جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 2928 - 2010 / 2 / 26 - 16:43
المحور:
الادب والفن
خرج على الناس ببندقية ومتفجرات فأعطوه كل ما يحب, وخرجتُ عليهم بزنبقة مائية ووردة جوريةٍ ولكنهم مسحوا الأرض بجسدي.
كم كنت مذهلةًً جداً ورائعةً وشهيةً ولذيذة جداً جداً حين كنت بين يدي ,وكم أصبحت قبيحة المنظر والمظهر والمحضر حين أصبحت بين يديه!!!!.
.
حين أتذكرك أشعر بوجودي وحين أكونُ موجوداً تكونين معي وحين تصبحين معي أتذكرُ وجودي.
هكذا أنا دائماً أعطيك كل ما عندي ولا آخذ منك شيئا.
الحنان الذي فقدته للأبد وجدته مرة أخرى على يديك.
حين وضعتُ فمي على باطن يدها ,شعرتُ بنبعة ماءٍ تخرج من باطن كفها فشربت وارتويت إلى الأبد, ولم يكن ذلك في الحلم بل كان على طاولةٍ مستديرة في إحدى المطاعم.
هكذا هو الحب , إنه لا يأت إلا بالمخاطر.
لقد فكرتُ في الموضوع كثيراً وتأكدتُ أنني لم أكن موجوداً يوم ولدتني أمي .
دخل نورك في قلبي ولكن شعاعه انكسر في مجاري دمي.
أنا ذلك الولد الصغير الذي تحول إلى ولدٍ كبير.
النجوم تظهر لتختفي .
الكائنات الحية ليست هنا ولكنها خرجت من هذا المكان وأشار بيده إلى قلبه.
الذين تركوا سطح الأرض ودُفِنوا في القبور من المحتمل جداً أنهم سئموا من طلوع الشمس في كل يوم وغيابها .
كلما نظرتُ في عينيك كلما وجدتُ فيهما قانوناً آخر للجاذبية.
الآن أقتربُ من الأربعين سنة وما زلتُ نقطة صغيرة في تاريخ حياتك.
المرأة التي لم أمسك بيدها وما زلتُ أفتش عنها هي ها هنا .
حتى الطيور تستمعُ لأشعاري .
هكذا هي الحياة , فيها أناسٌ يزرعون وأناسٌ يحصدون وفيها أناسٌ يعملون وأناسٌ يفكرون ويكتبون وأناس يولدون كل يوم وأناسٌ يموتون كل يوم وأنا وأنت سنكون آخر كل هؤلاء.
كم كنت أودُ أن تكون معي لأنني لا أبتلع الفرحة لوحدي.
الأسماء التي تعلمها آدم من الله ,هي أقل من أسماء الناس الذين رأيتهم في حياتي وتعلمت منهم.
كانت سفينة نوح -على حسب ما تروي الأساطير- أكبر حجماً من التايتنك غير أن التايتنك كانت تتسع لقصة حب.
اليوم دخلت قصة حب جديدة وهذا يعني أنني بدأت بتجربة قصة اكتئابٍ جديدة.
المزايا التي عندي كبيرة وحجم الوطن صغيرٌ جدا.
ماذا بعد كل هذا الدخان!.
اليوم الذي يذهب لا يأت مثله.
سقط المطر في بلادي وتساقطت الثلوج ولكن لم تنبت الأزهار.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟