أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حمادي بلخشين - الفكر السلفي كان سبب سقوطنا في الماضي و الحاضر















المزيد.....


الفكر السلفي كان سبب سقوطنا في الماضي و الحاضر


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 2928 - 2010 / 2 / 26 - 10:29
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


عبرة من الماضي :

اتضح لي بعد دراسة متأنية على ضوء قراءة إسلامية لسنن الله تعالى في معاقبة الأمم الشاردة عن نهجه،أن السبب الأوحد في انهيا ر قلعتنا الإسلامية امام الصليبيين والمغول وجيوش الإستعمار الغربي وأخيرا الإرهاب الحاكم، لم يكن قط كثرة الأعداء، ولا عبقريتهم العسكرية ، بل بسبب اصابة امتنا بفقدان المناعة الذي احدثه لها الفيروس السلفي المميت، ليحولها الى متنزه للغزاة، و قصعة للطاعمين .

فالسلفية دون سواها( و منظمومة أهل السنة و الحماعة بالتحديد)، هي من اناخت الشعوب الإسلامية لكل دعيّ واثب على كرسي الحكم بعدما ذللت رقاب العباد، وأماتت فيهم العزائم، و زيّنت لهم مركب الذل، وبذلت جهدها الأخرق في تربيتهم على أخلاق العبيد، وفرضت عليهم طاعة غير مشروطة يضع صاحبها في حسبانه تعرضه في كل لحظة لنزوات حاكمه في جلد ظهره، ومصادرة ممتلكاته وهتك عرضه، كل ذلك تحت طائلة تهديده " بميتتة جاهلية" تتربص به لو غادر"حظيرة الجماعة" قيد شبر، و تمرد على ذلك الذل لحظة واحدة من عمره.

ان ثقتنا المطلقة بما ورد في كتاب الله، يقتضي منا التسليم المطلق، بأن قوى التآمر الخارجي مجتمعة كانت و لا تزال أهزل بمسافات ضوئية، من أن تنال ذرة واحدة من قلعة الاسلام المحصنة ربّانيا بضمانتين معصومتين تستعصيان عن الإختراق حتى لو اجتمعت كل قوى الأرض على اقتحامها، وهما : الصبر و التقوى، قال تعالى ( وان تصبروا و تتقوا لا يضركم كيدهم شيئا)

فكما ان الحمّى العارضة اضعف بكثير من ان تسلب الحياة من جسم رياضي سليم، فان المؤامرات الخارجية، اضعف من ان تـنال من امة تعهد الله بنصرها، لو نصرت دينه ( ان تـنصروا الله ينصركم و يثبت اقدامكم) وتكفل بحفظها، لو حفظت تعاليمه. ولكن أمتنا قد أوتيت من الداخل أي من قبل منظومة سلفية متخلفة عقليا، عبثت بإسـلامها، و مسخت تعاليمه الكبري، و جعلته أضحوكة للعالمين كل ذلك لوجه الله تعالى، و بجهل خالص النية، و حماقة ذات ضمير حسّاس (1) ، لتحّول الضمانتين الإلهيتين اللتين تكفلان لأمتنا البقاء في المقدمة، والإستمرارفي ريادة البشرية، الى سيفين خشبييّن ولعبتين ورقيّتين، حين مسخت مفهوم الصبر الإسلامي، الذي يعني تحمل تكاليف جهاد الظلمة في انتظارفرج الهي حتمي الوقوع ،الى صبرسلفي يستمرئ الظلم،و يستسيغ الإضطهاد في انتظار

خلاص وهمي يتمّ، على يد مسيح غير دجّال(2) أو مجدّد قرن لم يتقن غير التخلف عن موعده ، أو مهدي شيعي من احاديث خرافة ... ثم حين مسخت التقوى الإسلامية (التي هي خشية الله المترجمة اسلاميا في افراده الله بصلاحية الأمرو النهي ثم التقرب اليه بدماء من نازعه تلك الصلاحية, الى تقوى سلفية باردة تراعي تكثيف الأوراد وكثرة الركوع و السجود و حفظ أنظمة الجور، اعتبارا منها، بان ما سيسفر من قتلى و اخلال بالأمن الملكي أو العسكري الحاكم أثناء الإشتباك مع الظلمة لجرّهم من كراسيهم المغتصبة تعدّ مفسدة عظمى و " فتنة" ، يهون من اجل تلافيها، التضحية بالعدالة و الحرية و العمل باحكام الشريعة! اعتمادا على القاعدة الأمنية السئية الذكر" درء المفاسد مقدم على جلب المصالح "! و كأنّ ارواح هؤلاء المرتزقة من الجنود، و كأنّ أرواح من تصدى لهم من المؤمنين، كانت و لا تزال أنفس من ارواح الصحابة رضوان الله عنهم، حتى لا يخشى تقديمها قربانا لحياة هذا الدين و كرامة اهله و غير اهله من ضحايا الجور من الأمم غير المسلمة .

عبرة من الحاضر :

سيتجلى لكل من وفقه الله، وأزال عن بصره غشاوة تقديس الأسماء دون تقييم اعمال اصجابها على ضوء كتاب الله و ما صحّ من سنة رسوله، أن مصدر قوة النظم الإرهابية الحاكمة بشقيها الملكي و الجمهوري، لم يكن يكمن لا في ضخامة أجهزتها الأمنية، ولا في الدعم المالي و العسكري و الدعائي الذي تتلقاه من الغرب. بل في منظومة سلفية محكمة الصياغة تمثل صمّام أمان وحيد لبقائها جاثمة على صدور المسلمين. فلو سحبت المنظومة السلفية شهادة الزورالتي تثبت إسلام القائمين على تلك النظم الأرهابية الحاكمة، لتجرّأت الشعوب على حرب تلك الكيانات ، و لتسابق البرّ و الفاجر على تقويضها بما ملكت ايديهم، بعدما طفح الكيل و بلغت القلوب الحناجر، ولم يعد للشعوب شيئا تخسره.( و لعل القارئ لا يزال يذكرعرض القنوات الفضائية لشريط مسجل تبدو فيه سيدة عراقية تضع يدها على المصحف الشريف و هي تقسم بالقرآن العظيم( مما يدل على ضعف معرفتها الدينية) قبل ان تفجر نفسها في الأيام ألأولى لغز القوات الأمريكية للعراق. كل ذلك نكاية منها بالعدوّ "الكافر" الذي خلع الرئيس "المسلم" صدام حسين. كما شاهد النظارة قبل ذلك بسنين شابة فلسطينية متبرجة تفجرنفسها ضد اليهود تمكينا" للأخ "العلماني ياسر عرفات من قيادة فلسطين مستقلةعن وصاية اليهودي" الكافر". فلو تحلى كهان السلفية بالرجولة يوما و اعلموا شعوبهم بــان صدام حسين و ياسر عرفات لا يقلان كفرا بشريعة الله عن حكام اليهود و سادة البيت الأبيض، لما استقرت الأرض ساعة تحتهما و تحت أمثالهما ، ولكن كيف يطلب الماء المثلج من قعر الجحيم؟!

ولما صحّ أن بقاء الإرهاب الحاكم آخذا بخناق المسلمين، متوقف على وجود موانع الحمل (3) السلفية التي تحول بين الشعوب و بين حمل فكر ابي ذر وسيفه،( بسبب ما لدى جنرالات السلفية من تعليمات امنية مغلفة بقداسة نسبتها الى سيد البشرية). حاولت جهدي في هذا العمل المتواضع تجريد السلفية من هالات المجد الكاذب الذي تدعيه، عبر اقامة الدليل على أن أشهر رموزها( بن حنبل، الشافعي و غيرهما)، كانوا محنا حاقت بأمنا, لا منحا وهبت لها, وان تلك الرموز التي مازالت تتطأطا لذكرها الجباه، لم تكن مصيبة في شيء، لا في انتقاء ولا في تدوين, و لا في فهم السنة النبوية، بل كانت في كل قدمته، مصيبة اضرت بالسنة النبوية ذاتها قبل أن تضر بالمسلمين. لأن كل تلك الجهود "الحيوية" التي عدوّها " نصرة للإسلام، وحفاظا على السنة والدفاع عنها"، لم تكن في حقيقة الأمر، سوى فضول من العمل، و عبثا من الجهد . ومضيعة للوقت و تقوية لأعداءّ الملة و الدين. لو لم تعرف الدنيا ابن حنبل والبخاري ومن قبلهما و من بعدهما من المحدثين، لكان حال المسلمين افضل بكثير مما عليه الآن.

إن شجرة سلفية خبيثة أنبتت مثل المفتي السعودي الوهابي عبد العزيز بن باز ( الذي أجاز ادخال قوات أمريكية لبلاد الحرمين لضرب العراق انطلاقا من قواعدها ثم افتت لياسرعرفات باعتراف ابدي باسرائيل).
وان شجرة سلفية خبثة انبتت جماعة الإخوان المسلمين(4) التي اتخذتها الإدارة الأمريكية محظية ثانية بعد الشيعة. ثم ان شجرة سلفية خبيثة اثمرت الصوفية المدمرة و المغيبة عن الوعي ، لهي شجرة سوء يوجب الإسلام قلعها من جذورها .
و لعل التصدي الشفوي للمنظومة السلفية قد لا يغني الا القليل، و لكن يبقى الخيار النبوي( الجهاد) هو الحل للقضاء على الإرهاب العلماني .لأن الإندحار الحقيقي للفكر السلفي لن يتم إلا بنسف وحش الإستبداد الذي تمثل السلفية زائدة دودية في امعائه، و قرادا عالقا بحافره. فــــفي ظلّ
الإستبداد ظهرت السلفية، و تحت رعاية الإستبداد نمت، و في مستنقعه الآسن تغوّلت، لأجل ذلك فإن اندحارها المأمول لن يتحقق الا بهلاك حليفها التاريخي، و لن يتمّ القضاء النهائي عن السلفية بغير إستئصال دوحة الإستبداد التي تـنعق عليهاغربانها،و تهرّ من تحتها كلابها، و يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، هذا اذا قدر الله لأمتنا النهوض من جديد .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) Nothing in the world is more dangerous than sincere ignorance and conscientious stupidity
(مارتن لوثر كينج)

2)"اخبر الله تعالى بني اسرائيل في التوراة بانه سيرسل لهم نبيا مثل موسى ليقيم لهم الدين خلفا لموسى عليه السلام. وهذا النبي الآتي وضع عليه بنو اسرائيل لقب "المسيح المنتظر"، و قالوا انه اذا جاء سيحارب اعداءه و سينتصر عليهم، و سيفتح بلادهم، و سيملك عليها و سيقيم لله مملكة عظيمة تظل الي يوم القيامة، الي ان يرث الله الارض و من عليها. و بنو اسرائيل( اليهود) ينتظرون هذا النبي المسيح الي هذا اليوم. ...أما المسيحيون فهم يقولون ان عيسى بن مريم هو" المسيح المنتظر" وقد جاء . و لكنه لم يحارب و لم يملك. و لسوف يعود الي الأرض مرة اخرى ليحارب و يملك، و يؤسس المملكة العظيمة لله رب العالمين ... أما نحن المسلمين فاننا نعتقد ان المسيح المنتظر هو محمد صلى الله عليه و سلم وقد جاء. و ليس من بعده مسيح ... سيأتي ليؤسس لله مملكة ظاهرة على الأرض."إهــ
من كتاب "عودة المسيح المنتظر لحرب العراق بين النبوءة و السياسة" صفحة 21 و 22 " لأحمد حجازي السقا ـ دكتور ازهري جريء ــ نشر دار الكتاب العربي دمشق القاهرة الطبعة الأولى2003 . و الكاتب كما هو واضح لا يعبر عن الراي السلفي ( اهل السنة و الجماعة) في المسألة .
(3) المصطلح مستعار من الشاعرالماركسي نجيب سرور. هو القائل : يا بلادي العزيمة
اذكريني اذا نسيتني فهارس الأعلام و بائعوا الكلام و مدمنو حبوب منع الحمل .
منع حمل السلاح .
كما هو القائل:
و الناس من هول الحياة / موتى على قيد الحياة " .
(4) الإخوان المسلمون : جماعة اسسها المدرس السلفي المصري حسن البنا سنة 1928 و استفادت بريطانيا قديما من خدماتها في تسكين جماهير المسلمين وتمريرالعمل باول دستور علماني في بلاد المسلمين دستور 1923. ثم بقيت الجماعة على الرفّ حتى استفاد منها الغرب حديثا بفتوى القرضاوي المجند المسلم في الجيش الأمريكي و كل جيوش الغرب بشرعية مشاركة أي جيش غربي في غزو أي بلد اسلامي تريده الإدارة الأمريكية خصوصا و الغربية عموما . كما استفاد الغرب من جماعة الإخوان المسلمين في تمديد عمر النظم العلمانية الشرسة، من خلال تطعيمها بوزراء اخوان ملتحن لتحسين وجهها القبيح امام السذج ن المسلمين، كما استفادت امريكا من جماعة الإخوان في اقرار شرعية احتلال العراق و افغانستان و فلسطين بادخال الإخوان في حكومات الإحتلال في العراق ـ لحزب الإسلامي ـ وافغانستان و ـ حماس الإخوانيةـ ( تجد كل ذلك في كتابي " فتش عن الإخوان" )



#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكونات المخزن السلفي المدمر للإنسان و العمران
- تعريف السلفية 2/2
- تعريف السلفيّة 1/2
- وصيّة!!
- مصطفى محمود ووالدتي حبيبة طليبة
- رد على تعليق للسيد عبد القادر انيس
- عقوق (قصة قصيرة )
- الفصلان الأخيران من رواية مآذن خرساء 47 و 48/48
- عدوّ!! ( قصّة قصيرة)
- سيد مصطفى حقي... قليلا من الإنصاف!
- منام !! ( قصّة قصيرة)
- النقاب الوهّابي خطيئة علمانية
- إعتذار لكل النساء و الكتاب و القراء يليه رد على السيد عبد ال ...
- عن ضرب شاذات النساء في شرع خاتم الأنبياء
- رد هادىء على السيدة وفاء سلطان
- الصّوفية، مرّة أخرى و أخيرة (مآذن خرساء 46/48)
- في بلادي، الفقراء يشنقون أنفسهم.( مآذن خرساء 45/48)
- مصر، لا نور الشريف هي الخاسر الأكبر
- شراء بيت بربا ( مآذن خرساء 44/ 48).
- صدق الطنطاوي وهو الكذوب!


المزيد.....




- المدافن الجماعية في سوريا ودور -حفار القبور-.. آخر التطورات ...
- أكبر خطر يهدد سوريا بعد سقوط نظام الأسد ووصول الفصائل للحكم. ...
- كوريا الجنوبية.. الرئيس يون يرفض حضور التحقيق في قضية -الأحك ...
- الدفاع المدني بغزة: مقتل شخص وإصابة 5 بقصف إسرائيلي على منطق ...
- فلسطينيون يقاضون بلينكن والخارجية الأمريكية لدعمهم الجيش الإ ...
- نصائح طبية لعلاج فطريات الأظافر بطرق منزلية بسيطة
- عاش قبل عصر الديناصورات.. العثور على حفرية لأقدم كائن ثديي ع ...
- كيف تميز بين الأسباب المختلفة لالتهاب الحلق؟
- آبل تطور حواسب وهواتف قابلة للطي
- العلماء الروس يطورون نظاما لمراقبة النفايات الفضائية الدقيقة ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حمادي بلخشين - الفكر السلفي كان سبب سقوطنا في الماضي و الحاضر