أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - مستقبل نظام الحكم في العراق














المزيد.....

مستقبل نظام الحكم في العراق


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 2921 - 2010 / 2 / 18 - 06:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ تأسيس الحكم الوطني في العراق في عشرينات القرن الماضي تناوبت على إستلام السلطة حكومات ٌ سواءً في العهد الملكي أو الجمهوري ، وكان نظام الحكم دائماً أوليغاركيّاً ، بمعنى سيطرة شلّة على قمة النظام بسبب تملكها الموقع الديني أو السيطرة على الإمكانيات المالية التي تتحكم بالإقتصاد أو سيطرتها على قوات عسكرية نظامية أو ميليشيات ، وهي عادة منعزلة عن جماهير الشعب ، مهما كانت الوسائل التي تمارسها لإظهار الشعب مؤيّداً لنظام الحكم .

تبادل الحكم المدنيّون والعسكريون في العهد الملكي فكان المدنيون مدعومين من الإستعمار وملاك الأراضي الإقطاعيين ، وكان العسكريون يستندون على القوات المسلحة مع عدم المساس بمصالح الإقطاعيين . وكانت طبقات الشعب الأخرى تحكم بالحديد والنار .

أمّا في العهد الجمهوري الأوّل ، وبالرغم من إسباغ عبارة ( الثورة ) على حركة الضباط الأحرار بإعتبارها ألغت النظام الملكي وأسست النظام الجمهوري ، وبالرغم من سن حكومة عبد الكريم قاسم قانون الإصلاح الزراعي وتوقيعها على بعض العقود مع الإتحاد السوفييتي التي تمّ التلكؤ في تطبيقها ، فإنها لم تتمكن من تحقيق المهام الأساسية للتغيير الثوري التقدمي في المجتمع . ولعدم إمتلاكها القابلية لإطلاق طاقات الشعب بكافة طبقاته لينهض بالعراق من ركام العهود المظلمة السابقة ويبني مستقبله بنفسه . لذلك لم تتعد هذه الحركة كونها إنقلاباً عسكرياً . لقد تقوقع النظام على شلة من القائمين بالحركة بعد أن إنشقّ بعضهم على بعض ، وبذلك لم يختلف نظامهم عن النظام الأوليغاركي السابق .

تناوبت السلطة الحركات القومية ، من قوميين وبعثيين ، بعد الثامن من شباط 1963 ، ولكنها لم تكن مؤهلة لإجراء أي تغيير جوهري في المجتمع ، بل بالعكس فقد أسست نظاماً أوليغاركياً من نوع جديد يعتمد على أساس الحكم العائلي مع الإستناد على قوات عسكرية من جيش وشرطة وأمن ومخابرات من جهة وعلى ميليشيات مرتزقة عديدة الأنواع والتسميات مثل فدائيي صدام وغير ذلك من المنظمات المرتبطة بحزب البعث.

لم تتغيّرصفحة نظام الحكم بعد سقوط البعث في 2003 ، بل أن فترة الحاكم المدني بإسم قوات التحالف ( الإحتلال ) التي غزت العراق قد أطلقت العنان لبعض الممارسات بإسم حرية الفرد و الديمقراطية ، إلاّ أن السلطة قد تمّ تسليمها إلى أكثر طبقات المجتمع رجعية والتي تنادي وتعمل على إعادة العراق إلى الوراء أكثر من عشرة قرون . لقد سيطرت شلة رجعية على نظام الحكم ليس لها قاعدة شعبية حقيقية بل تتحكم بالجماهير بشعارات الدين والطائفية أو التعصب العنصريّ . إن هذه الطبقة الإجتماعية مستفيدة من التراث الإجتماعي المتخلّف الذي عجز قانون الإصلاح الزراعي من إجتثاث جذوره ، وبسبب تجذر الولاء الأعمى للدين أو القومية ، و تفشي الجهل وإنحطاط الوعي السياسي .

تعزف بعض الحركات السياسية التي تسمّي نفسها بالتقدمية على مزمار الديمقراطية والمستقبل الديمقراطي للعراق ، دون أن تصل إلى التحليل الصحيح لطبقات الشعب ومصالحها وعلى أساس هذا التشخيص العمل على رفع مستوى الوعي لدى جماهير الشعب التي أصبحت تساق بدون وعي لتحقيق مصالح الطبقة الحاكمة وتزيد من فقرها هي وحرمانها من حقوقها . لقد فات على هذه القوى السياسية أن لا تربة صالحة لبناء النظام الديمقراطي بدون وعي الشعب بحقوقه ونضاله من أجل نيلها والحفاظ عليها . نصف المجتمع ؛ المرأة ، ليست من الوعي بحقها في المساواة بالرجل ، بل بالعكس تعمل دون تحقيق هذه المساواة ، نصف المجتمع الثاني ، الرجل ، جعلوه يؤمن أنّ زوجته تحرم عليه إن لم ينتخب القائمة الفلانية . العمل بين الجماهير والعمل على توعيتهم هو العمل السياسي الناجع ، وقد نادينا بذلك من سنين .

إن المستقبل المنظور لعراقنا لا يتعدّى تبادل الشللٌ الحكم مع الشللٍ أالأخرى في ظل نظام أوليغاركي ( يشبه الديمقراطية الأمريكية ، والديمقراطية القائمة في واحدة من دول الجوار ) ، حيث يذهب الناخبون إلى صناديق الإقتراع بحريّة تامة ويدلون بأصواتهم لصالح هذه الشلة أو تلك . وهذا المنوالُ يدور طويلاً ، وقد يستغرق أجيالاً حتى يبلغ الشعب مستوى من الوعي ويجري تغييرات نوعية في كل مرة حتى يتحقق بتراكمها تغييرٌ كليّ في المستقبل .

إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر.



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإجتثاثُ والبعثيون
- عَودة إلى درس المعلّم الأوّل
- عَودَةُ البعثِ . . وعيدُ الجيش
- الأمنُ !! أكاذيبُ مسؤول
- رد على إنقلاب في بغداد!
- تآمُر بلا حَياء
- خانةُ الصّفر
- الكتل السياسية والإنتخابات
- الحقوقُ القومية
- الجماهيرُ هي الأساس
- مَصدرُ الوَحيْ !!!
- صِراعُ المؤتلفين
- التواطُؤ بإسم التوافُق
- حَرَكةُ التاريخ
- دروسُ الحياة
- الحسابُ
- مُكافحة السُّبات
- رأسُ الشليلة
- ثورةٌ فكريّةٌ .. مطلوبة
- وحدة القوى التقدمية


المزيد.....




- النيجر.. إطلاق سراح وزراء سابقين في الحكومة التي أطيح بها عا ...
- روسيا تشهد انخفاضا قياسيا في عدد المدخنين الشرهين
- واشنطن تدرس قانونا بشأن مقاضاة السلطات الفلسطينية بسبب هجمات ...
- هل يمكن للسلطة الجديدة في سوريا إعادة ترتيب العلاقات مع بكين ...
- الرفيق جمال كريمي بنشقرون يناقش غلاء الأسعار وتسييس القفة ال ...
- إسرائيل تعدل إجراءات الإنذار استعدادا لهجمات صاروخية كبيرة و ...
- القضاء الأمريكي يرفض نقل قضية ترحيل الطالب محمود خليل المؤيد ...
- باراغواي تستدعي السفير البرازيلي لديها وتطالبه بتوضيحات حول ...
- موسكو: سنطور الحوار مع دول -بريكس- ومنظمات أخرى لبناء الأمن ...
- تبديد أسطورة فائدة أحد مكونات النبيذ


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - مستقبل نظام الحكم في العراق