أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سيمون خوري - البحر ... يلد النساء ...














المزيد.....

البحر ... يلد النساء ...


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2930 - 2010 / 2 / 28 - 13:42
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


سئل الطفل أمه ، ماذا يعني الوطن ..؟
ردت عليه أمه ساهمة ، وهي تهرش شعره ... بيت أكبر من بيتنا ...
حاولت مرات عدة إستحضار إسم كاتب " سوري " وردت هذه العبارة في قصة قصيرة جداً له . بيد أن ذاكرتي المزدحمة تتثاءب بين فترة وأخرى وينتابها النعاس . وتخبو الذاكرة كتلك الشمعة التي رافقت بداية تعرفنا على أزقتنا الملوثة بالحب . لذا أعتذر لذلك الكاتب الضائع في ذاكرتي .
ومع ذلك ، ما أجمل التاء المؤنثة في هذه القصة القصيرة جداً . مئات المؤتمرات والبيانات المدبجة في صياغة " أما بعد " أو" باسمه الشخصى تعالى" التي باتت لازمة معروفة في تدوير الكلام حول حقوق المرأة وغيرها ، نفقات ، مواصلات ، ضيافة وتصفيق حاد وتوصيات ، ثم النتيجة ، فنحن لا نقرأ بل نبني كل شئ على فتوى مستوردة من الماضي . وينتهي الأمرعند أدآب " النكاح والنفاق " . كافة الخطابات لا تعادل في قيمتها قيمة تاء التأنيث الجميلة التي إختصرت معنى الوطن . هذه هي الأم . كنسية العذراء المعلقة في السماء .
في مدن تحرق نصفها الأخر، ويلتهم الجمرظل ما تبقى من أحياء النصف الآخر.
في زمن ما قبل الإسراف بفتاوي الجهل وفي القاهرة التي تحولت من مدينة النور الى جمهورية النقاب ، كان صالون الأديبة " مي زيادة " رمزاً لمعنى المساواة ، وكان " قاسم أمين " داعية تحرر المرأة رمزاً من معالم مصر الجميلة أيام زمان . لكن بعد طوفان أبو جهل ، فقدت القاهرة وعواصم أخرى كبيروت وبغداد ظلها الوارف منذ اللحظة التي إعتلى فيها النص المقدس عرش السلطان .
إختفى الحب .. إختفت المرأة .. إختفى معها القمر والشمس وكل قصائد القباني ومصطفى صادق الرافعي . حتى العذراء رمز المحبة رحلت دامعة على عصر توأد فيه المرأة حية خلف حجر القبر الأسود .
للكاتب الإسباني " غبريل غارثيا ماركيز " رواية بعنوان " ذكريات عن عاهراتي الحزينات " يقول في أحد مقاطعها : لا تموت دون أن تجرب جمال حمل عبء الحب . وليس أتعس من الموت وحيداً . ولهذا تقول إحدى نساء روايته " إني انظر الأن الى الأيام الخوالي ، وأرى طابوراً من ألاف الرجال الذين مروا بسريري ، وأجد أنني على إستعداد لأن أدفع روحي ثمناً للبقاء مع أسوء من فيهم .
ماركيز ، إعتبر أن الموت ، والوحدة ، هما قدر الإنسان ، وليس أمام الإنسان سوى الحب يواجه به القدر . وبفضل الحب يصبح لكل شئ معنى وقيمة وجودية إيجابية
للشاعرة الهندية " كامالا داس " قصيدة جميلة في أحد مقاطعها تقول :
أكتب إسمك على ثلج الصباح
على كل شئ ، حيث كتب شاعر
يوماً إسم الحرية
ليست هناك ضرورة لمحو ذلك
كي أكتب إسمك
هناك مساحة كافية للحب
في الأرض والسماء .
للشاعر نزار قباني من قصيدتة بعنوان القصيدة تولد من أصابعها يقول :
"حليب أمي ، كان حبراًً أبيضاً ..
ثديها .. علمني صناعة الفخار ..."

كيف خُلقتْ المرأة ... هذا الكائن الإنساني الجميل ..؟
بعيداً عن " إسطورة الخلق " المعروفة في العقائد التقليدية ، فقد حفلت معظم أساطير الشعوب الأخرى بقصص جميلة تتناول قصة خلق المرأة . وأعطتها مكانة وقيمة إنسانية هامة كشريكة في صنع هذا الوجود الى جانب ( الإله ) المذكر. وليست جزء ملحق أو تابع أو جزء من ضلع رجل حتى لو كان سفاحاً . فهل يعقل من يفتي بفتوى الموت أن تخرج من ضلعة إمرأة ..؟ في العديد من العقائد القديمة تبؤات المرأة منصب ( الإله ) وعبدت في عقائد أخرى . لكن في بلادنا فهي ليست أكثر من شهوة جسدية ، أو مادة إعلانية لمسحوق تنظيف ، أو سقط المتاع ملتف بسقط ثوب أسود .
بعض الأساطير تقول أن ( الإله ) كان رساماً ؟، أراد أن يرسم الطبيعة التي صنعها ، فخلق المرأة نموذجاً . أسطورة أخرى تقول أن ( الإله ) كان موسيقياً فأنجبت قيثارته أعظم لحن موسيقي . أسطورة أخرى تقول أن ( الإله ) كان يتجول في القلب عندما مر على باب له شفتان وإبتسامة فولج بداخله .
بيد أني أعتقد ، أن ( الإله ) إخترع بذرة البلوط ، والبحر العذب أنجب النساء . طارت نقطة ماء من بحر النساء وروت بذرة البلوط فتحولت الى رجل ، أما البحر ظل يلد النساء .
على شاطئ البحر ، صياد فقير، وهمس الموج ، يناجي طيور البحر ، وطفل يلهو برماله ، وإمرأة تستلقي بإسترخاء في بيتها الكبير ، وظلها تحمله الشمس يساراً . ورجل يحتسي قدحاً من خمر ( الألهة ) المعتق .



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة - صباح الورد -
- إمرأة .. وكاهنان .. ونهر ..؟
- عندما تحولت تشو يينغ تاي / الى فراشة ملونة ..؟
- جلسة تحضير أرواح / في قرية (بريفزا) ..؟
- العودة من المستقبل الى / عصر نهاية الديانات ..؟
- في حفلة زيزي حتى القطط والكلاب/ تعلمت معنى المساواة..؟
- دعوة الى صديقي الكلب المحترم / لحضور حفلة عيد ميلاد..؟
- خمرُُ في الجنة .. وشاي في الدنيا للمؤمنين..؟
- قبطي يولم في رمضان / ومسلم يحتفل بعيد الميلاد ..؟
- ثقافة الغريزة الجنسية في الجنة ..؟
- مطلوب أنسنة الأديان..وليس ثقافة الكوارث
- هل الجلد والرجم والقتل هي قوانين ( إلهية )
- هولوكست التاريخ / ج4 سفر التكوين والخلق في الأسطورة المصرية ...
- هولوكست التاريخ ..أنبياء أم قادة سياسيون ..؟
- هولوكست التاريخ / إعادة قراءة لإسطورة الخلق والتكوين ومصادر ...
- هل أدم هو الأسم الحقيقي للإنسان الأول ..؟
- طرقت الباب ... ( حتى ) كل متني ..؟
- الحوار المتمدن و تجديد الخطاب العقلي
- الله .. المزوج .. وجبريل الشاهد ..؟
- إختراع صيني جديد ... خروف برأسين ..؟


المزيد.....




- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سيمون خوري - البحر ... يلد النساء ...