أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سوادي العتابي - تأملات في تراتيل انثى الحلقة 14














المزيد.....

تأملات في تراتيل انثى الحلقة 14


محمد سوادي العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 2925 - 2010 / 2 / 23 - 11:33
المحور: الادب والفن
    


التيه والجنون في تراتيل انثى / القسم الثالث

وصلت تلك الرحلة في ذلك التيه الى تلك الشهقة الجنونية المرسومة بانامل فاطمة ... واستطاعت هذه الرسامة ان تضع بعض الخطوط التي لا يشاهدها الا من نادته كثيرا ...
ومن جديد يخلف ذلك الظن ولا يشفق عليها ، ولا يتاثر باي قول تقوله شاعرتنا ، قلبه هو حجر جلمود املس صلد لم تفتته تعاقب الازمنة ولا اثرت فيه عوامل الجغرافية ، بل هو باق على حاله ...
وهذا حال من اخلص حبه لوطنه واهله واصدقاءه فلا سبيل اليه الا جنون العشاق الغابرين ، جنون هو من اقدس ما يكون اذ يتخلى الانسان عن جوهرته هاديا اياها الى ذلك القريب ...
وما اكثر ما تنادين يا فاطمة وترتلين اسطورتك افلا تجدين مهربا من جنونك ذلك الذي رسمتيه على منادى لا يسمعك ولا يابه بحالك :

فارتديك ثوبا من جنون
( مقطع من القصيدة 11 سفر )

ومرة اخرى وبكل تلك الذات المقاومة والتي لا تريد ان تستسلم تجعل شاعرتنا من مناديها ثوبا تتزين به ، ثوب هو الجنون ... وما الطف التعبير حيث تلك المقاومة وتلك الانفة هي عين الاستسلام ... وكما هو الحال تخفق راية بيضاء في معركة جديدة من معارك الوجدان في لا وعي شاعرتنا ...
انه تصريح بجنون من هذا المنادى الذي لا يسمع ...
وعندما تنقطع السبل وتتفرق الاسباب ... تجد ان جريها كان مجرد خيال عابر وذكرى يجب ان تركن في سلة النسيان ...
في هذا الوقت تصف لنا حالها بابن النبي نوح ، حيث اراد الاخير ان يهرب من الطوفان الى جبل يعصمه من تلك الامواج ...
وهي تريد ان تلوذ بجبل من نوع مختلف ( جبل الشريان ) هذا الجبل الرمزي الذي احتفظت شاعرتنا وعن جدارة بهويته لديها في معلوماتها السرية ولن تستطيع جواسيس المتاملين ان تصل اليه ... ولن تمسه افكارهم فهو مكنون لديها عزيز عليها ...
جبل هو العقل المحرك المحفز لكيانها يرشدها الى حيث الشفاء من ذلك الجنون ...
وتعاد نفس المقاطع المستغرقة في القدم واذا بابن نوح وشاعرتنا يهربان من تلك الامواج امواج الماء التي هرب منها ابن نوح وامواج الجنون التي هربت متها شاعرتنا ...
ويصعدان على ذلك الجبل والماء يرتفع وقترب اليهما ويلامس اقدامهما واذا بنداء ( اركبا في السفينة ) فيرفض الاثنان الركوب ...
وتمضي السفينة ... وينهمر الماء من كل مكان سماءا وارضا ...

سامضي صوب جبل الشريان
ليعصمني من جنوني
( مقطع من القصيدة 3 بين نفسي ونفسي )

نشاهد ابن نوح يغرق وشاعرتنا يلبسها ذلك الجنون ، وهي النهاية المتوقعة للحدث في تلك التراتيل الانثوية ... نهاية تتضمن الاستسلام ، وحتى جبل الشريان لم يعصمها من الماء ...وانه لتشبيه معنوي سريالي ان تجعل من جبلها جبلا شريانيا ( شريان الدم ) الذي يغذي الجسم ... وهي اشارة لا تخفى الى وجود كيان مخاطب ان لم يكن في الخارج فو تجسيم لكيان موجود في لا شعور فاطمة ...
وبهذه الكلمة تختتم شاعرتنا رحلة تيهها وضياعها بنهاية شكسبيرية .. نهاية تظهر فيها ابعاد الانسان الشاعر الذي لا يكذب على نفسه فيجعل من الهزيمة نصرا ، وبالرغم من تلك الكلمات السريالية الا ان النتيجة واقعية ... ولن يستطيع مثل هذا الجنس الناعم ان يستمر فالغرق كان مصيرا تلاعبت به الحتمية التاريخية لتجعل من القدر جزءا من ذلك التخطيط في تقريب جد واضح للشعراء الاغريق ...
ولتكن شاعرتنا احدى تلك الكيانات الاغريقية المنسلة عبر الزمن شاهقة بجنون الحروب الوجدانية تائهة في تلك الصخور ...
ضائعة تبحث عن نفسها بين الماضي والحاضر ومستقبل لا ترى منه الا بعين الهارب الذي لم ير الا كونا لا نهاية له .
ولا يفوتنا ان الشاعرة اختارت اقرب الطرق اللغوية لايصال الفكرة وهذا هو دابها في تراتيلها الانثوية ...
وبهذا نطوي صفحة اخرى من صفحات تلك التراتيل والى لقاء في موضوع جديد من تاملات في تراتيل انثى



#محمد_سوادي_العتابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 13
- اتركني ... لأعيش ؟؟؟
- أمطري ... السلام والوئام
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 12
- الطفل يبتسم !!
- رصاصة في الراس تكفي ...!!!
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 11
- ابي ابي
- تأملات في تراتيل أنثى الحلقة 10
- قال الآخر : بل نسأله ؟؟؟
- يا رحى دوري ..!!
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 9
- قفل ومفتاح
- غادري قلبي ..!!
- وداعا .... يا رنا !!!
- بين الابراج ... تكوكبي
- جاء الغيث ... يحمل وفرا
- قصة أحمق
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 8
- تذكرين !!!؟؟


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سوادي العتابي - تأملات في تراتيل انثى الحلقة 14