أدونيس
الحوار المتمدن-العدد: 2913 - 2010 / 2 / 10 - 22:41
المحور:
الادب والفن
الحوار
ها هُنا نلتقي ونغنّي ونكتبُ
- هذا قليلٌ
ونسيرُ، ونهتفُ
ونشقّ الطريقَ ونهمُ
- هذا قليلٌ.
ونغيّر هذي الوجوهَ ونجرفُ هذا الظلامَ،
- قليلٌ، قليلٌ.
...
[إنه ، الآن يعبر بين الحطامْ
ويقول لأحلامهِ وخطاهُ:
ليس هذا جديراً، ولا كافياً].
...
وافترقْنا:
سيكون لنا موعدٌ آخرٌ للكلامْ.
مرآة لأورفيوس
قيثارُك الحزينُ، أُورفيوسْ
يعجَز أن يغيّر الخميرَهْ
يجهلُ أن يصنعَ للحبيبة الأسيرهْ
في قفَص الموتى سريرَ حبٍّ يجنُّ أو زنديْن أو ضفيرهْ
يموتُ من يموتُ، أورفيوسْ
...
والزّمن الرّاكِضُ في عينيكْ
يكبو، وفي يديكْ
ينكسرُ القِيثارْ.
...
ألمحك الآن على الضفافْ
رأساً، وكل زهرةٍ غِناءٌ
والماءُ مثل صوتٍ،
أسمعك الآن أراكَ ظلاً
يفرُّ من مدارهِ،
ويبدأ الطّوافْ...
إلى الغريبة
أسألُ ماذا أكتبُ
لزوجتي الغريبةِ - العاشقةِ الصَغيرهْ
وورَقي ، إذا حضرتُ ، يهربُ
وريشتي في طرَف الجزيره
حمامةٌ تلتهبُ.
أسألُ ماذا أكتبُ؟
غريبةٌ
أجفانُها سلالمُ وجُدُرُ
غريبةٌ لأنها تحبّ غيرَ نفسِها
لأنها تحيا لجارٍ بائسٍ
لطفلةٍ شريدةٍ،
لأنّها، الأعمى تقود خطوَهُ
تفرشُ عينيها لَهُ
غريبةٌ لأنها تبدلُ كلّ مقصلَه
بسنبلَهْ.
لأنها تحترقُ
لكي تجيءَ الطُّرُقُ.
...
أعرف أنّ حلمها يطولُ
أعرف أن شَعْرها يطولُ
أعرف أن سرّها يطولُ
أعرفها...
تختصرُ الكونَ بلفتتين.
أعرف أن بيتها ينتظرُ
ويسهرُ
وأنه التجربةُ الصميمةُ
الطّالعةُ، الآنَ ، غدا
وأنه الحب الذي يبتكر
ويسهرُ
...
أسألُ ماذا أُنشدُ
لزوجتي ، لهذه الوالهةِ الخالقةِ الحبّ على مثالِها،
أسألُ ماذا أُنشدُ
والحرفُ كم يُقسِّدُ
كم يجهلُ الشعورَ في المفاصلِ المرهفةِ المرهقةِ
التي ترى ما لا يُرى ، التي
تدلّ البح كيف يُشرقٌ
والشيءَ كيف ينطقُ
أسأل ماذا أنشدُ
لزوجتي لغدها الماضلِ
والحرف كم يُقيّدُ
كم يجهل الشعور في المفاصلِ.
...
لها، هُنا النوافذ ، الوسادةُ الكتابُ والمجامرُ العتيقةُ الراسمةُ
الأفقَ بقوس قُزَحِ
بالفرحِ،
تنتظرُ
وتسهرُ
مثليَ ، مثل بيتها تنتظرُ
وتسهرُ.
#أدونيس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟