مفاجأة الرئيس مبارك

مصطفى عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2927 - 2010 / 2 / 25 - 22:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أنا واحد من الرافضين لترشح الرئيس مبارك لفترة رئاسية جديدة . وأتصور أنه لا يمكن الحديث عن اى اصلاح سياسى وحقيقى خلال الفترة القادمة فى ظل اعادة ترشح الرئيس لفترة قادمة . لقد كان الفيلسوف الالمانى "هيجل " يقول : لو كان شيئا من الممكن ان يحدث لكان حدث . وهو ما يعنى ان اى برامج اصلاح مطروحة من قبل نفس النظام الحاكم لا يمكنها ان تحدث اصلاحا حقيقيا .

ودون لف ولا دوران فإننا نكن كل احترام وتقدير لشخص الرئيس مبارك ، لكننا نشكره على ما قدم وندعوه باسم مصر ومصلحتها ومحبتها وحاضرها ومستقبلها أن يفاجئنا جميعا باعلان عدم الترشح ، وأن يدعو لانتخابات جادة حقيقية تتوافر فيها كامل ضوابط النزاهة وتشارك فى مراقبتها المؤسسات الدولية ليدخل بذلك التاريخ من أوسع أبوابه .قد يرى البعض ممن اعتادوا التصفيق والتأييد أن مجرد ذلك الطرح إساءة أدب ، ونكران للجميل ، لكن الحقيقة أن هذا وقت المصارحة ومن لا يصارح فعليه إثم تردى الأحوال وجمود الاصلاح واستهلاك الطاقات فى لا شىء.

لقد كتبت قبل شهور مقالا فى جريدة "عرب تايمز " قلت فيه أن الفرصة الأخيرة للرئيس مبارك ليدخل التاريخ تتمثل فى تخليه عن السلطة لصالح انتخابات حقيقية نزيهة وشفافة وعادلة ، بعد اجراء تعديلات فى الدستور تسمح بتداول السلطة وتغير الحكام بشكل سلس وبما يتيح احداث حراك حقيقى فى كافة جوانب المجتمع المصرى . وبعد ظهور البرادعى " على الساحة السياسية أرى ان الفرصة لا زالت سانحة للرئيس مبارك لتكرار نموذج سوار الذهب مرة أخرى ، ذلك الجنرال السودانى الذى قاد انقلابا عسكريا تعهد خلاله بالتخلى عن السلطة والدعوة لانتخابات نزيهة تحقق الديمقراطية ووفى بما تعهد به .

التغيير هو سنة الحياة ، ومن لا يؤمن به لا يمكنه تحقيق اى تقدم او اصلاح ، أو بمعنى اصح فإن اى تقدم يتحقق لا يمس واقع الناس اليومى ولا يضيف لهم شيئا . وهو كما يقول اساتذتنا السياسييون "تقدم على الطريق المسدود " . إذا اراد الرئيس مبارك دولة متحضرة متقدمة منفتحة لديها اقتصاد واعد ودور اقليمى لا يستهان به فليس عليه سوى مفاجأتنا جميعا باعلان عدم الترشح . هذا هو أعظم ما يمكن أن يقدمه رئيس دولة لشعب يحبه : الديمقراطية . والله أعلم .

#مصطفى_عبيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات