أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عناد ابو وندي - سيبقى الشهيد عبد الفتاح تولستان حيا في ضمير شعبنا الأردني إلى الأبد..















المزيد.....


سيبقى الشهيد عبد الفتاح تولستان حيا في ضمير شعبنا الأردني إلى الأبد..


عناد ابو وندي

الحوار المتمدن-العدد: 2926 - 2010 / 2 / 24 - 11:53
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


استشهد المناضل الكبير عبد الفتاح تولستان في مثل هذا اليوم 24/2/1962 عضو مكتب منظمة عمان للحزب الشيوعي الأردني على يد خبير التعذيب الألماني الغربي.
اعتقل الساعة العاشرة من صباح يوم السبت الموافق 24/2 أثناء الدوام الرسمي في مدرسة الأمير محمد كونه كان يعمل مدرسا فيها في حملة الاعتقالات التي قامت بها السلطات. واخذ للتعذيب في وكر الخبير الألماني الوحش في الساعة السادسة مساء اليوم الذي اعتقل فيه، واسلم الروح عند الساعة العاشرة مساءا من نفس اليوم.
كان يغمى علية أثناء التعذيب وعندما كان يصحو يبصق في وجه جلاديه.. وكانت أخر كلماته قبل أن يتوقف قلبه عن الخفقان:"إني متأكد باني سأموت في هذه الغرفة..ومتأكد أيضا بان النصر لشعبنا ولنا نحن الشيوعيين".
لقد كانت أثار التعذيب على جثة الشهيد، فقد انتزعوا أظافر قدمي الشهيد وبوحشية تقشعر من هولها الأبدان كما كانوا يطفئون سجائرهم المشتعلة في جسمه، وفي كل ذراع من يديه إحدى وعشرون حلقة مسودة بفعل حرق أسلاك الكهرباء ولم يتركوا في جسمه موضعا ألا وفية كدمة أو حرق ولا عظما ألا وفية كسر.
الشيخ الذي غسل جثة الشهيد لم يتمالك ألا أن يصيح بأعلى صوته "الله اكبر يا ناس وين الدين، اللي بحكوا عنه، وين الإنسانية؟! الله اكبر يا ناس وين العدل، وفي حرمة شهر رمضان يفعلون هذا؟! يا ناس كل جسمه محرق ومكسر ما في رحمة!!.
وقد عبرت إحدى الفتيات عندما أبنت الشهيد قبل تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير بهذه الكلمات البسيطة والمؤثرة..."شيعوا البطل إلى مثواه الأخير..غدا سندوس الأوغاد بأقدامنا، وسنثأر ولو على أيد أخر طفل منا..ولك منا أحر وداعنا أيها البطل...".
لقد هزت هذه الجريمة البشعة حتى الأعماق ضمائر كل الشرفاء من أبناء شعبنا وبناته...هزت ضمائر العمال والفلاحين والطلاب والمعلمين والمحامين والأطباء والتجار والجنود والضباط الشرفاء في الجيش والشرطة، واجتاحت النقمة كل مدينة وقرية ومخيم في أردننا الحبيب.
وشكل الشراكسة في الأردن وفدا مكون من 40 شخصا لمقابلة الملك حسين بن طلال مستنكرين الجريمة البشعة مطالبا بضرورة إيقاع العقاب بقتلة الشهيد، وقد اعترف الملك ضمنا بالجريمة إذ قال أنها غلطة ارتكبت أثناء التحقيق ولن تتكرر، ووعد بان يأخذ الحق مجراه..
وعلق احد السياسيين الموالين على الحادث بقوله:"أن ما حدث في بغداد يوم 14 تموز سيصبح لا شي لما سيحدث في عمان إذا استمر هؤلاء على هذه الأعمال الإجرامية". كما علق شخص وطني وسياسي قائلا :"أن هذا الأمر لم يكن مفاجئا لي، فانا أتوقع أن يقوم الأوغاد بمثل هذه الأعمال، من البديهيات أن يكون الشهيد شيوعيا".. وعلق احد الناس العاديين على استشهاد الرفيق قائلا:"أن مبدأ يموت معتنقوه في سبيله سينتصر حتما". وعلق بعض القادة النقابين على الحادث بقولهم:"أن على جميع الوطنيين أن يتكتلوا أذا هم أرادوا الدفاع عن أنفسهم".
وقد شكلت الوفود المتعددة وذهبت إلى رئاسة الوزراء للتعبير عن سخطها واستنكارها للحادث مطالبة بضرورة معاقبة المجرمين.وعم الغليان جميع الطلاب والمعلمين في عمان والأردن... وبأمر من السلطات منع طلاب ومعلمو المدرسة التي كان الشهيد يعلم فيها من المشاركة في تشيع جثمانه، واجبروا أهلة على نقل الجثمان من البيت إلى المقبرة مباشرة.
وإمام النقمة العارمة التي اجتاحت أردننا الحبيب من أدناه إلى أقصاه، وإمام برقيات السخط والاستنكار التي انهالت على السلطات من منظمات النساء والشباب والطلاب والعمال في الأردن والوطن العربي ومن مختلف بقاع الدنيا، تستنكر الجريمة وتطالب بمعاقبة القتلة، واضطرت السلطات في الأردن أن توقف بعض ضباط المباحث المنفذين للجريمة وهم اسحق حلمي الكيلاني، احمد هاشم الصفدي، محمد سعيد،نعمة ناجي الفانك، وفالح الرفاعي، وعصمت أبو السعود، وتعلن عن عزمها على محاكمتهم،دون أن تمس خبير التعذيب الألماني الوحش.
ولد عبد الفتاح تولستان في حي المهاجرين الشعبي بعمان 29/6/1934 لأبوين فلاحين فقيرين وذاق منذ طفولته عمل مع والده في فلاحة الارض. وتنقل عبد الفتاح بين مدارس العاصمة عمان حتى أنهى دراسته الثانوية وعمل مدرسا في عدة مدارس بعمان.
ومنذ تفتحت عيناه على الحياة ساهم في مختلف النشاطات الطلابية والجماهيرية والوطنية، وكان مناضلا بارزا في نقابة المعلمين وعدد من النوادي الرياضية والثقافية واشترك في مختلف النضالات والمظاهرات الوطنية.
وفي عام 1954 انضم إلى صفوف الحزب الشيوعي الأردني،واستمر منذ ذلك الحين يناضل من اجل تحرر الأردن ومن اجل حقوق الجماهير الشعبية وحرياتها الديمقراطية والدفاع عن السلم العالمي. واشترك بنشاط في جميع النضالات والمعارك الوطنية التي خاضها الحزب الشيوعي الأردني في طليعة الشعب والحركة الوطنية، وتعرض أكثر من مرة للمطاردة والاعتقال والسجن. وتابع النضال ببسالة ونكران ذات، وتدرج في منظمات الحزب الشيوعي وهيئاته حتى أصبح عضوا بارزا في قيادة اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي بعمان. واستمر يناضل بقوة وعناد مكرسا جهوده من اجل قضية نحرر الشعب ووحدة الحركة الوطنية إلى أن اختطفته المباحث وسيق للتعذيب وسقط شهيدا. وقد صان، بصموده واستشهاده، شرف الحزب الشيوعي ومجموع الحركة الوطنية.
لقد مات عبد الفتاح دفاعا عن قضية تحرر الشعب الأردني وتحرر الشعوب العربية، استشهد في سبيل الديمقراطية والسلم ومن اجل حقوق العمال والفلاحين وكل الجماهير الشعبية.
وسيبقى عبد الفتاح حيا في ضمير شعبنا إلى الأبد..
وسيبقى ذكراه وذكرى كل شهيد خالدة خلود الحياة...
وسلام على البطل في يوم مصرع البطل.
ونظم الشارع عبد الرحيم عمر قصيدة بعنوان إلى روح الشهيد عبد الفتاح تولستان:
خسئ الباغي وما شاء ودبر فالدم المطلول نيران تسعر
ويد البغي وان طالت فلا بد في يوم قريب تتكسر
صغر الجلاد يا "فتاح" من يتحدى الموت لا يعنو لأصغر
أنت رغم الموت حي لم تزل تلهب الثورة والحقد المظفر
خالد رغم الأعادي والردى بطل ما ذكر الأبطال تذكر
والدم الغالي على درب الفدى شعله تومئ للفجر المنور
إنا لا ابكي لأني جزع أو لأني قد أرى في القتل منكر
أو لأني ليس من يثأر لي فأنا أبصر يوم الثأر احمر
ويقيني يا رفيقي دربنا بضحايا الخلد والتحرر يزخر
نحن إن لم نمهر النصر ومانا ونفوسا طاهرات من سيمهر؟
إنما ابكي أيا "فتاح" أن عشت في ليل الخيانات المعثر
وحملت العبء حرا صادقا وحملت الرأي صلبا ليس يقهر
وتجرعت عذاب الصبر!ما أثقل الضيم على حر تصبر
وشهدت الأردن الغالي وقد سيطر المأجور فيه وتأمر
كم أهين النسر في أجوائه! وتعالى فيه بوم وتنسر
وادعى فيه جبان صولة فوق مهزوز من الصف مبعثر
فإذا ماغمة الليل انجلت وتبدى فجرنا أو كاد يظهر
كنت يا "فتاح" طعما للردى لم تعش حتى ترى شعبك يثأر
من اعزي فيك؟ حزبا؟وطنا؟ أم عروسا زادها دمع تحدر؟
أم رفاقا في المنافي سهروا في قيود الأسر أسدا تتضور؟
أم رفاقا في سراديب الوغى حرسوا حلما عليه عشت تسهر؟
من اعزي فيك؟قل لي يا رفيقي! ومصابي فيك يا "فتاح" اكبر!
شقشق النور وحادي الصبح كبر واتى النصر شيوعيا مؤزر
وتعالت فوق أرجاء الدنيا راية العمال بالطغيان تسخر
وإذا بالمارد الغافي على ارض أفريقيا واسيا يتحرر
وإذا في ارض كوبا علقم بعد أن كانت لهم شهدا وسكر
كل يوم ثورة ميمونة ورؤؤس الخزي والطغيان تندر
كل يوم قصة جبارة قلعة تهوى وأخرى تتقهقر
ذا عزائي يا رفيقي،ولم يزل حلمك الثوري كالطوفان يغمر
ويد البغي وان طالت فلا بد في يوم قريب تتكسر

انتهى



#عناد_ابو_وندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجاء أبو عماشة أول شهيدة للحركة الطلابية الأردنية 1939-1955
- سجن الجفر الصحراوي... والذاكرة الشعبية
- الصحافة الحزبية في الاردن تخفق في التأثير على صناعة القرار ا ...
- المناضل الدكتور يعقوب زيادين في شبابه 88 عاما الحلقة الثانية
- المناضل الدكتور يعقوب زيادين في شبابه 88 عاما
- فؤاد نصار وطني وأممي (2)
- الذكرى ال 33 لرحيل فؤاد نصار
- الديمقراطية والمجتمع المدني
- التنمية السياسية ودور الاحزاب السياسية
- نشأت العلمانية في الوطن العربي
- لمحة عن حياة النقابي الاردني موسى قويد -أبو يوسف-
- ظاهرة الانقسام السياسي داخل الحزب الواحد
- عصبة التحرر الوطني بفلسطين 1949-1951


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عناد ابو وندي - سيبقى الشهيد عبد الفتاح تولستان حيا في ضمير شعبنا الأردني إلى الأبد..