أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نرمين خفاجى - اساطير مستحدثة














المزيد.....

اساطير مستحدثة


نرمين خفاجى

الحوار المتمدن-العدد: 2919 - 2010 / 2 / 16 - 18:29
المحور: الادب والفن
    


كنت اجلس على الشاطىء أداعب المياه التقط براحة يداى اللؤلؤ والماس من على سطح البحر اقذف بهم لأعلى فى سعادة، أغوص إلى الأعماق ،العب مع الأسماك فى مرح ،تلتف السمكات الصغيرات حول رأسى فى هالة ملونة يهدين لى مجموعة جديدة من أساطير البحر,أعبئها داخل أقفاص الذاكرة ، اصعد لأرى الشموس وهى تدفئ البحر ،فى طقس احتفالى صاخب، أشارك فيه بدور "المسترخى"، تتقافز حولى الألوان ، وتختلط بنغمات لأصوات بديعة ،فتذوب الفروقات مابين ترنيمة اللون وجمال الأصوات .
يمر على الرب وأنا على هذا الحال
الرب : هاى لؤلؤة
لؤلؤ : هاى
الرب : مبسوطة عندنا فى الجنة
لؤلؤ: او..!! واو... الحياة جميلة
اعتدلت لأكمل حوارى مع الرب حول مفهوم الجمال، وفى تلك اللحظة رأيت ما لم أره من قبل .
كان هناك طابورا من مختلف المخلوقات اختبأ خلف الرب ،كانوا جميعا فى حالة بكاء، لم اصدق عيناى حملقت ، لأول مرة أرى ملامح خوف ودموع .
فى تلك اللحظة خلق الرب كلمات بكاء، هلع رعب ، حزن ...الخ .
سألت الرب : مين دول وبيعيطوا ليه
الرب : لا ما فيش .. دة لوت مشكل بشر على حيوانات وكدة يعنى ..خلقته غلط ورايح أعدمه
لؤلؤ : اوه.. لا ...حرام ما تعملش كدة
الرب : ما ينفعش دول هايبوظوا الحياة وها يعملوا حاجات مش جميلة ، أنا هاعدمهم وانتى تنسى انك شوفتيهم خالص ياللا روحى العبى .
لؤلؤ : لا مش هاقدر مش هاقدر ......
وأثناء تأملى لهؤلاء الغرباء وجدت بينهم رجل ..قدت ملامح وجهه من خلطة بمقادير مضبوطة من الطيبة والبراءة والجمال .اتجهت إليه لامست بشرته تأملته باندهاش ثم استدرت لأواجه الرب .
لؤلؤ : من فضلك ادينى دة
الرب : لا ما ينفعش
لؤلؤ: باكية لا ماليش دعوة أنا عايزة أخد دة ليا العب بيه
الرب : يا حبيبتى ما ينفعش دى ناس مؤذية ولو اخدتيه هايتعبك دة هو اللى ها يطلع دينك
لؤلؤ : لا ما ليش دعوة أنا عايزة اخده
وقف الرب حائرا ما بين بكائى وما بين خوفه على من المخلوقات المعيوبة
الرب : بس لو اخدتيه واذاكى أنا مش هاقدر أعملك حاجة ،دة غير إن دة بالذات اى حد بيتعرض لأذاه بتحل عليه لعنة ما فيش منها شفا
كنت قد حزمت أمرى
لؤلؤ :برضه هاخده أنا عايزاه اديهونى
منحنى الرب الرجل على مضض، ومضى....
سعدت بلعبتى الجديدة "الرجل" أصبحت أقضى معظم وقتى معها اخلع أذنيها وأعيد تركيبهما ، أفك الأذرع والأرجل ثم اجمعهم ثانية اقذف برأسها ليذهب يحضرها لى فأثبتها من جديد، لم تكن لعبتى تحب الطبيعة فتركت البحر وابتعدت عن صديقاتى الأسماك مبهورة بالمخلوق الجديد ،وفى إحدى لحظات سكرنا ألبسته طيلسان ووضعت فى يده الصولجان ومنحته دور الملك فى إحدى مسرحياتى العبثية ،وفى غفلة منى ارتجل نصا لا ولن ولم أدونه مطلقا، لملك شرير دهس منازل لعبى الجميلة ،بصق على اوراقى الملونة، وعندما جريت لأنقذ صدفتى المفضلة ، طعننى فى ظهرى، جريت ، طاردنى ،جذبنى من شعرى ، سرق أقفاص الذاكرة ورحل .
عدت إلى البحر ، حاولت تذكر حياتى الأولى مع الأسماك ، احضر طقوس التدفئة ولا الحظ الشموس ، أحاول استرجاع ما تيسر من أساطير البحر فلا أستطيع ، الآن أدرك انى أصبت اللعنة ،لم اعد اذكر ماهو الضحك ،المرح، السعادة،أصبحت اعتقد أن تلك المفردات هى فى عالم آخر ... .
صنعت لى حكيمة الأسماك رقيا ، نظرت فى صدفتها البلورية ، اخبرتنى عن دواء شافى يوجد فى بحر قريب أسمته نبات النسيان ،أرسلت فى طلبه ، حكت لى عن ماهية الكون وكيف أن الكون يتمدد ويتسع ويشع منه نور خاطف كلما تآلفت المخلوقات ،وأن الحزن إذا ما تسرب من ثقب ما إلى الكون يصيبه فى مقتل ويتلاشى تحت أصوات القتال .منحنى الحديث معها إحساسا عميقا بالأمان ، منحتنى دواء النسيان فنمت..........................


استيقظت لاجدك بجانبى تمنحنى اساطيرا جديدة لها طعم الكون المشع .



#نرمين_خفاجى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انها الحرب
- ظهور العدرا ومواسم الهجرة الى الشمال
- المرأة ما بين حقوق الحيوان وحقوق الانسان
- التراث الشعبي بصمة شعب
- المسرح الفرعونى
- الأقباط والاضطهاد والمواطنة والدستور
- ثورة القاهرة الاولى
- تعاليم السيد جمال الدين فى وجوب اصلاح الدنيا والدين
- منظمة ثورة مصر واجواء الثمانينات
- شعوذات حكام بأمرهم
- الثورة الفرنسية وملحمة الحرافيش
- على هامش الاحتفال بيوم المرأة المصرية ..قراءة فى دفتر احواله ...
- انا وطنى وبنشد وبطنطن
- على مقهى التهييس السياسي


المزيد.....




- شائعة حول اختطاف فنانة مصرية شهيرة تثير جدلا (صور)
- اللغة العربية ضيفة الشرف في مهرجان أفينيون الفرنسي العام الم ...
- تراث عربي عريق.. النجف موطن صناعة العقال العراقي
- الاحتفاء بذكرى أم كلثوم الـ50 في مهرجاني نوتردام وأسوان لسين ...
- رجع أيام زمان.. استقبل قناة روتانا سينما 2024 وعيش فن زمان ا ...
- الرواية الصهيونية وتداعيات كذب الإحتلال باغتيال-محمد الضيف- ...
- الجزائر.. تحرك سريع بعد ضجة كبرى على واقعة نشر عمل روائي -إب ...
- كيف تناول الشعراء أحداث الهجرة النبوية في قصائدهم؟
- افتتاح التدريب العملي لطلاب الجامعات الروسية الدارسين باللغة ...
- “فنان” في ألمانيا عمره عامين فقط.. يبيع لوحاته بأكثر من 7500 ...


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نرمين خفاجى - اساطير مستحدثة