أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق سلوم - مِنْخَل الأخطاء العراقيه














المزيد.....

مِنْخَل الأخطاء العراقيه


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 2926 - 2010 / 2 / 24 - 19:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظهرت فجأةً التشكيلات العراقيه المتنافسه اخيرا وكأنها مجموعة محاربين لأشباح الماضي ، يوم تدافعت بالمناكب للأتقضاض على وظائف واشغالِ شعبٍ كان رهين مصدر خبزته لعهود طويله حيث كان الحاكم يقرر حركة الحياة والتزاماتها . وقد نسيت هذه القوى اليوم ، وهي تحاول ان تحقق منجزات انتخابيه على حساب شرائح واسعه، انها تكرر ذات الدور المتعالي للهيمنه لتخضع الشعب الى المزيد من اجراءات القلق والتهديد وكأن نقائض الحاضر لاتلخصها سطوة الكبرياء وشهوة السلطة فقط كما لايلخصها العنف والجشع ورغبة الأمتلاك .. بل يختصرها ان المستقبل السياسي المرسوم يقرره قهر الشعب واخضاعه بأجتثاث مصدر خبزته ، وليس الذي تقرره حقيقة الصراع الدولي الذي صار العراق مركزه اليوم . ان التشكيلات التي تصطرع داخليا تتجاهل الحقائق الكبرى لمهرجان الصراع العظيم القادم ، وحري بها قراءة التوجهات الأقليميه والدوليه ليس على اساس الخرافه التي تتوهم بحضور المعجزه يوما، بل على اساس مايفرضه الوضع الدولي من جدل الحقائق المضني المرتبط بالبقاء ونفاد عناصر الطاقه وتغير التحالفات السياسيه والأقتصاديه الدوليه حاضرا ومستقبلا .
*
كانت محنة الجدل حول اختلاف التشريع الأنتخابي العراقي ، وهو الأختلاف الذي رسم بعمق حجم الصراع وعنفه الداخلي قد اخذت وقتا طويلا ومتعمدا ، ومافتأت ان تفجرت محنة استهداف كل خصم او شريك اما بجريرة الماضي او برغبة التصفيه التي تمثل اعنف صور المواجهه السياسيه في بلادنا . وبينما اثمرت الظروف الداخليه ، بعد سنوات من الانقسام الداخلي، والتخندق الطائفي والمناطقي، الحاجة الى كل ما يلم شتات الحاضر بغية الحفاظ على وحدة البلاد واهلها في مواجهة العداء وغرائز الأفتراق وتفجير مخاوف الشعب من عناصره ومكوناته ، ظهر ان منطقا كهذا سوف يكلف الأجندات الأقليميه والدوليه التي تمثلها امريكا وايران ..خسارة اهدافها الكبيره . ان تشكيلات عراقيه تحاول ان تجترح طرقا للأنقاذ من سقطة النزاع وفرقة الطوائف والأقوام ، وهي تشكيلات مندرجة في الوضع السياسي الجديد وتكونت في ظلاله ، ولذلك تبدوا مناوأتها وأقصائها كمن يريد ان يظل هرم الأخطاء العراقيه مرتفعا ومتواصلا دون نهايه برغم كل وعي قائم بخصوصية البلاد ومكوناتها وجذرها العميق .
انه ليس من السهل تجاوز الخلافات التي تفجرت بين جهات التحالفات الكبيره ، والأفتراقات بين القوى السياسية الحاكمه ، وعدم نجاح ولادة تحالفات كبيره مما جعل البعض يظن انه يستطيع حسم قضية الأنتخابات لصالحه دون تحالفات او قوى سياسيه اخرى . انها بداية للتفرد والشخصانيه في السلطه ، ولكن هذه الصورة من صور التجاهل المتعمد لحركة الحقائق التي استخلصها الشعب ومكوناته وفئاته انما تمثل اختلافات و متناقضات المشهد الذي يضم عناصر البقاء الوطني وشكله المستقبلي. المنطقه لاتريد مفاجآت في سيرورة الصراع السياسي في العراق لكن السياق الجدلي لظهور البدائل السياسيه التي اثمرتها ارادة الخروج من لعنة الموت والدم التي عاشها العراقون خلال السنوات الماضيه ، سيخلخل الأراده الأقليميه ، كما يبدو، و ان لاتصريحات بتريورس ولا حضور بايدن يؤشر الموقف الأمريكي من مستقبل العراق السياسي ، بل ان عناصر الملف النووي الأيراني ، وستراتيجية ايران الخاصة بمستقبل انتاجها النفطي وبقائها كدوله في المنطقه ستشكل عناصر جديده لظهور تحالفات وافكار ومصالح تتم حتما على حساب الأحزاب السياسيه والعراق ومكونات شعبه . الأمريكيون ادركو حجم الدور الأيراني وحجم الثنائيه التي تمثلها ولاءات معلنه واخرى مدغمه لأحزاب سياسيه واشخاص يمثلون حلفاء واشنطن في العراق ، و باتوا مقتنعين ان السياسة الأيرانيه تحَسّنُ دورها في النزاع دفاعا عن مستقبلها وتحقق منجزات وعناصر تأثير في حلحلة الملف النووي،و تدرك امريكا ان الحوار مع ايران اصعب الشرور اذ انه يقرر مستقبلها في المنطقه ومستقبل العراق وقواه السياسيه ،كما يقرر مااذا كانت الأداره الأمريكيه ستخرج من عقدتها الكبيره ان حرب العراق كانت مغامرة خاسره دون تمحيص كاف.
*
ان الخيال الأمريكي لم يبتكر بعد شكل الدولة العراقيه ولا دورها في المنطقه بعد ظهور عناصر قويه في سيناريو الصراع بشكل واضح ؛ ايران وتركيا ،وقد بدد ذلك اهدافها الراميه الى بناء الكيانات الصغيره ورغبتها في الهيمنه على مستقبل المنطقه ، كما ان صراعات الداخل العراقي التي تختصر صراع مصالح وبقاء وتكريس ستراتيجيات سياسيه واقتصاديه خارجيه تعكس القلق حول نفاذ النفظ وسياسة اقتسام المياه في المنطقه.و فيما تصطرع القوى الداخليه مكرّسة الأخطاء العراقيه الكبيره فأنها تواصل ايضا الحث نحو نظام سياسي يقوم على فرض حقيقة تاريخيه وسياسية واحده وتكريس حكم التهميش والشطب تحت ظل ارتهانات خارجيه تضيّع مستقبل البلاد وتعرض شعبها الى الشتات ..



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدوله الرخوه
- اسمنت
- منسيات التاريخ .. نحو كتابه مغايره
- ارض أ ُخرى
- بساط المنزل .. يوميات زهرة الثلج
- نافذة على عتمة المنزل
- ابقار
- كريم رسن : الكرافيتيّه من اثر حرائق المدينه .. الى شيفرات ال ...
- دائما ..ثمة امرأة تكرر اخطاءها
- يداك تشيران الى جهتي
- طارق ابراهيم : الحروفية ليست تزيينا لكتلة الخزف
- نساء قيس السندي .. الفكرة حين تكتسح الرسم
- بلاسم محمد : يوميات الخروج من الرسم
- عامر العبيدي : الهجرة .. تأويل لفكرة البقاء
- هيثم فتح الله : عدسة واحدة لاتكفي لأكتشاف اللامرئي
- شنيار عبدالله ..غواية النحت ام غواية الخزف
- كلاسيك لحلم بعيد..
- اسئلة لسكونك العجيب
- الذي اختصر ملحمة الحفاة
- ذهاب المتسكع اسئلة العزلات


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق سلوم - مِنْخَل الأخطاء العراقيه