أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - ما أحوجنا لثقافة الحب...ما أحوجنا لفالانتاين!!!














المزيد.....

ما أحوجنا لثقافة الحب...ما أحوجنا لفالانتاين!!!


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2917 - 2010 / 2 / 14 - 09:58
المحور: كتابات ساخرة
    


في كل سنة، وفي مثل هذا اليوم الأغر الجميل، ونحن نعاني، وكعادتنا، على كل صعيد من نقص خطير، وشح كبير، وفقر مدقع في الحب ومنتجاته وحظر رسمي وفقهي على كل طقوسه، في كل سنة تحتفل شعوب العالم بعيد الحب، أو يوم القديس فالانتاين الـValentine Day ، هذا الكاهن الذي خرق فرماناً إمبراطورياً واستمر في عمله بجمع رؤوس العشاق بالحلال، وبعقد قران الأحبة من الجنود على عشيقاتهم، وحين انكشف أمره، دفع حياته مقابل ذلك، وقضى غير نادم على "جناية" التحبيب التي ارتكبها، ليرتفع إلى مرتبة القديسين نظراً لعظم التضحية التي قام بها. ولذا يقوم العشاق، بشكل خاص، بإحياء ذكراه عبر تبادل الورود الحمراء رمز الحب والجمال والقلوب المفعمة بالحيوية والفتوة والحياة، والاحتفال وفق طقوس باتت تشكل تقاليد راسخة في تلك المجتمعات تظهر أجمل وأسمى معاني الحب والتسامح واللقاء والاتصال والود الإنساني العظيم، بحيث صار هذا اليوم علامة بارزة في ثقافة وحياة تلك الشعوب.

والحب ثقافة قائمة بحد ذاتها، تنمو وتكبر وتتهذب مع الإنسان، ويتم تلقيمها له منذ نعومة أظفاره، في الأسرة، والشارع، والحي، والمدرسة، حتى تصبح سلوكاً متأصلاً يجري في دمه وعروقه، بحيث لا يستطيع الخروج عنها.

وإذا كان في ثقافات الشعوب بعض من الرموز والأيقونات التي تمثل الحب، والتصالح، والتسامح، تصل حد التقديس كما في حالة القديس فالانتاين، الذي دخل في العقل الباطن، والجينة الوراثية، والذاكرة الجمعية العامة لهذه الشعوب، فإنه من النادر أن تعثر في ثقافات أخرى، تحظر الحب وتحرمه، وتضعه في حكم الفجور والانحراف والشذوذ، على نماذج وأقانيم Hypostasisوقديسين يجسدون أي معنى لقيمة، وتسامح، وجمال.

ففي ثقافات التذرير والتشطير والتفتيت والتكريه والتسفيه والتبخيس والتضغين والتلعين والتحقير الممنهج، ثقافة الغل والضغائن والثارات المكبوتة، ثقافة الطوائف والقبائل والنحل والملل والعشائر والمذاهب والجماعات المتربصة بعضها ببعض المتكارهة والمتباغضة المتحاقدة والمتحاسدة المتشاحنة المتناطحة و"المتناقرة"، في ثقافة حملات التكفير والتخوين والتأثيم الجماعي المتبادل التي نشهد بألم وخيبة وحسرة كل يوم فصولاً جديدة قبيحة وشنيعة منها لا مكان للحب فيها، (فالانتاين كبير من فالانتايناتنا مثلاً يدعو لعدم تهنئة المسيحيين بأعيادهم، و"فالانتاين" آخر يصف رجل دين آخر بالفاجر والزنديق، و"فالانتاين" آخر يدعو، علناً وعلى رؤوس الأشهاد، للقتل والذبح والنحر الجماعي وازدراء وابتغاض واحتقار وكره شعوب ومكونات وأمم بحالها، هذه هي ثقافة قائمة ومن دون أن يستدعي ذلك استنكاراً من أحد لأن هذه ثقافة عفوية وفطرية مجتمعية تربى عليها الناس ككل).

هذه هي ثقافتنا، ثقافة فقيرة بالحب، هذه هي الثقافة التي "ينصّبوا" لها وزراء، ويا عيني عليهم، لحمايتها ونشرها ووصفها بالثوابت المقدسة، وفوق ذلك كله يحتفلوا بها كل عام، وتتنقل في عواصمهم الحزينة المقفرة الظلماء، (دعا أحد وزراء الثقافة العرب مؤخراً، إلى عدم تعليم المسيحيين اللغة العربية وفي وسيلة إعلام وطنية، علناً، وعلى نفس الأثير الوطني مباشرة)، نقول في هذه الثقافة ننظر يميناً وننظر شمالاً، و"نبحبش" في بطون الكتب وأمهاتها عن أي "فالانتاين"، أو حتى "ميني فالانتاين"، صغير، أو أي عاشق، أو أي رمز أيقوني آخر، نتعلم منه معنى الحب، أو قصة حب، نحبه، قبل أن يحبنا، فلا نجد سوى صور السيافين والوجوه الدموية المكفهرة العابسة المكفرة المنفرة، التي لا تأبه ولا تكترث لا بروح، ولا بشعور ولا بإحساس نبيل سام، ولا تعطي بالاً، أو أية أهمية لعاطفة بشرية، تدوس على كرامة المرأة، تسلعها، وتعتبرها مجرد موطوءة ورقم وحرملك وعورة جنسية منكرة تافهة وكريهة مجلبة للشؤم للعار، في طابور الذكر العامر بالحرملك والنسوان، لا بل من أين لهذا وهؤلاء بالحب وتذوق العاطفة والإحاسيس النبيلة وهم الذين لا يتورعون عن اغتصاب الصغيرات، وإدماء عذريتهم الغضة؟ (نقلت وكالات الأنباء مؤخراً الكثير من القصص المقززة عن زواج سبعيني وخمسيني وتسعيني بفتيات صغيرات في عمر الورود في المجتمعات التي تحتفل في كل عام بهذه الثقافة الديناصورية المتحجرة).

ما أحوجنا لثقافة الحب...ما أحوجنا لفالانتاين...لأي فالانتاين ينشر ثقافة الحب، كيف تقدم الورود بدل السيوف، وكيف توزع الابتسامات بدل العبوس وهذه "التكشيرات" المرعبة والوجوه الكالحة الصفراء التي تقطر غلاً وسموماً، والعياذ بالله ؟ فالانتاين حتفل به في كل عام مثل ما تحتفل كل أمم و"خلق" الله بعيد الحب وعيد القديس فالانتاين؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هم عرب اعتدال، فعلاً؟
- سيرك الفتاوى الدينية
- لماذا يخاف العرب والمسلمون من العولمة؟
- خطر الأدمغة أم خطر المؤخرات؟
- شيطنة سوريا
- انتهى زمن العربدة الإسرائيلية يا ليبرمان
- السادة وزراء الثقافة العرب: هذه ليست ثقافتي
- العلاقة السورية الإسرائيلية
- الزعران
- الخليج على كف عفريت
- قصف إسرائيل برؤوس بدوية غير تقليدية
- لماذا لا يتعلم القرضاوي من المفتي حسون؟
- متى نعثر على الصندوق الأسود العربي؟
- الموساد في الخليج
- ديفيد كوهين: دول الخليج ودعم الإرهاب الدولي
- النايل سات في قفص الاتهام
- لماذا لم يكن العرب متحضرين قبل غزو الجوار؟
- نشرة الأحوال العقلية في منطقة الشرق الأوسط
- صراعات الأشرار
- خبر عاجل: أوباما يطالب بتفكيك البرنامج البدوي العربي


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - ما أحوجنا لثقافة الحب...ما أحوجنا لفالانتاين!!!