أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - السادة وزراء الثقافة العرب: هذه ليست ثقافتي














المزيد.....


السادة وزراء الثقافة العرب: هذه ليست ثقافتي


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2911 - 2010 / 2 / 8 - 11:34
المحور: كتابات ساخرة
    


الثقافة بمضامينها الإنسانية الحضارية التصالحية المتسامحة الديمقراطية التعايشية كانت غائبة، تاريخياً، عما يسمى بالثقافة العربية التي تسببت في سلسلة من الإشكالات والمواجهات والصدامات الإيديولوجية والفكرية المؤبدة التي ما زالت تكابدها هذه الشعوب يوماً بعد يوم وجيلاً بعد آخر. والثقافة بمعانيها الإبداعية كالفن والنحت والتصوير والعمارة والرسم والموسيقى والرقص والسينما والحب والانفتاح والإبداع (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار)، كانت غريبة تماماً عما يسمى بالثقافة العربية عبر التاريخ، بل كان الجمود والانغلاق والتحجر والتعصب لثقافة أحادية، ووجهة نظر دينوسياسية، ومحاولة فرضها هو السمة المميزة والأبرز لما يسمى بالثقافة العربية، وهي التي كانت وراء تشرذم هذه الشعوب إلى طوائف ونحلل وعشائر متناثرة يكفر ويخون ويأبلس بعضها بعضاً إلى ما شاء الله. ومن هنا فإن إطلاق لفظة الثقافة على سلوك هذه الحضارة التاريخي فيه الكثير من المبالغة والتلبيس والتجني على مفهوم الثقافة كما عرفناه في حضارات شعوب وأمم أخرى، كان الإبداع مرافقاً لها وكان من سماتها الأساسية الصعود والارتقاء التاريخي من حالة إلى أخرى أفضل، ومن مرحلة إلى أخرى أسمى ، باستثناء الثقافة العربية التي ترى سحرها وخلاصها في ماض أفل ومات، ولا يوجد ثقافة في العالم تريد العودة للماضي والتاريخ، وتحتقر الحاضر ورموزه، سوى الثقافة العربية التي تقول علناً، وترى في ذاك الماضي مقدساً وأقنوماً لا تستطيع كل عبقريات الحاضر والمستقبل، وكل الأجيال، إعادة إنتاجه أو الإتيان بمثله.

ومن هنا فثقافة الماضي الدموي التليد الأحادية والسرديات الأسطورية ليست ثقافتي.
وثقافة الغزو والسلب والنهب والغنيمة والخراج والجباية والجزية وتبرير وتشريع ومباركة الاعتداء على ممتلكات الغير وأراضيهم وإخضاع الناس والشعوب بالقوة، باسم الفتوحات، ليست ثقافتي.
ثقافة النقاب والحجاب والجلباب والبرقع والدشداشة والنعال ليست ثقافتي.
ثقافة الأشراف والأسياد والعبيد والسادة المعصومين والمؤلهين والمنزلين، والتمييز العنصري بين الناس ليست ثقافتي.
ثقافة مدنكم الفقيرة الأسيرة السبية المسلوبة المظلمة المحرومة والمغلقة، الحزينة حزن الدهر ليست ثقافتي.
ثقافة الكآبة والأسى والتجهم والعبوس والتحسر على أمجاد الغزاة البغاة ليست ثقافتي يا سادة يا كرام.
ثقافة قتل الفرح، وتحريم الضحك والابتسام، ليست ثقافتي على الإطلاق.
ثقافة القطيع والطاعة العمياء، وفكر الجماعة، والغوغاء والرعاع، والدهماء، ليست ثقافة على الإطلاق.
ثقافة قطع الرؤوس ، وسمل العيون وفقئها وصلب وحرق وسحل المفكرين والأحرار الذين لا يدينون بثقافة الخلفاء والسيافين والولاة ليست ثقافتي ولا تمت بصلة للثقافات وللحضارات.
ثقافة السبايا والإماء والعبيد والجواري والخصيان والغلمان والحريم ووطء الصغيرات وتفخيذ الرضيعات وتعدد الزوجات وطوابير الموطوءات ليست ثقافتي.
ثقافة إفساح الطريق العنصرية التي تمايز بين الناس، وتزدري المكونات، وتقول بفرق ناجية وأخرى ضالة وناس مرضيين وآخرين ملعونين وأبالسة وشياطين مغضوب عليهم، والعياذ بالله، ليست ثقافتي على الإطلاق.
الثقافة التي تحمي قوانينها وتشريعاتها المجرمين والقتلة باسم الشرف وتحتفي بهم وتبرؤهم وتشجعهم على قتل المرأة ووأدها بشكل آخر، وارتكاب الجرائم في وضح النهار ليست ثقافتي.
ثقافة الخضوع والطاعة والسجود والركوع والتبرك بالولاة والسلاطين والطغاة ليست ثقافتي على الإطلاق.
الثقافة التي ترى في المرأة مجرد عورة وناقصة عقل دين وسبة وعاراً يجب أن تدفن في الملايات والجلابيب والبرقع والنقاب ليست ثقافتي على الإطلاق.
ثقافة التابوهات والمحرمات والممنوعات والملعونات ومسخ العقول وتقزيمها ليست ثقافتي على الإطلاق.
ثقافة العنعنة والقيل والقال وازدراء وتحييد العقل وتبليد القلب وتجميد المشاعر وتغليظ الإحساس ليست ثقافتي على الإطلاق.
ثقافة تمجيد الغزاة والتغني بالقتلة والإعجاب بمجرمي الحرب وقول القصائد الملاح العصماء بالزناة والفجار والماجنين بسفاحي التاريخ الكبار الملوثة أياديهم بدماء الأبرياء ليست ثقافة، ولن تكون ثقافتي في يوم من الأيام.

السادة وزراء الثقافة العرب: هذه هي سمات ثقافتكم كما عرفناها على مر الزمان، هذه هي الثقافة التي من أجلها نصبوكم وزراء وتدارونها برموش العين وتحافظون عليها من الضياع والاندثار وتتمسكون بثوابتها كما تقول أدبياتكم، وهي التي تحتفون بها في كل عام وتقيمون من أجلها المهرجانات، وتبجلونها وتقدسونها، فمبروكة عليك ، وألف صحة وهناء على قلوبكم على أية حال، لكني، بصدق، أخجل وأتبرأ منها وهي بالتأكيد ليست ثقافتي، ولن تكون ثقافتي في يوم من الأيام.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة السورية الإسرائيلية
- الزعران
- الخليج على كف عفريت
- قصف إسرائيل برؤوس بدوية غير تقليدية
- لماذا لا يتعلم القرضاوي من المفتي حسون؟
- متى نعثر على الصندوق الأسود العربي؟
- الموساد في الخليج
- ديفيد كوهين: دول الخليج ودعم الإرهاب الدولي
- النايل سات في قفص الاتهام
- لماذا لم يكن العرب متحضرين قبل غزو الجوار؟
- نشرة الأحوال العقلية في منطقة الشرق الأوسط
- صراعات الأشرار
- خبر عاجل: أوباما يطالب بتفكيك البرنامج البدوي العربي
- نظام الكفيل: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أماتهم أحرارا؟?ً
- الفقهاء: كسلطة الخامسة
- الفقاعة الصحوية
- في جدل الغزو البدوي
- فرمان لاختيار عاصمة للثقافة العربية
- عربي سوري أم سوري عربي؟
- تركيا بين الأردوغانية والأتاتوركية


المزيد.....




- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - السادة وزراء الثقافة العرب: هذه ليست ثقافتي