جمال الخرسان
الحوار المتمدن-العدد: 2931 - 2010 / 3 / 1 - 15:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مرشحون من فئة التصويط !
دعوات تتكرر في وسائل الاعلام العراقية من قبل العديد من المرشحين للانتخابات البرلمانية العراقية بل وحتى من قبل بعض الاعلاميين والنخب السياسية التي دأبت على الظهور كثيرا عبر شاشات التلفزيون مفاد تلك الدعوات هي حثّ الناخب بقصد او بغير قصد على المشاركة في الانتخابات من خلال استخدام مفردة التصويط بدلا من مفردة التصويت ! رغم ما بين المفردتين من فجوة لا يمكن ردمها اعتمادا فقط على استخدام تلك المفردة في اللهجة العامية في مناطق جغرافية بعينها.
المفردة لو اريد استخدامها بشكل جاد فان الطاولة تنقلب فوق رؤوس الجميع وبدل ان يدلي المواطن بصوته تأييدا لمرشح معين فسوف يسلط سياطه على ذلك المرشح ويحمله مسؤولية جميع الاخفاقات.
تلك الجدلية التي تقف ورائها مفردة واحدة.. سهلة الاستخدام كبيرة المعنى قد لا يلام المواطن على استخدامها الخاطيء لانه يستخدمها بشكل عفوي بريء ثم انه ليس ملزما بتلك الضوابط اللغوية التي يفترض توفرها عند النخبة ، لكن التصويط خطيئة لا تغتفر حينما تتأتى في خطاب المرشحين الذين يريدون المرور الى قبة البرلمان.
الملفت ان ذلك الخطأ الشائع لا يقتصر على المرشحين بل اضافة الى ذلك فان كثيرا ممن يتعاطون الشأن الاعلامي من اعلاميين او نخب سياسية فانهم ايضا يصرون على استخدامها بشكل مثير للاشمئزاز .
ان وسائل الاعلام تدخل دون استئذان لجيمع البيوت فلابد من الالتزام بضوابط العمل المهني الاعلامي ورفع مستوى كفاءة الصحفيين العراقيين خصوصا في الجوانب الفنية واللغوية المفقودة تماما عند الكثير من الزملاء الاعلاميين فالبعض لا يريد ان يكلف نفسه عناء الوفاء لمهنة الاعلام التي تتمتع بخصوصية مهمة باعتبارها لها مدخلية كبيرة جدا في قيادة الوعي الجماهيري وخلق طبقة متوسطة تشكل صمام امان لكل بلد كما هو معروف عند الجميع.
سقطات فاحشة من هذا النوع يمكن رصدها بسهولة بالغة في الوسط الاعلامي والسياسي للاسف الشديد ولك فقط ان تعرف كم من الاعلاميين يلفظون كلمة سَيَّارة بسين مكسورة وهم يقدمون تقاريرهم الاخبارية بلغة عربية فصحى متكلفة جدا !
اين نصل بجوقة من الاعلاميين يخاطبون العراق والمحيط العربي بثقافة لغوية لا تفرق بين التصويت والتصويط ؟! رغم ان العراق يخوض حربا باردة في الاعلام مع الاخرين والمعركة مفتوحة على جميع الخيارات للاسف الشديد.. واين نصل بمرشحين لاتزيد ثقافتهم اللغوية عن ثقافة عامة الناس ؟! قبل الختام يبقى لك الخيار عزيزي المواطن .. بأن تصوّت لبعض المرشحين وتصوّط للبعض الاخر!
جمال الخرسان
كاتب عراقي
[email protected]
#جمال_الخرسان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟