أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم العجرش - قبل الأنتخابات: التزوير إنتاج للشرعية المعطوبة














المزيد.....

قبل الأنتخابات: التزوير إنتاج للشرعية المعطوبة


قاسم العجرش

الحوار المتمدن-العدد: 2921 - 2010 / 2 / 18 - 13:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانتخابات هي آلية ديمقراطية وهي محطة من المحطات السياسية الهامة في تاريخ ومسار أية هيئة سياسية سواء كانت سلطة حاكمة أو أحزاب سياسية بل إن أهميتها تتعدى هذه الدوائر لتشمل كل مكونات الرأي العام لكونها تعكس إرادة الشعب وتوجهات المجتمع وطموحاته وتتعلق بكيفية إدارة الشأن العام وترتسم على ضوئها خيارات الوطن ومستقبل البلاد، وهذا لكون الشعب هو مدار السلطة حسب منطوق الدستور وهو الذي يعيد إنتاجها حسب معايير الشأن العام ولهذا أيضا تعتبر الانتخابات حدثا بالغ الأهمية على الصعيدين السياسي والإستراتيجي للدولة ويشكل أحد المدخلات الرئيسية التي تساهم في تحديد وتقنين شكل التوجهات والتحولات القادمة، وهي بهذا أيضا آلية ومؤشر على كيفية بناء مؤسسات الدولة تهدف إلى حل مشكلة الحكم وذلك بجعل الحكام خاضعين إلى إرادة المحكومين أو مضطرين للخضوع لها خضوعا متقنا ومنظوما.
والانتخابات التي تجري بانتظام قد تكون الوسيلة الرئيسية لإشراك الجزء الكبير من المجتمع وتفاعله مع الحكومة، بل إن الدول التي تحترم نفسها وشعبها وميراثها أصبحت تعود إلى الشعب في كل قراراتها المصيرية وتتلمس منه الرؤية وتقرأ رسالته بعمق وجدية.
إن مشهد جريان الانتخابات والكيفية التي تجري بها والظروف التي تنظم فيها هي دليل إثبات على نجاح التجربة بالديمقراطية وترقية العملية السياسية كما قد تكون وفي نفس الوقت دليل إثبات على التزوير والتلاعب بالعملية الانتخابية والإرادة الشعبية وبالتالي إجهاض التجربة والالتفاف حولها وتشويهها.
إن نزاهة الانتخابات مؤشر قوي على ربط مسار الدولة وممارسة الحكم وإدارة الشؤون وضبط إيقاعها مع مطالب واحتياجات المواطنين حيث تكسب التجربة نموا مطردا وتقدما متواصلا على طريق تحقيق الأهداف المسطرة، وتساهم الانتخابات النزيهة بشكل إيجابي وتؤدي دورا محوريا في تعزيز المشاركة والمساءلة والشفافية وهي صفات يقر الجميع أنها من مواصفات إدارة الحكم الراشد.
وإذا كانت الانتخابات تشكل جزء من الحل ، فإن التزوير الانتخابي يعتبر بمثابة تأجيل الحل أو تمديد في فترة التأزيم ومن ثم فهي إهدار للفرص التي تتاح من حين لآخر للأنظمة السياسية، فعوض التحضير والدخول لمرحلة ما بعد الأزمة وفق ما تقتضيه هذه المرحلة والدفع بالبلد خارج خطوط الأزمة فإن تزوير الانتخابات من شأنه تكريس التأزيم والركود السياسي وإنتاج الشرعية المعطوبة ، وأيضا تعميق وتوسيع الهوة بين المجتمع والسلطة وقتل لروح الأمل في نفوس المواطنين والدفع للتيئيس وانسداد الأفق وشيوع ممارسات الطفيليات والانتهازية والفساد المالي والأخلاقي واضطرابات القيم والمعايير وتمييع للعمل السياسي والانتخابي وانتشار ممارسة وأسلوب الاحتكارية وسياسة الهروب إلى الأمام والقفزات الطفراوية، لأن التزوير في مفهومه العام هو إقصاء للمجتمع أو لجزء معتبر منه من الشأن السياسي العام وسد للأفق السياسي من إمكانية التغيير والتداول السلمي على السلطة وبالتالي هو إفساح المجال للفكر المتطرف بالظهور والامتداد ودفع للتهميش والإقصاء وهي كلها مؤشرات تؤدي إلى نمو أفكار وممارسات عنيفة ومتطرفة تعتبر بمثابة فتائل ملغومة قابلة للانفجار في أي وقت فهل يعقل أن تعمد السلطة أو أية جهة من الجهات إلى تلغيم المستقبل وهل تقبل أن ترهن الأجيال في ممارسات عفى عليها الدهر وباتت عنوان للتخلف والاحتكارية الأحادية والاستبداد بل هي في أقل تقدير تظهر السلطة التي ما تزال تمارس هذه الممارسات في صورة كاريكاتورية وكأنها ما تزال لم تعرف بعد ظاهرة الشريك السياسي في وقت تشكل فيه المشاركة السياسية جوهر العملية الديمقراطية.
إن الانتخابات المزورة تمثل المأساة الكبرى للديمقراطية والخطر الكبير الذي يتهددها، فالتزوير يمكن أن يبدأ من تغيير المواعيد السياسية، كما أن أشكاله وأنماطه قد تعددت وتباينت فهذا تزوير مفضوح وآخر تزوير ذكي وآخر تزوير مبرمج.. إلخ، ويمكن أن يمس كل الاستحقاقات السياسية ومعظم جوانب العملية الانتخابية من قوائم ومحاضر ومراقبة والصناديق والأرقام وغيرها،..
إن مساوئ التزوير وتداعياته باتت بادية للجميع وإشارة ما فتئت في التوسع والخطورة من موعد سياسي لآخر لأن هذه المخاطر لا تتعلق بالأرقام كأرقام فقط بل تمتد لتفقد الفعل الانتخابي والفعل السياسي محتواهما الحقيقي وتدفع الشعب إلى الاستقالة من العلمية السياسية وتشوه سمعة مؤسسات الدولة وتهز الثقة بين المجتمع والدولة ومعظم مخاطر هذه التداعيات لا تحتاج إلى توضيح أو برهنة، وبالتالي فإن التأكيد على الإصلاح هذا الاختلال لا يمكن لأحد أن يعتبره مجرد إصلاح تقني بل هو إصلاح جوهري يمس كيان الدولة ويرتبط بمستقبل مؤسساتها لاسيما في ما يتعلق بإدارة الشأن العام والعلاقة مع المواطنين.
وعلى ذات الشأن كان قد نص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في إحدى مواده بالقول عن إدارة الشعب هي مناط السلطة ويجب أن تتجلى هذه الإرادة من خلال انتخابات نزيهة تجري دوريا بالاقتراع العام وعلى قدم المساواة بين الناخبين وبالتصويت السري أو إجراء مكافئ من حيث ضمان حرية التصويت .
أن الانتخابات تستمد مصداقيتها بنزاهتها وروحها الديمقراطية ونظافتها من كل تلاعبات أو ضغوطات أو تحيزات وكذا بمدى المشاركة الشعبية.



#قاسم_العجرش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدعاية الحكومية المبكرة وديمقراطية المشاهدين
- فقالت طز انا فرعونية


المزيد.....




- عزيز الشافعي يدعم شيرين ويوضح موقفه من إصدار أغنيتها الجديدت ...
- أمريكا تجدد دعوتها لسوريا للإفراج عن الصحفي -المختطف- أوستن ...
- قصف مدفعي إسرائيلي من العيار الثقيل يستهدف مجرى نهر الليطاني ...
- متهم بالعمالة للحكومة المصرية يتوصل لصفقة مع السلطات الأميرك ...
- في ختام اليوم 313 للحرب على غزة.. آحدث تفاصيل الوضع الميداني ...
- مصراتة الليبية تعلن إعادة تفعيل المجلس العسكري ردا على نقل ص ...
- السلطات الفرنسية تمنع دخول الفرقاطة الروسية -شتاندارت- موانئ ...
- العاصفة إرنستو تضرب بورتوريكو وسط تحذيرات من تحولها إلى إعصا ...
- ماكرون يعلن مقتل طيارين فرنسيين جراء تصادم مقاتلتي -رافال-
- -حزب الله- ينشر ملخص عملياته ضد مواقع وانتشار الجيش الإسرائي ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم العجرش - قبل الأنتخابات: التزوير إنتاج للشرعية المعطوبة