|
حوار مع الفنان العراقي حسين نعمة
كاظم الفضلي
الحوار المتمدن-العدد: 2932 - 2010 / 3 / 2 - 01:37
المحور:
الادب والفن
لولا الناصرية لا وجود لمطرب أسمه حسين نعمة ... مؤسسات وقنوات مشبوهة لها أهداف مخابراتية وسياسية لتدمير الذوق العربي العام .. غريبة الروح من سجلتها خففت الكثير من معاناتي .. رسمت أكثر من مائة لوحة ولا زلت هاوياً ..
الناصرية يشطرها الفرات بدفئها وجمالها ، حيث تغفو بشاعرية أهلها وتصحو كعيون اطفالها براءة فتنتشي الضفتين بأرث تفاخرت برموز حفرت الأبداع معلماً من معالم وطن الأبداع والمبدعين .. فيأتي الفرات حاملاً عشق المدن الحالمة لتغازله أصوات الغناء الجميل والموروث الشعبي الرائع لفن ميزته أصالته.فللناصرية والفرات عشق طعمه فناً حيث امتزج العشق بغناء حضيري أبو عزيز وداخل حسن وناصر حكيم ليمتد ابداعاً بصوت الفنان الكبير حسين نعمة الذي أستجاب لفضول أسالتنا التي لملمنا معه أوراقه المبعثرة مابين اللوحة والفكرة وغناء لا زلنا نطرب كأيام الصبا بصوته الدافئ الممتلئ مشاعراً وحنيناً فنسأل العمر عن حجم القصيدة بأبداع الكبر أم رحلة ثروتها العطاء ..
• بيّن عليّ الكبر .. من الشاعر أم الملحن أم حسين نعمة ؟ - أعط للشاعر علي لفته 40% وأنا والملحن كلٍ حصته 30% • حسين نعمة ورحلة فنية أغنت الأغنية العراقية بالفن الأصيل . هل توقف هذا العطاء ؟ - أكيد توقف هذا العطاء ولكن ليس بمستوى طموحي حيث لعب الأعلام والتكنلوجيا والحظ معي بخطوط ومسيرة سلبية مقرونة بالمعاناة والأحباط والتهميش . • الأغنية السبعينية وما تلاها أرقى من حيث الكلام واللحن والأداء . فما هي المقومات التي فقدتها الأغنية لتكون هكذا بحال يرثى لها ؟ - الأغنية الأن لا تعنيها المقومات فهي تخضع لمؤسسات وقنوات مشبوهة لها اهداف مخابراتية وسياسية لتدمير الذوق العربي العام وخصوصاً شرائح الشباب • يانجمة .. أهي أغنية أم هي بريقاً لنجم الفنان حسين نعمة ؟ - يانجمة هي بوابة قناة شهيقي منها ملأت رأتي ومشاعري بالحبور والبريق والأمل كذلك هي هويتي وعنواني . • للفرد العراقي أذن موسيقية رائعة . فكيف كنتم ناجحون بإيصال فنكم الجميل ؟ - فعلاً كان أول سبب لنجاحي نقاء الأذن العراقية لأنها حتى وإن غشها بعض الطارئين من الأصوات والألحان الرخيصة تجدها على حين غرة تكتشف هذا الزيف • الصوت العراقي له حضور متميز عربياً فأين حضوركم من المحافل الدولية ؟ - بسبب عواطفي وعدم تحملي الغربة أجبرت أن أمارس عطائي في حدود وطني الحبيب العراق . حيث كنت طرفاً بعدم شهرتي خارج العراق . • الموروث الشعبي والفن الأصيل والأرض الخصبة جعلت من الجنوب منهلاً رائعاً في الفن والأبداع . ماتأثير الناصرية على فن وحياة حسين نعمة ؟ - لولا الناصرية فلا وجود لمطرب أسمه حسين نعمة ، أنا والناصرية كالروح والجسد . • داخل حسن ، حضيري أبو عزيز ، ناصر حكيم هل من وصية على أرثهم الفني لتكون أمتداد أو إيفاءاً بأدائك لأغانيهم ؟ - أتمنى أن تشكل لجان فنية مختصة من قبل وزارة الثقافة وجميع المؤسسات الفنية لتوثيق عطاء وتأريخ حضيري وداخل وناصر وكل المبدعين في العراق الذين تركوا إرثاً وبصمة لكل أنواع الأبداع والتراث في مجال الغناء والموسيقى . • لك بصمة أخرى وفن أبدعت من خلاله الأ وهي الريشة واللوحة والفكرة . هل رضيت مقتنعاً بأبداعك هذا ؟ - عند مرحلة المدرسة الأبتدائية كنت أرسم أشياء تجذب الأنتباه لي . كذلك لديّ علاقات منذ الطفولة مع أصدقائي في الحارة والمدرسة صاروا فنانيين تشكيليين وحتى على مستوى عربي وعالمي هؤلاء أضافوا لي في العقل الباطن خزيناً طيباً حيث رسمت أكثر من مائة لوحة ولكني لا زلت هاوياً في هذا المجال وفي بداية الطريق . • في الأغنية أم الرسم كنت أكثر تعبيراً عن ذاتك ؟ - كلٍ له ظروفه وردة فعله لكني أرجح الغناء لأن تمرسي وتجربتي به ادق وأكثر . • شبابك روحياً وفناً وعطاءاً . فهل غريبة الروح أخذت من عمرك سنين الصبا ؟ - لا أنما هو العكس .. غريبة الروح حين سجلتها خففت الكثير من معاناتي . • بين اللوحة والحدث والأغنية والتحولات صوتك حاضراً . فكيف أبكتك جراح العراق ؟ صمتاً أم أجهش فنك بكاءاً ؟ - لا أستطيع أن أجيب عن هذا السؤال طالما هو مرتبط بجراح العراق لأني أخشى من الوهن في التعبير . • رعيل رحل وأخرون صمتوا وبعضهم أصبح مقل . هل كان الأعلام منصفاً كي لا تكون نادماً على شئ ؟ - ليس هناك أي جهة منصفة للفنان العراقي منذ اغنيتي الأولى والى الأن حتى النسبة الكبيرة من الأعلام يتحمل هذا التمادي وهنا أقصد الأعلام .. وليس الأعلاميين الشرفاء . • صناعة القصيدة فناً فهل لكم رأياً بمراحل تطور الشعر الشعبي وبناء القصيدة الغنائية بين جيلين ومدى تقبلها لدى الفرد العراقي ؟ - حين بدأت الغناء وجدت القصيدة الغنائية والشاعر الغنائي يتميزون بالصدق والمشاعر والعفوية ثم انقلب الحال الى التجارة والنفاق والأسفاف اللااخلاقي ولكني لا أنكر أن هنالك الأن كثير من الشعراء الذين يتمسكون بالمبادئ وقيم الحياة لكنهم مهمشون . • الفضائيات العديدة والقنوات المحلية أكثر عدداً والفن الجميل والمبدعون الكبار غائبون .. من يتحمل ذلك القائمين على أدارة الفضائيات والقنوات أم الكم الهائل للأصوات الجديدة والبذخ غيبكم ؟ - المسؤلية تقع على أنحدار الكثير من المطربين الشباب لأرضاء المخطط المشبوة لأكثر القنوات العربية كما ذكرت سلفاً وهي ( عولمة الغابة الأمريكية ) لمسخ الأنسان العربي . • داري .. ولا بالكون أعز من داري .. للشاعر الراحل كاظم الركابي . هل تصدح من حنجرتك إيفاءاً لدارك وللشاعر الركابي يوماً أم نحفظها خجلاً على رفوف النسيان ؟ - ألم تعتقد أنك بهذا السؤال وخزتني وهو أستفزاز غير مبرر لأني والكل يعرفني كم انا أتصف بالعنصرية والتطرف بحب مدينتي وأصدقائي وخصوصاًَ المبدعين منهم والمتفضلين عليّ في الجانب الأبداعي . • الغناء .. الرسم .. الشعر .. الفراغ أين نجد حسين نعمة ؟ - دائماً أستذكر الفيلسوف والعالم والمفكر ( الدكتور فاوست ) حين درس الفلك والطب والهندسة وعلوم الفيزياء والكيمياء والأدب والفن .. ألخ ، ثم حرق مكتبته وندب حظه العاثر وندم على كل جهد بذله في حياته لأنه أكتشف أخيراً أن المال والتوفيق والسعادة يأتي بضربة حظ حتى للناس السذج والأغبياء وهنا ( الحر تكفيه الأشارة ) وأختم بقصيدة قصيرة جداً نشرتها في أحد الصحف العراقية أقول فيها : بجدار الخيبةِ مسحتُ يدي وبلا حمص خرجتُ من المولدِ
أنت والفرات توأم الناصرية . فلك تحياتنا وعمر طويل ومحبة دائمة ..
#كاظم_الفضلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إعلانات ..
-
بطاقة دعوة ..
-
البارحه ...
-
كاظم الركابي .. الأنتماء والتحولات في القصيدة الشعبية الحديث
...
-
أماني الفارس .. ولادة في زمن الأبداع
-
دعوة محبة ...
المزيد.....
-
-الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
-
فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
-
أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
-
إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
-
الكاتبة ريم مراد تطرح رواية -إليك أنتمي- في معرض الكتاب الدو
...
-
-ما هنالك-.. الأديب إبراهيم المويلحي راويا لآخر أيام العثمان
...
-
تخطى 120 مليون جنيه.. -الحريفة 2- يدخل قائمة أعلى الأفلام ال
...
-
جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي تكرِّم المؤسسات الإع
...
-
نقل الموناليزا لمكان آخر.. متحف اللوفر في حالة حرجة
-
الموسم السادس: قيامة عثمان الحلقة 178 باللغة العربية على ترد
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|