سليم الحكيم
الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 21 - 16:36
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
إنه الحزب الذي لم يلجأ للعنف أو الأساليب القهرية للإستيلاء على السلطة و البقاء فيها، ولم يكن برجوازيا أو قمعيا أو وراثيا، بل يختار قياداته بالإقتراع الحر، و يؤمن بالأساليب الدمقراطية .
جاء ذلك في مقال- للدكتور عبدالله المدني- (1) عن المناضل الراحل "جوتي با سو" قائد الحزب الشيوعي الماركسي الهندي ، الذي استطاع مع حلفائه اليساريين أن يحققوا أغلبية برلمانية مريحة تتيح لهم إدارة ولاية البنغال الغربية بإنفراد منذ العام 1977. وعلى مدى السنوات الثلاث والعشرين اللاحقة إحتفظ الحزب و جبهة اليسار بالسلطة المحلية ، والفوز في خمسة إنتخابات متتالية.
إن الحزب بقيادة "با سو " ، لعب دورا فعالا في خدمة مواطنيه، و تحسين أحوالهم المعيشية و لم يتهاون في حرصه الشديد على اللعبة الدمقراطية، و سيادة مبادئ العلمانية و سلطة القانون، فأدى ذلك الى ظهور ولاية البنغال كأبرز الولايات الهندية في خلّوها ، من الفساد السياسي و استغلال السلطة في الإثراء غير المشروع، ومن سنوات الكساد و التخبط الذي كانت تعانيه في ظل الحكومات المحلية السابقة، لأحزاب أخرى .
لقد نفذت سلطة الحزب الشيوعي و جبهة اليسار المنتخبة، إصلاحات زراعية في أرياف البنغاليين الهنود، و حققت معدلات نمو زراعي عالي، لتصبح ولايتهم ،مع ولاية "كيرالا" من أكثر ولايات الهند تراجعا، في معدلات الفقر والأمية في الأرياف .
و قدمت أفضل نموذج للإستقرار و الوئام ، و دشنت مشروعا شاملا للدمقراطية المركزية للإنتخابات تولى الفقراء والمحرومون، أغلبية مقاعد المجالس المنتخبة فيها.
ونجحت نسبيا في إخراج الولاية من عثراتها و مشاكلها في الصناعة ، بتطبيق سياسة إقتصادية منفتحة لجذب الإستثمارات الأجنبية وتنفيذ خصخصة مشروطة بالحفاظ على مصالح الطبقات الفقيرة .
ولما تعرضت الهند الى مشاريع تريد تحويلها الى دولة ذات ثقافة واحدة هي ثقافة الأكثرية الهندوسية؛ لم يتردد الحزب بشخص قائده " ياسو " في قيادة جبهة برلمانية منظمة و مترابطة، للدفاع عن الوحدة الوطنية,ومبادئ الهند الحديثة (الدمقراطية، و العلمانية ،والفيدرالية) و التصدى لمشاريع المتشددين من ذوي السراويل الكاكية والقمصان الزعفرانية.
فكيف لايكسب مثل هذا الحزب أية معركة إنتخابية؟
20020220
(1) – د. عبد الله المدني باحث و محاضر أكاديمي في الشؤون الأسيوية من البحرين
(في رثاء الماركسي الذي رفض أن يحكم الهند) - مقال منشورعلى موقع - دروب – http://www.doroob.com
#سليم_الحكيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟