أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نبيل - من أفلام مهرجان برلين السينمائي : -المُرْبِكَة- أو اللعبة التي أربكت حياة -ماريا-














المزيد.....

من أفلام مهرجان برلين السينمائي : -المُرْبِكَة- أو اللعبة التي أربكت حياة -ماريا-


محمد نبيل

الحوار المتمدن-العدد: 2927 - 2010 / 2 / 25 - 06:04
المحور: الادب والفن
    


أحيانا، تكون الهدية بداية لصفحة جديدة في حياة الإنسان. هذا ما حدث "لماريا أونيتو " في دور"ماريا ديل كيرمين"، بطلة الفيلم الأرجنتيني" المُرْبِكَة"(puzzle‏) ،والذي أخرجته "ناتاليا سميرنوف". و"المُرْبِكَة" هي لعبة تكون على شكل أجزاء يتطلب جمعها لتشكيل صورة أو مجسم ما، كما تتضمن لغزا يتطلب مجهودا ذهنيا وإبداعا فنيا لحله.

حب "ماريا" للهدية (المُرْبِكَة)، التي توصلت بها من طرف عائلتها، أربك حياتها، فحولها إلى عاشقة، ثم ممارسة لهذه اللعبة الجديدة في حياتها، الشيء الذي كان دافعا وراء إصرارها على شراء نماذج منها ، بالرغم من النقد الذي وجهه إليها زوجها "غابرييل كواتي " في دور "خوان".

وفي طريقها لشراء " المُرْبِكَة"، عثرت "ماريا" على إعلان لشخص يبحث عن شريك يلعب إلى جانبه، بغية المشاركة في مسابقة وطنية. "ماريا" لم تتردد في الاتصال بهذا الشخص قبل أن تلتقي به في بيته. إنه "أرتورو كويتز " في دور "روبرتو "، رجل يعيش وحيدا في بيته، عشق "ماريا" وشاركها اللعبة، كما تدرب معها عليها، حتى انتصرا معا في مسابقة "المُرْبِكَة" الوطنية، فحصلت "ماريا" على جائزة عبارة عن تذكرة سفر للذهاب إلى ألمانيا .

"ماريا" و "روبرتو" جمعهما رهان ممزوج بطعم الصمت و الكتمان. "ماريا" لم تتحدث لا إلى زوجها "خوان" ولا إلى أبنائها عن لقاءاتها مع "روبرتو" في بيته، و التي انتهت بممارسة الحب، في حين أضحى خوان" و الأبناء يعرفون هوس "ماريا" الجديد، والذي جعلها لا تبال بعائلتها. كل الحكاية فيها رهان جميل، رسمته المخرجة "ناتاليا سيمرنوف" بنوع من الذكاء و الحبكة و الإبداعية الرائعة .

الكاميرا تحكي في فيلم "المُرْبِكَة" عن الجسد و العشق و الصمت، و العنف الهادئ الذي كان يمارسه "خوان" ضد "ماريا ". توظيف اللقطات المكبرة، (Close Up)، مثلا من طرف المخرجة، كان اختيارا فنيا و جماليا جذابا، الغاية منه، كما صرحت بذلك"ناتاليا سيمرنوف"، هو الاقتراب أكثر من أدوار الممثلين.

حكت "ناتاليا سيمرنوف " بالصور عن الحب وعلاقتها بالجسد، التي تظل ، وكما عبرت عن ذلك للصحافيين، فيها نوع من الحياء . لم تكن المخرجة ترغب في عرض اللحظات الجنسية الساخنة إلا بحركة الكاميرا الخاطفة، و كأنها تريد وضع خط التماس مع الإحساس، و ترك المعنى معلقا في ذهن الجمهور.

"سيمرنوف" وظفت بشكل فريد تاريخ مصر القديمة، و ربطت جوهر الفيلم برواية "نفرتيتي"، تلك الملكة التي يعني اسمها "الجميلة أتت"، وهي زوجة الملك أمنحوتب الرابع الذي أصبح لاحقاً أخناتون، فرعون الأسرة الثامنة عشر الشهير، وحماة "توت عنخ أمون". وعلاقة "نفرتيتي" بالفيلم، تتأسس على حب المخرجة للفن المصري و جمال هذه الملكة الجميلة، حسب ما قالت في الندوة الصحفية.

علاقة "ماريا" "بروبرتو" كان رهانها كما رسمته المخرجة، هو لغة الرموز، و لغة الرمز تستهدف الجمهور أكثر من الخطاب المباشر، "فروبرتو" لم يتردد أمام الصحافيين في القول، بأنه ليس بينه و بين "ماريا" حب متبادل، فهو يعشق النساء، أما "ماريا" فتحب لعبة "المُرْبِكَة" .

لقد تعلمت المخرجة كثيرا من تجربتها الطويلة كمساعدة في الإخراج، و هي اليوم توظف باكورة تجاربها السينمائية في أول عمل روائي لها، لكنها ما زالت تحتفظ بتذكرة إنجاز فيلم جديد، كما احتفظت بطلة فيلمها "ماريا"، بتذكرة الذهاب إلى ألمانيا، بعد انتصارها في مسابقة "المُرْبِكَة" الوطنية.



#محمد_نبيل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الرجل الذي باع العالم- أوضياع بين السينما و المسرح
- حكايات نسائية، من هنا و هناك
- لماذا الختان ليس تقليدا إسلاميا ؟
- موت بحر البلطيق
- دانسك مدينة بولندية بروح ألمانية
- -العين- المخيفة
- قراءة في أحوال المجتمع المغربي
- حكاية يوسف
- بعد عرض فيلمه - غرب عدن- ، كوستا غافراس ينتقد تعامل أوروبا م ...
- صباحات برلين السينمائية
- في حوار مع المخرجة المغربية -سيمون بيتون- : أنا لست متفائلة ...
- قراءة فرحة لحوار الأديان في فيلم -نهر لندن- و المخرج لم يقنع ...
- في حوار مع السينمائية المغربية -سيمون بيتون-
- مخرجة مغربية تتناول قضية -راشيل كوري- التي سحقتها جرافة إسرا ...
- انطلاق مهرجان برلين السينمائي الدولي
- حسب هيئة أممية ، ألمانيا لا تحترم حقوق المهاجرين و اللاجئين
- حول فيلم -السلاحف يمكنها أن تطير- : الموت كلغة للتعبير عن ال ...
- كتاب : لماذا تقتل يا زيد ؟ أو الحقيقة الغائبة في العراق
- لماذا توجه سهام النقد إلى مجلس الجالية المغربية بالخارج؟
- تحقيق: كيف تتعامل أوروبا مع الهجرة السرية ؟


المزيد.....




- معرض مسقط للكتاب يراهن على شغف القراءة في مواجهة ارتفاع الحر ...
- علاء مبارك يهاجم ممارسات فنانين مصريين
- وزير الثقافة التركي: يجب تحويل غوبكلي تبه الأثرية إلى علامة ...
- فيلم -استنساخ-.. غياب المنطق والهلع من الذكاء الاصطناعي
- بردية إدوين سميث.. الجراحة بعين العقل في مصر القديمة
- اليمن يسترد قطعة أثرية عمرها أكثر من ألفي عام
- -قره غوز.. الخروج من الظل-.. افتتاح معرض دمى المسرح التركي ف ...
- لقطات -مؤلمة- من داخل منزل جين هاكمان وزوجته وتفاصيل مثيرة ح ...
- من السعودية إلى غزة.. قصة ’فنانة غزية’ تروي معاناة شعبها بري ...
- سفير روسيا في واشنطن: الثقافة يجب أن تصبح جسرا بين الدول


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نبيل - من أفلام مهرجان برلين السينمائي : -المُرْبِكَة- أو اللعبة التي أربكت حياة -ماريا-