ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 2926 - 2010 / 2 / 24 - 16:28
المحور:
الادب والفن
--------------------------------------------------------------------------------
إنطلاق النمو فيك
كالفراشات الثلجية جميعها
الطفولة الممتدة على خشب الرحيل
بفم أسود
وقلب جرحته الصفائح
وخرافات العجائز المشلولات
كان هناك على الجدار شيء مصعوق كالرقم
وعند الأركان
خوف متميز ومشرد
ورعب مسافات فائرة
كقرص إسبرين في كأس ماء ملوث
تنتهي أحلامك وأحلامي وأحلام كل الأقزام وهم
غير مستائين من أكفانهم المزينة بالفقاعات
ومع ذلك لم يكن للطفل فيك
لولب لهذا المساء الآتي
لم يكن للطفل فيك سماءا للحضور
وهي طفولة الإنتظار الملح
داخل أورام اللون
وشرود الشرود
وإشارة مموهة لأطيار منتشرة في السكون
مع الغباء
فالوقت عنوان بلا معنى
آنذاك
تم الفتك بالطفل في الطفل فيك
ولم يكن هناك سيف يحمي جريان الماء في عروقه
ولا الدم أثناء النحيب
وما أن يصيخ السمع لهمسات الربيع
كان العشب يلبس السواد
وكانت العصافير تلمع في الضوء والبخار
رويدا رويدا وبالكثير من الهوينى
وصل القلب فيك نحو قمامته
وهو يلهث مع الفصول
لم يكن في المحطة أمل أو لمعان
فقط
بقايا جلود ومسامير ودموع
تشبه الدبابيس
لم تكن هناك أجنحة عند البوابات العطنة
والعطر كان من ميراث تلك السكاكين
البالوعات في السماء فوق
والأرض وحدها مركزا لمرور الجياد نحو الأفق
فلا يعود منها ولا الصهيل
الأرض وحدها تطالعنا بعلامات كالنبال
وتستقر في ضباب وصقيع نفس تلك السماء المتكررة
لا أحد تشابه بالورود فيها وفيك
أو إقتفى أثر الحمام فيها وفيك
ليس سوى الأنياب تتكاثر
تتوالد
ولم يكن يجدي هذا الخضوع المهين .
الفؤاد وحيد في الساحة مع الليل
جنب الطفل
حيث ترقد القبرات تنسج لها المنعرجات
ومسوخ الآلهة تتلكأ أمام الدولاب
الريح تعوي بمكان ما
داخل أذن الطفل وقد غطاه الثلج
لا الحكايات تخفف وطأة البرد ولا النوم
تحت الركام والتراب
ولا البحر زرع شؤونه الخاصة أو كلمته الصدئة
على ومضات النار
كل شيء يأتي ويمضي
كنوبة قلبية صمدت وراء الباب
الكوليرا إحتلت الكلمات المعلقة على دفف النوافد
والصراخ يغرق في أعياد ومواسم الكذب والخداع
والحب عافه الصمم
الفجر مكفوف البصر
وحده الشتاء يضحك ويعلق فزاعته
ما بين السكين والرأس
موسيقى جنائزية تختلط ببخار الهاوية
والهدوء يحتضر فيك
ناسيا الطفل الذي بقي منك
خلف الجدار شيخا ساهيا .
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟