|
التحرش الجنسى بالمراة العاملة
حمادة الكاشف
الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 21 - 19:10
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
68% من العاملات يتعرضن للتحرش الجنسى والتمييز اثناء العمل
دراسة : التحرش يصيب العاملة بانعدام الامن الشخصى والكرامة ويؤثر على حالتها النفسية وعلاقتها الاسرية وكفائتها فى العمل
46% يتعرضن للتحرش اللفظى و22% للتحرش البدنى ... وقصور فى مواجهة التحرش فى المصانع
تتعرض المراة العاملة للتحرش الجنسي فى ظاهرة جديدة يتم رصدها في المصانع فالتحرش هو تودّد جنسي غير مرغوب فيه, يبادر إليه صاحب العمل أو المدير أو أي رجل ذي سلطة على المرأة. ويتضمن التحرش قول ألفاظ جنسية تضايق المرأة، أو ملامستها ملامسة جنسية، أو دفعها إلى المجامعة. وفى دراسة عن التحرش الجنسى بالمراة العاملة المصرية "دراسة نفسية استكشافية" اعدها الدكتور طريف شوقى محمد أستاذ علم النفس جامعة القاهرة والدكتور عادل محمد هريدي أستاذ علم النفس المساعد – جامعة المنوفية وذكرت الدراسة ان 68% من العاملات يتعرضن للتحرش الجنسى بنوعيه اللفظى والبدنى فى العمل فإن النسب التى أظهرتها نتائج البحث تعتبر مرتفعة نسبياً حيث تعرض (46% لتحرش لفظى مقابل 22% تحرش بدنى ولفظى معاً). أى أن ثلث أفراد عينة البحث فقط هن اللائى يعملن فى بيئات عمل غير ملوثة تحرشياً كما أن أكثر السلوكيات التى اتفق النساء على أنها تحرشية تمثلت فى: يلمس يدها بطريقة متعمدة (78%)، يلمس أجزاء من جسمها (76)، ينظر إلى أماكن حساسة من جسمها (76%)، يحاول تقبيلها (73%)، يمتدح قوامها (72%)، والتهديد والإغراء لتتجاوب معه جنسياً (72% قررن ذلك)، أما المواعدة وإلقاء نكات جنسية فكان ترتيبها أقل فكلما كان السلوك شديداً اتفق الناس على أنه تحرش إلاّ أن الشئ الملفت للنظر هوأن بعض النساء قد يدرك أن سلوكيات واضحة مثل لمس جزء من جسمها لا يعد تحرشاً (قرر ذلك 24%)، أو لمس يدها (22% قال بأن ذلك ليس سلوكاً تحرشياً)، أو حتى محاولة تقبيلها (27% ذكرن ذلك)، وهو ما يعنى ارتفاع سقف ما يعتبر تحرشاً فى أذهانهن ليقتصر فقط على الممارسة الجنسية الكاملة، وهو ما قد يجعلهن أكثر تسامحاً وتحملاً لما عدا ذلك من سلوكيات قد تعتبر تحرشية من وجهة نظر أخريات. ومن شأن تعرض المرأة العاملة للتحرش بها جنسياً أن يؤثر سلباً على شخصيتها وحالتها البدنية والنفسية وكفاءتها فى عملها وعلاقاتها الشخصية وحياتها الأسرية. فانعدام الشعور بالأمن الشخصى على البدن والكرامة الشخصية سيثير قلقها، ومن المعروف أنه يصعب على الشخص القلق أن يركز بالقدر الكافى على عمله، كذلك فإنه يؤثر بصورة ضارة على حالتها البدنية والنفسية، ومن شأنه أيضاً أن يثير اضطراباً فى علاقاتها الأسرية، بل وقد يجعلها، فى ظل إساءة تفسير ما حدث، تلوم نفسها باعتبارها مسئولة عما حدث وهو ما يعنى تضاؤل ثقتها بذاتها، فضلاًعن شعورها بالعجز وكراهية العمل والرغبة فى التغيب عنه كما أن المنظمة تخسر أيضاً من جراء شيوع التحرش الجنسى فيها، وتتمثل الخسارة فى انخفاض أداء المتعرضات للتحرش، وتغيبهن عن العمل ورصدت الدراسة ان المراة العاملة تتعرض للتمييز الجنسى الكامل فالتحرش يعد أحد أشكال التمييز الجنسي ذلك أن المتحرش قد يتحرش بالمرأة، المختلفة عنه فى النوع، بطرق متعددة مثل التعامل معها على أنها أقل، وليس بمقدورها القيام بالأعمال الشاقة، وتصيد أخطائها، وتكليفها بما تعجز عن أدائه والتشهير بها، والحط من قدرها لمجرد كونها إمرأة ، وكراهيتها، وقد يتحرش بـها جنسيـاً أيضـاً في بعـض الحالات lومن هنا يمكننا القول بأن التحرش الجنسى يعد أحد أشكال التمييز الجنسى وتتسم ردود أفعال ضحايا التحرش بالسلبية ، بشكل عام، ومن ثم فإن هذا الموقف يدعونا إلى ضرورة تدريب المرأة العاملة على أن تكون أكثر مواجهة وتتخذ اجراءات قانونية ، وتتبنى ردود أفعال حازمة إزاء بوادر التحرش ، فضلاً عن مواجهتها بصرامة إذا حدثت ، وبشكل فورى ، حتى لا تدفع هى، وليس هو، الثمن خصماً من استقرارها بدنياً ونفسياً، ومهنياً، وأسرياً، واجتماعياً. كما إن أفضل أساليب مواجهة التحرش تتمثل فى بناء استراتيجية متعددة الأبعاد تبدأ بالمتحرش الذى يجب توعيته بدلالات سلوك المرأة الزميلة حتى لا يسئ فهمه ، فعلى سبيل المثال يجب عليه ألا يدرك سلوكها الودود بوصفه دعوة للتحرش ، أو أن ارتداءها ملابس أنيقة ما هو إلاّ محاولة لاستثارة دوافعه الجنسية، وإعلامه كذلك بالإجراءات الرادعة التى قد تتخذ حيال المتحرش . أما الضحية فيجب تشجيعها على المواجهة الحاسمة لبوادر التحرش ، والإبلاغ الفورى عند حدوثه، ووضع ضوابط للعلاقة مع الزملاء فى إطار العمل فقط دونما التطرق للمسائل الشخصية وأن تحرص على الفصل الواضح بين الزمالة والصداقة بين العالمين ، وتركز على ممارسة السلوكيات التي تكرس أن علاقتها بزملائها يحدها إطار الزمالة في العمل فقط ، و عليها تجنب الخوض في الأمور الشخصية معهم ، أو ارتداء ملابس ملفتة للنظر ، أو الاختلاط غير المنضبط الملئ بالمزاح وتبادل التعليقات الخارجة أو حتى السماح بتداولها أمامها حتى لا يجد الزميل مفراً من التعامل معها كزميل عمل وليس كأنثى ، وأما الزملاء والزميلات فيجب عليهم مساندة الزميلة المتحرش بها، وتحذير المتحرش، ويجب على الرؤساء وضع سياسات واضحة للتعامل مع المتحرش بحزم، وتعريف العاملين بها، والعمل على ترسيخ بيئة عمل آمنة وخالية من التحرش . وعلى المجتمع أن يسعى لنشر ثقافة مواجهة التحرش بين أبنائه، وتوعيتهم بأهمية عمل المرأة، وبينت الدراسة أن نسبة كبيرة تقترب من نصف أفراد العينة (42%) يعرفن زميلات تعرضن للتحرش الجنسى، وهو رقم يدعو للانتباه. واتضح أن المتحرش زميل فى الكثير من الحالات، وليس رئيساً كما يتوقع البعض، وتكمن خطورة هذه النتيجة فى أن فرصة اختلاط الزميل بزميلاته أكبر من فرصة الرئيس، فضلاً عن أن الزميلة قد لا تدرك بعض سلوكياته على أنها تحرشية مثلما فى حالة الرئيس، فهى تعطيه الأمان بدرجة أكبر، فمثلا المشرف عندما يلقى نكات جنسية تدرك على أنها تحرش، أومقدمة له، أما الزميل فالموقف قد يكون مختلفاً بالنسبة إليه وتبين أيضاً أن المتحرش يكون متزوجاً ، عادة، ولديه مشكلات مع زوجته، قد تكون ذات طابع جنسى
مواجهة التحرش الجنسى فى العمل وردع المتحرش
وذكرت الدراسة اساليب مواجهة التحرش المختلفة والوقاية منه فقد يتبنى البعض سياسة سلبية قوامها: "لا تهتمى ولا تخبرى أحداً" وبطبيعة الحال فإن هذا المسلك المتقاعس يشجع المتحرش على تكرار تحرشه والتقليل من شأن ما حدث، ومحاولة إعادة تفسيره بصورة لا تثير الضيق،فالبغض يرى انه " لم يقصد التحرش بها" أو "أنه ليس فى حالته الطبيعية" وفى بعض الحالات تلجاء الضحية الى لوم نفسها على ما حدث فهى، وليس هو، السبب،فى حدوث التحرش فالضحايا يرجعون التحرش بهن إلى سلوكهن . وهو ما دعاهن إلى عدم الإبلاغ وهناك نساء اخريات يقومون بصد المتحرش بدون مواجهة، حيث تطلب منه أن يدعها وشأنها أو تختلق عذراً لتغادر المكان، الى ان ييأس منها ويتركها فى حالها. وفى حالات اخرى تستخدم المراة "المواجهة المباشرة وتاكيد ذاتها " حيث تعبرعن رفضها واستيائها بشكل مباشر فتخبره أنه غير مرغوب فيه، وتطلب منه بحزم أن يكف عن أفعاله تلك، وتهدده بأنها ستبلغ الأمر للرؤساء إذا لم يتوقف وفى مراحل اخرى يتم التصعيد بالتقدم بشكوى إلى المشرف أو الرئيس الأعلى: أى أن الضحية عليها أن تتبنى سياسة: "إذا تعرضتى للتحرش يجب عليكى أن تتقدمى بشكوى" و السعى نحو المساندة المؤسسية بشكل رسمى او غير رسمى ومحاولة بناء رأى عام مساند: حيث تخبر الضحية الزملاء والزميلات بما حدث ليعرفوا بأمر المتحرش، وتطلب مشورتهم ومساندتهم ؛ وبذا تكون جبهة مدعمة لها على مواجهة المتحرش.
#حمادة_الكاشف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ضد مشروع قانون النقابات العمالية ومع استقلالية النقابات المص
...
-
شركة اكسون موبيل للبترول فى مصر تصدر انتاجها لاسرائيل وتستغل
...
-
التقسيم الطبقى للقاهرة
-
الحكم بحبس اربع رؤساء تحرير صحف مصرية انتكاسة جديدة لحرية ال
...
-
بلطجى حبيب العادلى يواجهة سيف العدالة
-
حكومة النصب والجباية..القاهرة تغرق فى الزبالة
-
حقيقة المعونة الامريكية وكذب نظام مبارك
-
مبارك باع النيل .. وارض الفلاحين
-
الراسماليين والمتاجرة بالصحة والشركات الاسرائيلية
-
بيع التامين الصحي والمتاجرة بصحة المصريين
-
الاف الفلاحين ضحايا الاقطاع الجديد والحكومة
المزيد.....
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
-
بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية
...
-
استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا
...
-
الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
-
ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية
...
-
الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي
...
-
تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
-
فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|