أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ثائر الناشف - السطو الإيراني في دمشق














المزيد.....

السطو الإيراني في دمشق


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2928 - 2010 / 2 / 26 - 11:03
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


نجاد في دمشق المحتلة

لو كان الروم حاضرين في دمشق ، لانتحروا على مذبح بلاط مجدهم العظيم في أعرق عواصم الشرق - دمشق - وهم يرون بأم أعينهم ، دون أن يصدقوا أنفسهم، حفيد عرش كسرى ، احمدي نجاد يحل محتلاً ثقيلاً لدمشق التي أفلت شمس حضارتهم العتيدة عنها .
ولو كان المسلمون الأوائل، الذين حلوا في دمشق بدلاً من الروم، حاضرين أيضاً، لكفروا بدينهم الذي حملوه من أقاصي الجزيرة العربية، وهم يتلمسون ويتحسسون جحافل أحفاد الفرس، يضعون يدهم على دمشق، بعدما وضعوا قدهم التي لن تزل أبداً في العراق.
تلك المقدمة تستدعي السؤال التالي: ماذا بقي من الحضارة في الشرق ؟ هل تنتقم الحضارات من بعضها ، أم أن الفرس استثناء عن قاعدتها الذهبية في انتقامهم التاريخي ، الذي هو ديدن وجودهم الأبدي الذي يسري في جيناتهم ، كما تسري الدماء في الشرايين ، وكما يسري الغدر في روح الذئاب .
لا بأس في أن تبني الحضارة أمجادها وصروحها على القوة ، مثلما تفعل الحضارات الغربية حتى الساعة ، لكن ألا تبنيها على الثأر والانتقام التاريخي وإعادة عقارب الساعة بعكس اتجاه الزمن ، وتحريك عجلات التاريخ إلى الوراء ، وهو السلوك الذي دلت عليه ما تمسى "حضارة " فارس ، التي ظلت ولازالت تعتبر الشرق بمدنه وحواضره ، مغنماً يوجب الاستيلاء والسطو عليه بأي ثمن ، ولا تهم الروابط والقواسم المشتركة ( الدين ، المذهب ، العادات ، ) التي تجمع بين هذا الشرق وتلك الحضارة المتغطرسة في استذلاله واستتباعه واستعباده .
عندما تطأ أقدام احمدي نجاد مدن الشرق ، فهذا يعني أن المدينة التي تطأها قدمه ( دمشق ، بغداد ، بيروت ) أصبحت مغنماً فارسياً ضمن رقعة الشطرنج التي يجيد الفرس لعبها مع الآخرين ، وها هم اليوم ، يعبثون ببغداد دون رادع ، ويساومون على بيروت بأي ثمن ، ويسرحون في دمشق بلا رقيب ، مثلما سرحوا وعبثوا وساوموا قبلاً في كاظمة والمدائن والحيرة .
قد يسأل البعض قي قرارة نفسه ، لماذا التركيز على إيران وحدها دون سواها ، وكأنها الشر الوحيد الذي يتربص الشرق الأوسط ؟.
الجواب عن ذلك التساؤل ، يحتاج منا أولاً ، فهم حقيقة الحضارة الإنسانية ، وهي أن الحضارة التي تدعيها إيران ، لا تقضم محيطها ( الشرق ) إنما تتفاعل معه ، كتفاعل مكونات الحضارة الغربية ، والتفاعل أكثر بكثير من معنى التعايش ، إنه الانصهار والاندماج الآمن بين مكونات الحضارة وما يحاذيها ويحدها من حضارات أخرى ، إلا الفرس فهم الأقل اندماجاً وتعايشاً مع غيرهم من الشعوب ، ووقائع التاريخ تدلل على ذلك ، وبما لا يدع مجالاً للشك .
فالانصهار والتعايش ، يعني فيما يعني بالنسبة للفرس ، الاستتباع الأعمى والاسلتحاق الكامل ، مثلما فعلوا سابقاً مع مدن العراق ، من خلال ثلة من المرزبان - الأتباع- وكما يفعلون الآن في دمشق وبيروت ، ولهم فيها من المرزبان ، ما يذكر بمرزبانهم العتيد " هرمز" على مياه شط العرب والخليج ، وما يمثله مرزبان اليوم " حزب الله " على مياه المتوسط .
والسؤال أيضاً ، لماذا ترتد ما تسمى "حضارة الفرس" على محيطها ( الشرق) وتستقوي عليه ، ولا ترتد البتة على النصف الآخر من العالم ؟ ومثالنا هنا ، الحضارة الغربية التي لا تنكر استقواءها على الشرق من باب الدفع بمصالحها الكبرى ، من غير أن تستقوي على نفسها أو محيطها .
إن الحضارة التي تدعيها إيران ، ليست سوى حضارة قائمة على السطو ، بمعنى السلب والاحتلال ، وحقائق التاريخ ووقائعه ، تدلل أشد التدليل على ذلك ، بل وتحاجج عليه ، والعرب فرادى وجماعات ، هم ضحايا ذلك السطو المنظم في المقام الأول ، ليس لأجل شيء ، فقط لأنهم أخمدوا نارها المقدسة ، فارتدت عليهم نار الأحفاد سطواً واحتلالاً .
احمدي نجاد في دمشق اليوم ، ليشيح بوجهه ، ويقول لأسيادها التاريخيين من الروم -هرقل- والأمويين - معاوية- والأيوبيين - صلاح الدين- إننا ( الفرس ) ومرزباننا " بشار الأسد " بتنا أسياداً لدمشق المحتلة ، بعدما بتنا أسياداً لبغداد المحتلة .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دمقرطة الإسلام أم أسلمة الديمقراطية؟
- وجوه الإصلاح الديني
- الغرب وحواره المشروط مع الإسلام
- شبح الأصولية الإسلامية
- الدفاع الإسرائيلي عن الأسد
- لغة الحوار في الإسلام
- الديكتاتور 36 ( الثورة )
- لماذا لا يحكمنا الإسلاميون ؟
- الديكتاتور 35 (ميلاد الزعيم)
- لا ديمقراطية في الإسلام
- الديكتاتور 34 (أسرار الزعيم)
- الديكتاتور 33 ( تصفيات )
- ماذا يفعل المسلمون في الغرب ؟
- مسلسل الاعتقالات السياسية في سورية
- الديكتاتور 32 ( مخابرات )
- تقسيم الإسلام : هل النبي محمد مسؤول عن سلوك المسلمين اليوم؟
- الديكتاتور 31 ( الغدر )
- آليات التطرف والاعتدال في الإسلام
- الديكتاتور 30 (أزمة 99%)
- الإسلام والعلمانية: وجهاً لوجه


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ثائر الناشف - السطو الإيراني في دمشق