أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند صلاحات - ويمضي الرفاق أيضا برحلة الشهداء في جبل النار / نابلس














المزيد.....

ويمضي الرفاق أيضا برحلة الشهداء في جبل النار / نابلس


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 887 - 2004 / 7 / 7 - 07:24
المحور: الادب والفن
    


ويمضي الرفاق أيضا برحلة الشهداء ... كما السماء تغني ... وكما لكل الثوار نشيد يميزهم عن بقية الموتى في الايام السوداء
الايام المصبوغة بالدم ودخان النار وحرائق الطيران والاطارات
لا أرض فيهم الا هم ولا سماوات

في نابلس كانت الأشجار تبكي رحيل رفاق كانوا قبل قليل كزهور هذا المرج العوسجي ..... كل الصحاري تذوب إذا ما نادى صوتهم قبل الرحيل
لم يعد الصبح كالماضي سعيدا ولم يعد ثمة أرض بدون دماء نقف عليها لنخلق جيلنا القادم بدون دماء
صار الصباح مقترننا بالموت يأتي كصوت فيروز في كل صباح ... في كل صباح يموتون ... كما الخيل أن عاشت في الصحراء ..... تموت ... تموت .... بلحظات انتظار
هل تستطيع هذه الأرض أن تنّزل قرأنها على البشر فوقها وتقول لهم من كان هؤلاء الشهداء حين كانوا فوقها
وهل ستستطيع الأرض رثائهم
لا شيء غير نشيدهم يستفيق عليه المنتظرون بلهف أن يرتفعوا إلى قمم الثورات ليسجلوا التاريخ ضاربين كل أصحاب الكلام بأحذية الجند وكل تجار الكلام والمزايدين على دمهم بتهمة الكفاح الرخيص والكفاح المسلح
صار الكفاح المسلح تهمة في زمن تجار الكلام
لكن يا امجد هذه الأرض ستضمد جراحك وان كنت ميتا فتراب الأرض غاضب
يامن طيب , كم كنت طيبا كالكلمات , رقيقا كالقصيدة , بارعا كالبندقية , ثائرا كما لم يكن قبلك شيء أخر.... يا يامن لا قبلك شيء
يا امجد ليس بعدك شيء
كنت تخترع النضال في ساحة المعركة , وتعلم الأجيال أن البكاء لا يرجع دماء المذبحة ... وكم كنت تخترع القصيدة وتسقينا من بحور الشعر فيها غضب الكلمات ... وغضب الأصوات في الإلقاء
كل العالم من حولنا كنشرات الأخبار العربية يكذب , كل الاسامي مزورة وبدون ألقاب , حتى الشوارع حملت اسمها الوردي هزيمة , ولا منتصر حتى الآن
الكل منتظرا نشر الخبر , والكل يستبق الأمر القادم , الثأر من صفات من في اريحا يربضون .... وان أخفاه العرفاتيون في قبو أريحا المظلم
ندخل من بوابة هذا المعبد , حاملين رفات الشهداء , ندفنهم ونمضي للنفاق , للتردد على شاشات المحطات الكبرى وصحف الدعارة العمياء , لا شيء يختصر هذا الزمن إلا موت الرفاق على عتبات لم تبكي أبدا لغيرهم , ويتسابق المتهافتون بدون رقاب من تكرش الأحياء في بيوت العزاء
يأخذنا مرة وينسانا ألف مرة ومرة
هل ستذكر حواريها كم تعالت ضحكة يامن في الساعات الليلة التي تكاسل قمرها عن الظهور وكنت تغني
دائم الثورة يا قلبي وإن بان بعيني الأسى
اذكرها بدقائقها الستون كل ساعة مرت واختزلت كل ما في الأيام السابقة من قبل اللقاء
ولكم كنت تنادي حين يضحكون هم ...... هؤلاء أغبياء لان الحكيم لم يعلمهم , ونحن علمنا الحكيم فاهتدينا للنهج الثوري السليم ..... يكفيك يامن فهذا امجد أيضا في قوافل الزاحفين للموت المؤبد إلى ما لا نهاية ..... تستيقظ الأنقاض في المباني التي فجرها الطيران في كل لحظة قبل أن تغادر
هل يذكر الناس حين كنت تسأل دوما : لماذا يذهب الشهداء إلى النوم يا امجد
هل أردت أنت أيضا أن تجرب طعم ذاك النوم ومن سيحرسكم من هواة الرثاء
ومن سيلملم عن الأرض هذه الأشلاء
ومن سيبني معكم جسرا من الشموخ يمتد بين الأرض والسماء
خفت لحظة من هذا الظلام أن يلوك الكلمات التي كانت من الممكن أن تأخذنا بعيدا عن أي صوت للقصيدة دون قصد وتصبح كلمات رثاء
كنت يوما خائفا أن أصبح أنا الراثي وانتم الشهداء ... وخفتم أن يكونوا هم الشهداء وانتم لا تعرفون الرثاء ... ولستم من يردد كلاما منمقا عبر مكبرات الصوت والأصداء
كان الأنبياء يبشرون بولادة الأشياء وكان الثوار اصدق حين نادوا بولادة الثورات
كنتم الثوار وكنتم الأنبياء , ومن يوقف ضجيج المركبات العابرة على الأجساد ... عربات العدو تأتي من كل الجهات وترحل أشلائها بكل الأوقات
لم يعد للمكان أية قصيدة ولم يعد للقصيدة أي وقت .... فلم يعد لدينا كلام للرثاء
ماذا سيقول الشاعر للكلمات , وكيف سيوزع الريح روائح هذا العطر العابث في كل القنوات البحرية والبرية , حتى توقف زحف الطائرات
حتى الطائرات بدون طعم ... وليس لها لون إلا الموت
قوافلهم في الأرض تمضي .... وباسمهم صار الصباح يبدأ وباسمهم نبدأ سورتنا الأولى ....
إنا أعطيناك الشهداء .... فصلي للأرض وانحر من الأعداء ... إن النصر على أيدي الثوار اقبل
هذي البندقية على الكتف فلا تتململ ... وانصب على الأرض متراسا ... واستعد لهذا الشيء المدو لها بالغداة والعشي يقبل ... سدد خطاك نحو الجند وباسم الأرض هلل ...
فلسطين ... فلسطين ... فلسطين
يا قبلة القادمين
هذه نابلس تنادي .... من كل صوب هبوا على الأعادي ... يا صرخة للثائر ... أنشودة عشق وقنابل .... يا بندقية يا حجر .... يا امجد ويا يامن ... زهور الأرض الحرة
رحلت الخيل وبقيت جمرات الثورة كالصخرة تستعيد رسم هذا الكون والمجرة



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا قتلوا ناجي العلي
- تشي به الأشياء التي لم يعشها معها ... حتى الشمس
- صدام و أحد عشر لصا في ضيافة العراقيين
- شهداء الحرية والثورة والاشتراكية الرفيق / محمد الأسود ... ثو ...
- شهداء الحرية الماركسية /الرفيق وديع حداد .. صانع الثورة الحم ...
- شهداء الاشتراكية والتحرر... الرفيق إبراهيم الراعي شهيد الحرك ...
- شهداء الاشتراكية والتحرر... الرفيق إبراهيم الراعي شهيد الحرك ...
- شهداء الحرية والاشتراكية / الرفيق أبو علي مصطفى ... رجل تعلم ...
- الفساد الإداري والمالي في السلطة الفلسطينية
- رجال في الشمس / رواية الشهيد غسان كنفاني ... الجزء الأول
- الدعارة آفة إجتماعية حقيقية بحاجة لعلاج
- خطأ النظرة إلى المجتمع تؤدي إلى خطأ النظرة إلى الحياة / مفهو ...
- أزمة المثقف العربي / غربة الوطن في الوطن
- إعدام المواطن الأمريكي من الحدود الإسلامية على الكفار أم حدو ...
- قرائة في كتاب -القضايا الكبرى-
- قرائة سريعة في الاحزاب العربية وخروجها عن الصف الوطني
- الخطاب القومي العربي ظهوره ونتائجه وانعكاسه على واقعنا
- وصية لميت لم يمت بعد
- هذا زمان سقوط الأقنعة
- الانتخابات الأمريكية...ودورنا المغبون!!!!


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند صلاحات - ويمضي الرفاق أيضا برحلة الشهداء في جبل النار / نابلس