صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 889 - 2004 / 7 / 9 - 09:10
المحور:
الادب والفن
[نصّ مفتوح]
2
….. …. ……
عطاءٌ
يهطلُ فرحاً حتَّى الغرَقِ
برارةٌ مُنبَعِثةٌ من الأعالي
حكمةٌ نابتةٌ في قُلوبِ البشرِ
تسمو كبراءةِ الأطفالِ ..
كَبصماتِ المحبَّةِ
في وَجْهِ الدُّجى!
منذُ غابرِ الأزمان ..
منذُ الأزَلِ
يجيءُ الإنسانُ إلى الحياةِ
ثمَّ يرحلُ ذائباً في عتمِ الليلِ ..
تاركاً خلفَهُ معاصٍ
تَهُزُّ سفوحَ الجبالِ
تجرحُ أعماقَ الثرى!
يتَبَرْعمُ الإنسانُ
كَشهقةِ فرحٍ
كسنبلةٍ تشمخُ اِخضراراً
ناسياً أنَّ الحياةَ محبَّة
رحلةُ العمرِ محبّة!
آهٍ .. ينزلقُ الإنسانُ
مبتعداً عن عالمِ الشموخِ
عن عالم السموِّ ..
ينمو غرورُهُ في دنيا الرَّماد
غارقاً في ظلمةِ الأيّامِ ..
ناسيَاً أنَّ مستقبلَ الإنسان
نومٌ مديد
في أحضانِ الثرى!
وجهٌ يزدادُ تعفُّراً
في أرضِ العذاب
يترعرعُ في أرضٍ
يكثرُ فيها مكرُ الثعالبِ ..
تزدادُ الأيدي وحشيّةً
كمخالبِ الذئاب!
وجهٌ مكسوٌّ بالأقنعة
ينضحُ فساداً
هارباً من رحيقِ الخيرِ ..
عابراً دنيا المعاصي
يتشرَّبُ بشراهةٍ شرورَ الحياة!
.... ... .... .... ..... يُتْبَعْ!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
مقاطع من الجزء الخامس من أنشودة الحياة.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟