أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لطفي الإدريسي - الأسرة كمؤسسة اجتماعية .















المزيد.....

الأسرة كمؤسسة اجتماعية .


لطفي الإدريسي

الحوار المتمدن-العدد: 2931 - 2010 / 3 / 1 - 00:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الأسرة جماعة من الناس ترتبط ارتباطاً مباشراً بواسطة علاقات القرابة ويتولى أعضاؤها الكبار مسؤولية رعاية أطفالهم. أما الزواج فهو علاقة بين رجل وامرأة معترف بها قانونياً واجتماعياً وتتضمن اتحاداً طبيعياً.
/1 المداخل النظرية حول الأسرة
يرى المنظور الوظيفي أن الأسرة تؤدي مهاماً مهمة تساهم في احتياجات المجتمع الأساسية وتساعد علي إدامة النظام الاجتماعي. يرى تالكوت بارسونز، عالم الاجتماع الأمريكي، أن الأسرة تؤدى وظيفتين مهمتين هما:التنشئة الأولية واستقرار الشخصية. التنشئة الأولية هي العملية التي يتعلم فيها الأطفال القيم والمعايير والقواعد الثقافية للمجتمع الذي ولدوا فيه. واستقرار الشخصية يشير إلي الدور الذي تلعبه الأسرة في مساعدة أعضائها الكبار عاطفياً. يمكننا تلخيص أهم أفكار الكتاب الوظيفيين عن الأسرة فيما يلي:
ـ مؤسسة الأسرة يمكن أن تدرس وتفهم بشكل جيد عندما نختبر علاقاتها مع المجتمع العريض. هذا يشمل علاقاتها مع أجزاء النسق الاجتماعي مثل الاقتصاد، وعلاقتها مع النسق ككل. هذا ينطبق أيضاً علي دراستنا لبنية، وظائف، وأدوار الأسرة وأعضائها.
ـ الأسرة شيء جيد وهي ذات وظائف مهمة لأعضائها الأفراد ولكل المجتمع.
ـ الأسرة النووية المعزولة هي الشكل السائد في المجتمع الصناعي الحديث في حين أن الأسرة الممتدة هي النمط السائد في المجتمعات قبل الصناعية.
ـ هناك نزوع نحو المزيد من المساواة داخل الأسرة.
أما دعاة المساواة فيشيرون إلى علاقات السلطة غير المتوازنة داخل الأسرة والتي تعني أن بعض أعضاء الأسرة يحصلون علي فوائد أكثر من غيرهم. لذلك نجد أن دعاة المساواة يركزون علي ثلاث قضايا هي: تقسيم العمل المنزلي، علاقات السلطة غير المتساوية وأنشطة الرعاية.
/2 الأسرة عبر التاريخ
كما أسلفنا، الأسرة جماعة من الناس ترتبط ارتباطاً مباشراً بواسطة علاقات القرابة ويتولى أعضاؤها الكبار مسؤولية رعاية أطفالهم. وتشتمل علاقات القرابة علي روابط جينية أو روابط ناتجة عن علاقات الزواج والمصاهرة.
في المجتمعات الغربية يرتبط الزواج وكذلك الأسرة بما يعرف بالزواج الأحادي ( رجل واحد مقابل امرأة واحدة ). لكن هناك العديد من الثقافات التي تسمح بزواج التعدد وتشجعه. وقد مرت الأسرة في المجتمعات الغربية في الفترة من 1500 إلي 1800 بثلاث مراحل أساسية هي:
ـ المرحلة الأولى، الأسرة النووية (1500ـ 1600) وهي أسرة من رجل وامرأة يعيشون مع أطفالهم الذين أنجبوهم أو تبنوهم. الحرية الفردية في الاختيار عند الزواج والجوانب الأخرى من حياة الأسرة خاضعة لمصالح الوالدين، الأقارب الآخرين أو المجتمع المحلى.
ـ المرحلة الثانية، الأسرة الانتقالية ( من بداية القرن السابع عشر إلي بداية القرن الثامن عشر). في هذه المرحلة زاد التركيز علي العلاقة العاطفية بين الزوجين كما زادت من الجانب الآخر سلطة الوالدين.
ـ المرحلة الثالثة، الأسرة كجماعة تربطها العلاقات العاطفية. وفي هذه المرحلة تمتعت الأسرة بالخصوصية المنزلية والانشغال بتربية الأطفال. والزواج في هذه المرحلة يبني علي الاختيار الشخصي القائم علي الروابط العاطفية.
يمكن تصنيف الأسرة إلي عدة أنواع هي:
ـ أسرة التكيف، وهي الأسرة التي يولد فيها الفرد.
ـ أسرة التناسل، وهي الأسرة التي يدخلها الفرد وهو بالغ كزوج أو زوجة.
ـ أسرة السكن الأمي، الزوجان يعيشان بالقرب أو مع أسرة العروس.
ـ أسرة السكن الأبوي، الزوجان يعيشان بالقرب أو مع أسرة العريس.
/3 التغيرات في أنماط الأسرة علي نطاق العالم
أسباب التغيرات في أنماط الأسرة متعددة ومتنوعة لكن أهمها: نشوء الحكومات المركزية، نمو وتوسع المدن والحواضر وفرص العمل في منظمات خارج نطاق تأثير الأسرة.
أنتجت هذه العوامل توجهاً عالمياً نحو الأسرة النووية حيث تتآكل أشكال الأسرة الممتدة والجماعات القرابية الأخرى. هذا وأهم التغيرات التي تحدث علي نطاق العالم هي:
ـ تضاؤل تأثير العشيرة والجماعات القرابية الأخرى.
ـ هناك اتجاه عام نحو الحرية في اختيار شريكة ( شريك ) الحياة.
ـ حقوق النساء في مسائل الزواج والأسرة يُعترف بها بشكل متزايد.
ـ أصبح زواج الأقارب أقل انتشاراً.
ـ هناك توجه عام نحو توسيع دائرة حقوق الأطفال.
/4 الطلاق
أشارت العديد من الدراسات إلي النتائج الاقتصادية السلبية للطلاق. وأظهرت تلك الدراسات أن مستويات المعيشة للنساء المطلقات وأطفالهن قد انخفضت بنسب أكثر من 25% في السنة الأولى بعد الطلاق. وفي مقابل ذلك ارتفع متوسط مستوى المعيشة للرجال المطلقين بنسبة 10% علي الأقل.
* أسباب الطلاق
ارتفعت معدلات الطلاق في المجتمعات الغربية في الحقب القليلة الماضية وهناك عدة أسباب لعل أهمها:
ـ التغير في القانون جعل عملية الطلاق أكثر سهولة.
ـ الاستقلال الاقتصادي للنساء.
ـ تغير وجهة نظر المجتمع نحو المطلقين من سلبية إلي إيجابية.
ـ تقييم الزواج أصبح وفقاً للمعايير الشخصية.
* تجربة الطلاق
غالباً ما يشكل انهيار الزواج ضغطاً عاطفياً وربما صعوبات مالية خاصة للنساء. ويرى العديد من الباحثين أن الآثار العامة للطلاق علي الأطفال تشمل ما يلي:
ـ يمر كل الأطفال تقريباً بفترة من القلق العاطفي بعد انفصال الوالدين.
ـ قلة من الأطفال يعانون من مشاكل طويلة الأجل نتيجة لانهيار الزواج وربما تستمر هذه المشاكل إلي مرحلة البلوغ وما بعدها.
ـ معظم الأطفال يواصلون نمواً طبيعياً من غير مشاكل حقيقة بعد عامين من الانفصال.
أشارت العديد من الدراسات إلي أن الأسرة الأمريكية والغربية قد تغيرت نحو الأسوأ منذ عام 1960. الزيادة في معدلات المواليد خارج علاقات الزواج أدت إلي ملايين الأسر التي أربابها من النساء وأبعدت الرجال من عملية رعاية الأطفال. ويرى بعض الباحثين أن هذه التغيرات مؤذية للأطفال, وأضافوا بأن الأب الشرعي يقدم مساهمات مميزة لا بديل لها في رفاهية أطفاله، فهو يعطى الأطفال نموذجاً للرجل القوى وتصوراً عن العلاقات مع الآخرين. وقد خلصت تلك الدراسات إلي التوجيه بإعادة تأسيس الزواج كمؤسسة اجتماعية قوية.
كما أشارت دراسات أخرى إلي ما أسمته أسرة ما بعد الحداثة، والتي من أشكالها الأسر التي علي رأسها نساء، والأسر الممتزجة، وأسر الزوجين العاملين وقد نشأت لمقابلة تحديات الاقتصاد المعاصر ولتوفير الإطار الأنسب لتربية الأطفال. لذلك، علي المجتمع ومؤسساته المؤثرة القيام بعدد من الإصلاحات في مجال مواقيت العمل، المساعدات الاجتماعية، الرعاية الصحية والتوظيف لمساعدة أشكال أسرة ما بعد الحداثة علي أداء أدوارها في المجتمع.



#لطفي_الإدريسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الله العروي:ماذا نعني بالأطروحة الوطنية ؟
- ما هو علم الاجتماع ؟
- جورج زيميل :وعي الفرد .
- الثقافة و المجتمع .
- الثقافة والمجتمع .
- ماكس فيبر MAX WEBER:المنهج في العلاقة بين التاريخ و علم الاج ...
- التفاوت
- 1. ماذا نعني بالأطروحة الكولونيالية؟
- الارث الفكري الأمريكي: شارلز رايت ميلز.رالف ميليباند.
- في إجرائية لمفهوم النخبة:الارث الفكري الألماني:ميشالز ومانها ...
- الارث الفكري الإيطالي فيلفريدو باريتو حول النخبة .
- -دفاع عن المثقفين- جان بول سارتر J.P.Sartre .
- المثقف ونهايته كداعية عبد الإله بلقزيز .
- الحركات الإسلامية ورفض الحداثة السياسية.
- بيير بورديو والفضح السوسيولوجي للمثقفين.P.Bourdieu
- أهم نتائج الطرح الانقسامي بخصوص القبيلة المغربية
- -المثقف العضوي-:أنطونيو غرامشي A.Gramsci
- إيميل دوركهايم والتصور الانقسامي للمجتمعات التقليدية
- -نظرية العنف المهيكل- أو -نظرية الفوضى المنظمة-.
- ابن خلدون والتأسيس للخطاب الانقسامي حول المجتمعات المغاربية.


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لطفي الإدريسي - الأسرة كمؤسسة اجتماعية .