رشيد الفهد
الحوار المتمدن-العدد: 2921 - 2010 / 2 / 18 - 20:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو أن البعض لا يريد أن يبقي للمرأة شيئا حتى التهمة التي ألصقت بها يحاول سلبها،التهمة هي سعيها لإرضاء الرجل عن طريق إملاء معدته مع إن الرجل في مختلف بقاع العالم امهر منها في إعداد الطعام إلى جانب حيازتها لأقوى "نقطة نظام" تجبر بواسطتها أقوى الرجال على الصمت و الرضا بل الرضوخ و الطاعة في أحيان.
مرشحون بدءوا بتوجيه الدعوات لتناول الطعام إلى ناس يعتقد أن لهم شأنا في ضمان الحصول على الأصوات وهناك ما يؤكد حالة البذخ والإسراف على الولائم ما يعكس مستوى عال من الإنفاق المالي!! تحت فرضية كسب الناخب عن طريق إملاء معدته حتى أضحت المعادلة : "صاحب الوليمة الأكثر بذخا وإسرافا هو المرشح الأقوى لخوض الانتخابات" أو بحسب المتنبي "على قدر أهل العزم تأتي العزائم " .
استخدام الطعام للتأثير هو سياق موروث يتجدد في كل زمان مادامت الظروف الموضوعية باقية على حالها والقول بان اللقمة مع (معاوية) أدسم... يعد من المؤشرات الدالة على قدم هذا السياق،وما أروع (الوردي) حين فضح دور الطعام في التملق والانتهازية مشيرا إلى قيام رؤساء العشائر و (الوجهاء) في إحدى المناطق بنحر الماشية وإقامة مأدبة طعام كبرى لتوديع العثمانيين بعد قرارهم الانسحاب من العراق أمام القوات البريطانية الساعية إلى احتلال البلاد الزاحفة من الجنوب معربين عن أسفهم للانسحاب وسخطهم على البريطانيين و لكن بعد يومين من وصول القوات البريطانية إلى نفس المكان أقام لهم نفس( الوجهاء) ورؤساء العشائر حفل استقبال كبير نحروا فيه الماشية وأعدوا مأدبة إفطار على شرف البريطانيين مرحبين بقدومهم ومعربين عن سخطهم على العثمانيين.
ورؤساء العشائر هؤلاء عجيب أمرهم بإمكانك أن تجدهم في كل المؤتمرات والندوات و المحافل وان تقاطعت الآراء والأفكار فيما بينها،فتراهم في المحافل العلمانية علمانيون ونفسهم في المحافل الدينية اسلامويون وفي الندوات عن الفيدرالية فيدراليون وعن المركزية مركزيون وإذا أردت ضمان حضورهم إلى أي مكان ما عليك سوى توجيه الدعوات إليهم مع الإشارة إلى وجود وجبة طعام عندها ستراهم أول الحاضرين ما يذكّر ذلك بقول الشاعر:
قوم إذا سمعوا بمكة أكلةً حجوا إليها قبل الحجيجِ بعامِ
#رشيد_الفهد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟