أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مبارك بدري - الدين الجديد














المزيد.....

الدين الجديد


مبارك بدري

الحوار المتمدن-العدد: 2930 - 2010 / 2 / 28 - 18:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بينما كنت جالسا في أحد المقاهي التي أعتبرها من بين المقاهي الهادئة في مدينة سلا و خصوصا ليلا، مع بعض الاصدقاء نناقش بعض الامور المتعلقة بالمدينة و بأحوالها و خصوصا مع ما يروج من أخبار في أوساط الساكنة عن الفوضى التي أصبحت تعيشها المدينة في ظل ولاية العمدة الجديد نور الدين الازرق، فجاة أفزعني شاب كان يجلس بالقرب منا وهو يسرخ بطريقة هستيرية يقول "وييييييييي" حينما حاولت معرفة ما السبب وجدت انه كان يتابع مقابلة لفريقه المحب برشلون الاسباني.
تحول حديثنا من الحديث عن المدينة و همومها الى الحديث عن الشباب و انشغالاته و خصوصا اذا كان الانشغال تافها ولا علاقة له بالواقع و الوجود و كينونة الانسان و خصوصا اذا كان هذا الانشغال يستنفذ من وقت الانسان تسعون دقيقة و بالتالي من عمره الاجمالي وكم من تسعون دقيقة ذهبت سدا في غير صلاح و في غير منفعة لا عامة ولا خاصة بل ذهبت في مشاهدت مقابلات كرة القدم أو الساحرة المستديرة كما ينعتونها أو بالأحرى أفيون الشعوب وهو ألنعت الصحيح لهذه الطامة التي حطت على رؤوس و عقول البشرية و التي لم تسلم منها حتى الأوطان العربية بل أصبحت سبب صراعات و أزمات سياسية بين الدول لا المختلفة بل الشقيقة لغويا و عقلئديا... و خير دليل على هذا ،الصراع المصري/الجزائري صراع كان له أوجه مختلفة صراع بين اللاعبين و صراع بين الجمهور و صراع بين الحكومات...
ان ما يجعلني أدقق و أمعن النظر في هذا المشكل أو بالأحرى هذا المخدر الذي أصبح يحثل مكانة متقدمة بين أنواع المخدرات الاخرى هو سبب تعاطي الشباب له و بطريقة أدت بالكثيرين الى الادمان بحيث تجد الشباب يناقشون مشاكل اللاعبين في فرقهم ومع مدربيهم أو يناقشون المباريات وهم ينسبون تلك الفرق و اولائك اللاعبين اليهم، كقولهم مثلا " فريقنا هو الذي سيفوز" أو " لاعبوا فريقنا أحسن من أي لاعبون" أو " لقد اشترينا اللاعب الفلاني"...وفي بعض الأحيان تنشب بينهم مشادات كلامية قد تصل في أحيان كثيرة الى عراك.
انني هنا لا أرغب في التذخل في حريات الأخرين بل أحاول اقتحام بعض من عالمهم الرديء الذي لن يوصل الشباب المتعاطي لهذا النوع من المخدرات الى بر الامان، في الوقت الذي يضيع الشاب المغربي عفوا الشاب العربي لأنه أصبح لذينا هم مشترك أو يمكن القول أننا حققنا بهذا المخدر " الوحدة العربية" تسعون دقيقة في العبث هناك شاب في الدول المتقدمة منغمس في الاختراعات و فك رموز اختراعات دول أخرى من أجل فهم و تطوير ما يمكن تطويره.
ان الأفيون الجديد و الذي أصبح الدين الجديد ( كرة القدم ) أصبح طاغيا عن الاديان الأخرى بحيث أصبح الدين رقم واحد في هذا الزمن العجيب و الغريب و في هذا العالم و بلا منازع من حيث عدد الاتباع و المعتنقين و المجاهدين و المدافعين ، و انبياء هذا الدين الذي سكنت تعاليمهم قلوب المؤمنين كثيرا بحيث أصبحت له اركان و ايمان و خشوع و خضوع و تضحية...شعائر و ترانيم كما أصبح معتنقوه يقومون بفريضت الحج الى المونديال و بالعمرة في المقابلات الرسمية و الغير الرسمية، و المشكل يتفاقم يوما بعد يوم ويمكن ان نتنبأ لمشاكل نفسية و اجتماعية خطيرة قد تعصف بكثير ممن اختاروا محبة كرة القدم على محبة العلم و المعرفة و تحقيق الاهذاف السامية الى حد الوصول الى الأنتحار كما حدث مع محبي " عبد الحليم حافظ " و " الشاب حسني "...
لهذا على جميع قوى الاقلام المأثرة و الساخنة في العالم العربي ان تبدل ما في وسعها لتنوير الشباب بمشكل كرة القدم ولن أطلب ذلك من الحكومات لأنها السبب في شيوع هذا المخدر/الدين الجديد في أوساط مجتمعاتهم.



#مبارك_بدري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقراط المغرب


المزيد.....




- رئيس وزراء هولندا: المعاناة الإنسانية في غزة فظيعة والصور ين ...
- مجلس الدوما الروسي يدرس التصديق على اتفاقية الشراكة مع إيران ...
- الهلال الأحمر الفلسطيني يطالب بتحقيقٍ دولي مستقل في مقتل 15 ...
- جمال كريمي بنشقرون : الشباب والسياسة ويدعوا إلى استعادة الثق ...
- رسوم ترامب تدخل حيز التنفيذ... سلاح قليل الإثمار
- الرسوم الجمركية.. الاتحاد الأوروبي يعرض على أمريكا اتفاق تجا ...
- قمة القاهرة الثلاثية تحذر: الحرب تهدد المنطقة والسلام يبدأ م ...
- تقرير سوري عن هدف إسرائيل من مواصلة تحليق طائرات تجسسها الإل ...
- كندا تقدم شكوى لمنظمة التجارة العالمية بشأن رسوم ترامب
- رفع الراية ورحل.. وفاة طالب تونسي إثر سقوطه من بناية عالية أ ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مبارك بدري - الدين الجديد