أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - جبار ياسر الحيدر - زكية خليفة تقول ... بيكم ريحة اهلنا














المزيد.....

زكية خليفة تقول ... بيكم ريحة اهلنا


جبار ياسر الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 2923 - 2010 / 2 / 20 - 06:04
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


عرفتها عن بعد ومن خلال الشاشة الصغيرة منذ النصف الثاني من الخمسينات في القرن الماضي ومن خلال بعض الشخصيات التقدمية في بغداد وريف العمارة بانها من عائلة مناضلة ودورها الفاعل في استنهاض الوعي والحس الوطني والثقافي في الحركة الفلاحية التقدمية ، ثم ازدادت معرفتي بها من خلال نشاطات اتحاد الطلبة العام قبيل ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة وبعدها في بداية الستينات في تقديم العروض المسرحية الهادفة في الكليات مع مجموعة من اشهر الفنانين وعلى رأسهم الاستاذ يوسف العاني والاستاذ سامي عبد الحميد وناهدة الرماح والمرحومة زينب وكثير غيرهم ... كانت ادوارها مميزة وتتسم ببساطة وطيبة المرأة الريفية العراقية حيث دخلت في قلوب المتلقين العراقيين واصبح اسمها مقترنا باسماء المبدعات والمبدعين في فرقة المسرح الحديث ... وبعد حصول كارثة الشعب العراقي في الثامن من شباط الاسود 1963 علمت انها اعتقلت وتعرضت الى صنوف التعذيب الوحشى والسجون حالها حال كل النساء العراقيات الشريفات المناضلات وانقطعت عني اخبارها حتى سفري الى المملكة المتحدة في عام 1969 لدراسة اختصاص الجراحة ... وفي لندن علمت من احد الاصدقاء بقصتها المؤلمة واخبارها العائلية وانفصالها عن زوجها الشخصية السياسية المعروفة .؟

وبعد سنوات قليلة من عودتي للعراق في منتصف السبعينات وحينما كنت اقوم بتأدية واجبي في العيادة الاستشارية الجراحية في مستشفى الكندي التعليمي / بغداد تفاجئت بدخولها للعيادة وكانت بصحبة اختها وابن اختها سعدية الزيدي ، ورحبت بها وفرحت لرؤيتها وهي بكامل عنفوانها وشخصيتها القوية وقلت لها " الحمد لله بعدج عدلة !! " فاجابتني " ده تشوفني مثل الصل !! " واخبرتني بمقتطفات عما جرى لها من مآسي .. وقالت الان وبعد تحسن الاوضاع عاودت الى العمل المسرحي في التلفزيزن والراديو .. وبعد ان فحصت ابن اختها واعطائه العلاج اخبرتها بانني حاضر لكل مساعدة او استشارة طبية سواء اثناء الدوام الرسمي او في عيادتي الخاصة في ساحة الوثبة " حافظ القاضي سابقا " ولم تنقطع عن زياراتها لي او للمرحوم الوالد في محله في شارع النهر وحتى بداية الثمانينات حين احكم المقبور صدام قبضته واستبداده بالحكم وتدهورالوضع السياسي والحرب العراقية الايرانية ثم انقطعت اخبارها كليا .... وفي نهاية الحرب العراقية الايرانية فاجئتني في عيادتي الكائنة في شارع السعدون / ساحة النصر وهي في اسوأ حال حيث تغيرت ملامحها وبان عليها الحزن والتعب وتدهور حالتها الصحية .. رحبت بها وسالتها عن حالها وحال عائلتها فاجابتني كنت مطاردة من قبل السلطات الامنية والجيش الشعبي والمعتقلات بين فترة واخرى ، او متخفية عن الانظار ( ماخذة الراك الراك !!؟ ) وقد استشهد ابن اختي الطيار اثناء الحرب ، ومما زاد في تدهور صحتي هو غياب اهلنا ورفاقنا وقد واسيتها على ما هي فيه وبعد اجراء كافة الفحوصات الطبية اتضح انها مصابة بهشاشة العظام وضغط الدم العالي وفقر الدم ونصحتها بالزيارات الدورية المنتظمة واعطيتها بعض الادوية ... وبقيت مواظبة في زياراتها المنتظمة وبعض افراد عائلتها لي وللمرحوم الوالد وحتى خروجي من العراق في نهاية 2002 وكنت دائما اوصيها باخذ الحيطة والحذر لان تحركها مرصود من قبل البعثيين فتجيبني ( لا تخاف علي .. انا متحذرة ولكني ارى في زياراتي لكم شفائي لان بيكم ريحة اهلنا !!!؟ ) ... ومرت الايام فتكحلت عيونها بالتغيير وسقوط الصنم وكنت اتابع اخبارها من خلال الشاشة الصغيرة وانا في كندا حيث لاحظت فيها ذلك العنفوان والهيبة والنشاط المتميز مع رفاقها في مقر الحزب الشيوعي العراقي في بغداد وشهادتها على التاريخ ودورها البارز في تنشيط رابطة المرأة العراقية ومؤتمراتها وندواتها في شمال العراق وجنوبه .. كم فرحت حينما علمت بانها احدي المرشحات للمجلس النيابي العراقي لانها تستحقه بجدارة !؟

لقد صدمت يوم امس وحزنت كثيرا وانا اتصفح المواقع العراقية برحيل المناضلة الفنانة الرائعة زكية خليفة بصمت وهي في ديار الغربة ، ولكن سيبقى اسمها ومبادئها الانسانية خالدة مع الخالدين الى ابد الآبدين ... ولعائلتها وذويها ومعجبيها الصبر والسلوان



#جبار_ياسر_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي لاننسى انقلابهم المشؤوم -- قصص مأساوية من جرائم الثامن من ...
- قصص مأساوية من جرائم الثامن من شباط الاسود !!!!؟
- للايام ذكريات................عن المناضل ناصر لهد طلاع الزهير ...


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - جبار ياسر الحيدر - زكية خليفة تقول ... بيكم ريحة اهلنا