أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل فضة - ماقبل الطامة الكبرى














المزيد.....

ماقبل الطامة الكبرى


فاضل فضة

الحوار المتمدن-العدد: 891 - 2004 / 7 / 11 - 08:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما تكفهٌر السماء مؤذنة بقدوم العاصفة، لابد لهذا الحَبل الغيمي أن يثمر مطراً، أو فيضاناً أو إعصاراً. هذا ماتحدثنا به الطبيعة في جغرافية الشمال في أقصى الغرب عبر فصول السنة. وهذا ما يتحفنا به خط الاستواء في بعض الدول، حمراء التربة، المنسية أيضاً.
وفي جغرافية أشعٌة الشمس الحارقة، بدون إكفهرار لسماءٍ ما، في أرض مغطاة بكثبان رملية تتلاطم بشعور الرغبة أو العزلة مرات، أو يجتاحها شعور الصمت في داخلها بدون منافذ بالفرج.
في هذه الصيغة التائهة لابد للعقل أن يمسح حرارة الصحراء عن الجبين، مغادراُ أو باحثاً عن مدن مأهولة باحتقان الإنسان في جوٌ وسماء العقول المكفهرٌة أكثر من أية جغرافية مكانية أو زمانية أقتضبها تاريخها بحسرة جوفية كامنة مازالت تبحث عن ذكرى الصفاء، في أمل التحذير قبل وقوع الطامة الكبرى.

وفي بلاد الحب الذي رحل وولقى، وبؤس الإنتحار بالموت تشرٌداً أو أملاً. مازال العقل يصارع حقيقة التساؤل عند هدف غير مرتجى، أو حلم مبتور بالدم، أو بعد تائه على سدٌة حكم مازال تاريخاً غير مكتمل.
وفي ارض التلافيف الدماغية، تمتد الصحراء مسافات تشكل جفافاً تلو الأخر، ومحرقة بدون نار، وأرضاً للحرث الصحراوي قبل أن تستيقظ البذور.
وفي عمر زمني خارج عن دائرة العقل، مازال الفكر المتوعك ألماً، يعاني من أمراضه المزمنة، وحفنات من الإنتهازيين الذين سادوا ونشروا الظلام فوق ظلام، ونشروا الجهل في أجيج عاطفة على حساب المعرفة، وعمرٌوا ومازالوا، باطنية ذاتية، فرداً أو جماعة، بدائية، بدون حدود، مازال كل هؤلاء، يغرسون الأوهام قبوراٌ، في مدن اكبر من مقابر التاريخ القادمة.

وكيف يمكن للعقل القريب والبعيد أن يكون صورة للأسمى خارج حظيرته المهملة، وكيف يمكن للسواد في عيون الليل، ان ينقلب إلى نور شمس في جزيرة للكاّبة لاتعرف من معنى أخر للحياة.

وكيف نحوٌل الشعور الكاره لكل شئ إلى شعور أخر يؤمن بالحب والفرح والحياة وقليل من قيم الإنسانية المطلقة، الغير مفصلة على قياسات زمنية وقوالب عفى عليها الزمن إلاٌ في عقول متأرجحة، بقضية المعرفة المتأخرة ليس أكثر.
وهل نسيت حقول النفط أنها ولدت لتحيّ منتجات الإنسان لتسهيل حياة هذا الإنسان، أو لتعقدها إذا لم يكن يملك ناصية الزمن؟
وهل نسيت جلابيب الدهر الغائب، أنه أن أوان غسيل ماتبقى من غبار الكثبان الصحراوية المرهقة في تنقلها وثباتها التاريخي الطويل؟
وهل تناسى الظلم وجوده في دوائر التشٌرد المتمرد على قوانين الطبيعة والتطور ودورات التاريخ في قوتها أو ضعفها؟

في بلاد غرست بالدم اشجارها وثمارها وكل ذرٌة تراب. في بلاد الشعر الناري في عروق وشرايين زرقاء أو خضراء أو سوداء،
مازال العقل طريد الذكرى، لايعرف أين الحقيقة، خارج الذات المضطربة، ولايعرف معنى مكامن النور بدون ألهة، ولايريد تصوٌر ان العقل إرادة، والحب منهجية للبقاء رغبة وواقع، والعيش المسالم طرداً للموت البرئ من احكام إنسانية مهتزة، أو تيه في بهتان لذات مغلقة غير مدونة!

إلى أرض لاتعرف الحلم بالسلام،

دمٌركِ التاريخ في عصر الولادات الصعبة،

ومازالت أثامك في العقول تحرث الإنفجارات الصعبة،

والإنتحار الذاتي المؤدٌي إلى طريق الفناء بيولوجياً بعد تجارب الحروب التقليدية واسلحتها القادمة،
وبإمراض، جينية قد تخترع حسب الحاجة، والضرورة، لمن مازال يعتقد أنه الأذكى والأشطر والأقوى في قطع الرؤوس،

إنه التاريخ الذي لايرحم لمن لايتعلم منه الإ دروساً تناسب عضلاته في متحف رسمت حدوده،
وغابة للقنص المستقبلي، ليس أكثر..

إنها الطامة الكبرى لمن لايملك القدرة على محاكاة الوقائع بتاريخها الدامي!

أهلكت الملايين في روسيا وأوروبا وفي هيروشيما وناغازاكي.. هل يحتاجون لدروس أكثر؟؟؟



#فاضل_فضة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات واقعية من بلاد الإغتراب
- بيننا وبينهم فروقات ليست طفيفة
- عندما يحاكم صدٌام حسين
- عندما يتناثر الرماد
- بين الحذاء والنعل العسكري
- ربيع الحوار السوري الذي لم يمت أنترنيتياً
- حكايات إفتراضية صغيرة
- مهاتير (محاضير) محمد في بيروت
- مصداقية
- في الحروف
- المعذبون جغرافياً
- نكتة الغرب الديكتاتوري المغيب لشعوبه
- من أجل وطن - سورية الجديدة
- لكي لانضيع في حوار الطرشان - دور النخب في الحث والبناء والتع ...
- اعادة الهيكلة السورية - البدء من أسفل الهرم
- في مهب الريح
- شعار الوحدة العربية بين الحلم والواقع المحبط
- أوراق في الاغتراب
- في الإتهام المعاكس
- أكثر من الهزيمة


المزيد.....




- ألمانيا تعتزم تسليم أوكرانيا طائرات مسيرة مجهزة بالذكاء الاص ...
- مراسلتنا: قتيل بغارة إسرائيلية على سيارة جنوب لبنان
- كيف يحاول أفراد مجتمع الميم-عين في ليبيا النجاة من القمع وال ...
- هلع في أسواق المال.. وترامب يطالب بالدفع مقابل تخفيض الجمارك ...
- قرقاش: شكوى السودان لدى العدل الدولية ضد الإمارات -لعبة سياس ...
- وسائل إعلام: ليس لدى الاتحاد الأوروبي خطة للاجئي أوكرانيا بع ...
- خبيرة: مخبوزات تتضمن بروتينا مستخرجا من الحشرات قد تظهر في ر ...
- تقرير: إسرائيل قلقة من تقارب السودان مع إيران
- -إيواء عتاة المجرمين بكلفة أقل-.. ترامب لا يعارض اقتراح بوكي ...
- -فايننشال تايمز-: نجل رئيس الوزراء الصيني السابق يخضع لتحقيق ...


المزيد.....

- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل فضة - ماقبل الطامة الكبرى