكارى، المنبوذين ممن رماهم سقف المدينة، يملأ باحة القصبة
آه يا إلهي،
سكنت رقرقة الماء ودغدغة السواقي...
سكنت أناشيد الجارة والوادي
ومات الصباح الباكر
فرت الجارة إلى ملهاها الليلي
وضاع الشعر في غبطة العشق
مات الدلع في الوادي
ماتت الوادي
ماتت المرايا
القلعة خالية تماما إلا من أعشاب يابسة، تفوح ببول الأغنياء ممن جاؤوا يتربصون تذكارا تحت صليب الملوك الثلاثة ماتت المرايا

وانبعثت من رمادها تذكرة الوافدين الجدد، سواعدها الفاحلة، وماكينا الهدم تعيش على بقايا نيفاضا وتقتضم الصحاري الممتدة عبر الساحل
طلعت
من رمادها طلعت، ألميريا الجديدة
ألميريا تحتقن الثقافات وتتصادم، تتمخض في تناقضات كبيرة بشكل يكون من الصعب استعابها او تملكها، الكثير من سكانها المنحدرين من الأودية الجبلية لم يلتهموا بعد سر هذا التدفق العجيب، فهم يعرفون مثلا انهـم نثروا التراب عما كان يجهض عيشهم واكتشفوا كنز الأرض التي بخلت عليهم طوال عصور خلت، الان بدأت تفتح صدرها للخصوبة والتطور وبات أجمل ما فيها هذا الثراء المتعدد المناحي، حاناتها القديمة التي تنهل من مخيلة الكاتب الكبير سرفانتيس وسحر قصبتها الشامخة، انسانها المصدوم في واقع الحال. كارمن مثلا ذات الجسد الأسطوري الذي لايشيخ، تحمل في كنهها رنـــة الحنين الى الطفولة،عندما التقيها، أنا القادم من بلاد السيبة، تفتــح صدرها الصغير عناقا وشفقة، تورطني في محنة الجبن الوجداني
نهديها كانا الطابو في قلعتنا
العشق في القلعة كان الطابو،
لاأملك في قرارة نفسي أمامها الا ابتسامة محتشمة تحمل في ذاتها بنية من التناقضات. مانولو أيضا، ذالك الرجل الذي تحمل بشرته بقايا ملامح البــــداوة المغربية التي تحيله الى السذاجة ذاتها التي نقتسمها نحن هؤلائي السـذج الفاحلين الذين يفتخرون بتخلفهم كما لوكان هبة من السماء، هو تماما على نقيض مايثلجنا من عقد، يعشق زوجته حتى النخاع ولايخشى أن تصطاده العشيقات القادمات من بلاد الثلج والملائكة.أما غابرييل القادم من أدغال افريقيا، صديق البراري في رحلة مفعمة بالمخاطر قادته الى هنــا هاربا من التناقضات القبلية، طموحه الكبير ان يفحم بثلج كل هـــذه النساء المفعمات بالموضى، من تنقاضات زمن العولمة ان يصبح اللـــون الجنسي أيضا شكل من أشكال هذه الموضى، لغابرييل أيضا مسحة شاعريـة. كثيرا ما كان يردد على مسامعنا قصيدة يحتفظ بها من زمن المراهقة:
لو كنت وردة يــاعزيزتي سأسقيك بالمونادا الأوربية
كيما ينعشك
غازها القارص
وبرودتها الفاكهيـــةـ
عندما تبتعدين عني ياحبيبتي
يحترق قلبي كالهشيــــــــــم
وحين ألقـــــاك
يجمد كالثلج
عندما ينثرها غابرييل، نكتظ نحن بالضحك، تتمالكه الدعابة من جديـد لأنه يدرك سوء شعورنا، ليؤكد كنه وجدان قصيدته: انه عشق بتأثير كيمياء الطبيعة. عشق بالمناخ الساخن، الحب عندنا ينهل من قوة البرودة.
ـ ماذا لو تصور البعض كم نحن الافريقيين مدينين لهذه الأوروبا بكثير من الحب والوئام لبرودتها المنعشة و اللامتناهية...
ـ ماينقصك أيها الماكر سوى أن تترأس جمعية النكاحين، لتحسين النسل, قاطعني غابرييل ساخرا.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول تأصيل اللغة الأمازيغية
- كولن ولسن وتجريد اللامتجرد
- أحلام دونكشوت مغربي4
- أحلام دونكشوت مغربي3
- لي في عينيك
- أحلام دونكشوت مغربي2
- أحلام دونكشوت مغربي
- طالوت وجالوت كمدخل خلفي لإيديولوجيا الإرهاب2
- طالوت وجالوت كمدخل خلفي لإيديولوجيا الإرهاب
- حكايا من المهجر 2
- تطوان أو تيطيوين(العيون)
- حكايا من المهجر
- هكذا تكلمت بقرة
- مدخل لنقض مفهوم -الإنتقال الديموقراطي-
- في الذكرى الثامنة لميلاد الحوار المتمدن
- الرقص على إيقاع سمفونية برنشتاين
- عندما يتحول الخبز إلى غرام
- اعترافات مومس (2)
- اعترافات مومس
- عندما يطفو علينا نهيق العلماء


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - من وحي ألميريا