العولمة أو الكل المغفل الاسم والهوية

بودريس درهمان

الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 21 - 02:46
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

لست متخصصا في اللغة الانجليزية، ولا في معرفة الخرائط الذهنية للناطقين بهذه اللغة أتساءل فقط ما هو سر تمسك وسائل الأعلام الأنكلوفونية لمدة طويلة من الزمن وعلى مدى عشريتين وتمسك خبراء الاتصال والتواصل الأنكلوفونيين كذلك بمصطلح .All chunnelوهم ينطقون به ويستعملونه في كلامهم يبدو وكأنه يتميز بسحرية خاصة ،سحرية لا يضاهيها إلا إحساسهم بالتفوق والرغبة بالرمي بظلالهم على كل بقاع العالم. channel All تستمد قوتها"بالخصوص" من التوكيد اللفظيAll الذي يعني الكل ولكنه كل بدون تعريف، كل مغفل الاسم والهوية،مثله مثل الشركات المغفلة الاسم، والعابرة للقارات، بدون هوية وبدون أصل. هذا الكل يعني جميع القنوات التواصلية جميع الأمم والشعوب. انه كل كما سعت إلى تحقيقه الشيوعية، وكما لا زالت تسعى إلى تحقيقه رسالة الأديان.
التوكيدات اللفظية من نوعall نجد لها مكانة خاصة في خطابات عصر الأنوار، يكفي قراءة فولتير أو جان جاك روسو وغيرهم من المتنورين لتجد كتاباتهم مؤثثة بمفاهيم ومصطلحات من نوع "الإنسانية جمعاء" "البشرية جمعاء" بل يمكن العودة إلى ديباجة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواطنة لتجد مصطلح "كل الناس سواسية"، "كل الناس يولدون أحرارا". حتى كوندورسي واضع الدستور التربوي للجمهورية الفرنسية الأولى تجد في كتاباته مثل:"يجب مناقشة كل شيء وتدريس كل شيء" هاته الكليانية التي تمزج الكل في الكل ومع الكل لا يمكن فهمها إلا بأنها وليدة العقل المجرد العقل الذي لا يعترف بكل التعقيدات، عقل تنساب قواه من حيث لا يدري فتخلق الخرائط والحماقات، ولوضدا على علم الأنساب وعلم الجينات واللغات. هذا العقل يغتال كل شيء، يغتال الإنسان ويغتال الله، يغتال الفقراء والأغنياء. هذا العقل لا يضاهيه إلا عقل مثله يستطيع متى شاء تحويل الكون إلى غبار- السلاح النووي -
تأثيث الخطابات الإعلامية والتواصلية لمهندسي النظام التواصلي الجديد بمصطلحAll Channel لا توازيه إلا رغبتهم في توحيد العالم لتمنيعه من الهمجيات والشعبويات. هكذا ينصبون أنفسهم كأنبياء ولهاته الأسباب يمكن فهم عودة الأديان السماوية بقوة.

#بودريس_درهمان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات