أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكية خيرهم الشنقيطي - أسد يفترس صديقتي














المزيد.....


أسد يفترس صديقتي


زكية خيرهم الشنقيطي

الحوار المتمدن-العدد: 2928 - 2010 / 2 / 26 - 23:29
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
كنت جالسة كعادتي في مكتبي أنهي تسجيل بعض الوثائق، فإذا بجرس الباب يرن. إنها "تانت كريمة". دخلت تزهو بمعطفها الأحمر "الاوروستقراطي الرث"، "الأنيق الممزق"، صحيح عمره ثلاثين سنة، لكنها اشترته من الشانزليزية في باريس وهذا يكفي عندها ، و لا أتذكر كم من أصفار وراء الدولار قالت لي أنها اشترته ، وكيف لي أن أتذكر وكل مرة ترفع الثمن أو تخفضه لضعف ذاكرته في تذكر عمليات التباهي المظهرية التي تعودتها ا. تقدّمت بخطواتها السريعة إلى داخل الشقة.
- كيفك! شو مشغولة ... الله يعطيك ألف عافية ....
كانت تقول كلامها في حين تزيل المعطف والقبعة عن رأسها. كنت أرى بريق فرح في عينيها، هي التي كانت دائما متشائمة، مستاءة وحزينة من البطالة والوقت الكثير الذي لا تعرف كيف تمضيه.
أراك مبتسمة، من المؤكد تحملين خبرا سعيدا. المؤسسة التي اتصلت بها لتوظيفك أجابت بالقبول. أليس كذلك؟
- لا، مازلت أنتظر الجواب منهم.
ودخلت مباشرة إلى المطبخ، تلتفت بتوتّر: أين القهوة؟
- هاهي القهوة تنتظرك وترحّب بك أيضا.
- لقد رأيتك في منامي....!!!
انشرحت تقاسيم وجهها وأضافت، العجيب الغريب أنني لم أفكر فيك بتاتا، ولم تكوني في بالي على الإطلاق.
عدّلت من جلستها واسترسلت ساردة حلمها عني. كنت واقفة أمام بيت كبير جدا، وكنت أسمع صراخك يدوي المكان، وزئير الأسد الذي كان يفترسك. كان يقف رجل بجانبي و ينظر إليك بغضب ،و كنت أتوسل إليه أن يذهب لينقذك لكنه لم يكن يستجيب لطلبي.
فجأة يخرج رجل من ذلك البيت الكبير وهو يحملك على كتفه، كنت ملطخة بالدم، لم أكن أرى سوى حذاءك الأسود هذا. وأشارت إلى حذائي الذي مع باقي الأحذية خارج المطبخ.
- آه ... وماذا جرى بعد ذلك؟
- وضعك ذلك الرجل بالقرب من بركة هناك، وكان يضع الماء على كتفيك فاختفت الجراح وأصبح لون كتفيك صافيا. بالمناسبة قبل أن آتي إليك أخبرت وائل ومراد وسميرة بالحلم.
بينما كانت تروي روايتها، ذهب فكري إلى المرة الأخيرة التي زراتني في البيت، كنت أهيء العشاء لعائلتي الصغيرة، وأتحدث إليها، حين التفت إليها لأشاركها الكلام، وجدت عيناها كرصاصتين ستخترق جسدي ، حتى أنني ارتبكت وشعور بالدهشة انتابني من تلك النظرة العدائية لجسمي. فتقترب بابتسامة يلونها النفاق والمكر: حين نكون سويا لا تلبسين الكعب العالي.
- يا إلهي يا "تانت كريمة" أنا لا ألبس الآن الكعب العالي، هل تريدينني أن أقطع شيئا من ساقي حتى ترتاحين. تذكرت حين كانت تحدّق طويلا إلي، وتذهب بفكرها خارج المكان، وعندما ترجع به تقول لي، تحدثت مع أم عبيد وأخبرتها متسائلة: كيف تتوفقين في عمل البيت ووظيفتك خارج البيت والرسم والنحت والسفر.
يا إلهي!!! أمعقول لا يشغلها شاغل إلا أنا... تراني في مناماتها وخيالاتها بالليل والنهار؟ وضعت يدها المتجعدة على كتفي، وابتسامة عريضة على محياها.
أما أنا فانتابتني دهشة مخلوطة بضحكة كالبكا، أمعقول يمكن لانسان أن يصل إلى هذه الدرجة من الحقد على الآخرين، لدرجة أنه يتمنى أن يراهم مقتولين أو ممزقين بمخالب أسد؟ ومن ترى ذلك الرجل يا ترى الذي كان واقفا بجانبها ينظر بغضب وهي تتوسل إليه لإنقاذي؟ ربما قد يكون ذلك الذي توسوس في أذنيه بالسوء عليّ وعلى الآخرين، لدرجة أنه أصبح يرانا بعين الغضب وفي الحلم يرفض انقاذنا من تحت براثن الأسد الذي يفترسنا في أحلامها.
- أين ذهبت بفكرك؟ لا تخافي، نهاية الحلم كانت جيدة.
- لست خائفة ، أعرف أن كل انسان يتخد لنفسه في أحلامه ما يوافق ما يتمناه ويريده لنفسه والآخرين ، فالعفيف عفيف، والطائش طائش، والحسود حسود وهكذا. كل ما هناك أن النوم يخلع عن المرء قناع التصنع والرّياء، فتبدو حقيقته الباطنة على ما هي عليه، فيصارح كلّ منّا نفسه بما لا يجسر على التصريح به وهو في حال اليقظة. الحلم كما قالوا قديما : نسخة عمّا تريده لنفسك والآخرين..الحلم ليس أعمى..الحلم يستنسخ بصيرة الحالم..الحلم في المنام استنساخ لأحلام اليقظة..فلنحذر أسود البشر لأنها هي التي تفترسك في الأحلام...أو بالعكس أسود الأحلام نسخة من أسود البشر الذين يتمنون افتراسك في الواقع والحلم..حلم المنام وحلم اليقظة...فالأسد مفترس أينما كان في الحلم أو الغابة...يا إلهي كم في غابات البشر من أسود ، أسود الغابات أرحم منهم.

www.zakianna.se
http://www.zakianna.se/zakiaA.htm



#زكية_خيرهم_الشنقيطي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية من فصل واحد
- كل شيء أو لاشيء
- مسرحية أشباح
- شجرة الزقوم
- احتاج إلى طبيب نفسي
- انفصال
- صرخة المونش
- منتهى الرقة
- مسرحية محاكمة الحذاء العربي
- استطلاع حول قضية الصحراء المغربية مع الدكتور عبد الباسط البي ...
- صحراء جافة
- استطلاع حول قضية الصحراء المغربية - الدكتور عبدالخالق حسين
- ذات بدون هوية
- قلق الرحيل
- الصحراء الغربية مغربية الهوية
- سيرة ذاتية عن حياة ابسن
- قصة قصيرة: اعتذار
- اما الكل وإما فلا
- وردة غير كل الورود
- مظاهرات للتضامن أم فوضى للاستنكار


المزيد.....




- ليلى علوي تخطف الأضواء بالرقص والغناء في حفل نانسي بالقاهرة ...
- -شرفة آدم-.. حسين جلعاد يصدر تأملاته في الوجود والأدب
- أسلوب الحكيم.. دراسة في بلاغة القدماء والمحدثين
- الممثل السعودي إبراهيم الحجاج بمسلسل -يوميات رجل عانس- في رم ...
- التشدد في ليبيا.. قمع موسيقى الراب والمهرجانات والرقص!
- التلاعب بالرأي العام - مسرحية ترامبية كلاسيكية
- بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري ...
- مصر.. الحكم بحبس مخرج شهير شهرين
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي بتهم -الاعتداء والسب-
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي شهرين لهذا السبب


المزيد.....

- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكية خيرهم الشنقيطي - أسد يفترس صديقتي