أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير الفارسي - العنف المدرسي...و أي دور للأستاذ














المزيد.....

العنف المدرسي...و أي دور للأستاذ


زهير الفارسي

الحوار المتمدن-العدد: 2910 - 2010 / 2 / 7 - 16:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتواثر في السنوات الأخيرة أخبار العنف والاعتداءات المقترفة من طرف التلاميذ في حق أساتذتهم أو زملائهم في الدراسة، وقد نحت هذه الاعتداءات في العديد من الحالات منحى مأساويا.
ويمكن أن نقول ،بلا وجل، أن العنف المدرسي كان دائما ملازما للمدرسة المغربية كملازمته للمجتمع المغربي، وإن بوثائر متفاوتة طبعا. وتتغير الأطراف التي يصدر عنها ،العنف، والتي تكون هدفا له. وقد كان في السابق غالبا ما يصدر العنف عن المدرس، رمز السلطة والقوة داخل الفصل، وهنا يمكن أن نستحضر صورة الفقيه الشاخص بعصاه فوق رؤوس تلامذته، والذي لا يتوانى عن استعمالها وبسادية لا تمت للتربية وأساليبها بصلة، وهذا العنف المادي غالبا ما كان يرافق بعنف آخر معنوي، كالتجريح والإهانة والطرد من الصف ...
لكن ما يمكن تسجيله في الآونة الأخيرة هو تراجع هذا العنف الممارس من طرف المربّي ليحل محله العنف الممارس من طرف التلاميذ**، سواء في حق مدرسيهم أو زملائهم. وهذا الأمر هوجزء من التحوّل الحاصل في المجتمع- بدءا بالأسرة كوحدة أولى للنظام الاجتماعي- والتسم باستشراء الجريمة والانحراف الناجمين عن الإقصاء والحرمان الاقتصادي والاجتماعي، وغياب المواكبة التربوية، علاوة على الانفتاح على إنتاجات إعلامية تحض على العنف وتقدمه كمعيارللنجاح وإثبات الذات... وهكذا تحولت المؤسسات التعليمية إلى سوق لترويج وتعلم أبجديات تعاطي جميع أنواع المخدرات وأشكال العربدة، في ظل إهمال يبدو مقصودا من طرف المسؤلين المفترضين عن محاربة المخدرات ومروجيها، وكذلك في ظل انعدام الثقة في التعليم بسبب انعدام الأفق والخوف من المستقبل الغامض المفتوح أمام المتعلم، الذي هو في الغالب الأعم، سليل عائلة فقيرة تطفح بمعطّلين أفنوا سنوات من عمرهم في الجدّ والتضحية.
المؤسسات التعليمية هي مؤسسة محافظة بطبيعتها، ذلك أن دورها هو إنتاج وإعادة إنتاج الايديولوجيا السائدة بواسطة البرامج والمقررات التعليمية التي تبرر وتشرعن الواقع كما هوقائم، وبالتالي فهي تروم تأبيد وضع غير سوي، أو هو كذلك من معيار مصلحة الغالبية العظمى من الشعب..لكن ثمة فارقان مهمان بين المؤسسة التعليمية وأي مؤسسة إنتاج أخرى. والفارق الأول هو كون "منتوج" المؤسسة التعليمية ذاتا/إنسانا وليس بضاعة، أما الثاني فهو ما يمكن أن نسميه فاعلية المدرس أي قدرته على تحجيم الجانب الرجعي للمؤسسةالتعليمية.
من نافل القول، الاعتراف بأن الأستاذ يعيش بدوره مشاكل لا حصر لها، ما دام هو عنصرا من هذا المجتمع، وبالتحديد من الطبقات الكادحة فيه، لكن وبسبب من حساسية الوظيفة التي يشغلها في مؤسسة تساهم في تشكيل شخصية أجيال هي بذور المجتمع المقبل فإن دوره حاسم لأنه ينتمي لفئة واعية، افتراضا على الأقل، ونظرا لفارق السن والتجربة ( فهو تلميذ سابق وفي الغالب أب) وهو كذلك متضرر في نفس الآن من الوضع القائم، إذن فمطلوب منه أن يكون أكثر تفهما وأنصاتا للتلميذ وأن يقوّم اعوجاجه عن طريق تعامله معه بطريقة تحترم شخصيته وتساعده على النمو والتفتح، وتغرس فيه شيمة الاعتماد على النفس والميل إلى الابتكار..ومن المفيد في هذا الجانب استلهام تجربة النوادي والجمعيات الثقافية سواء من داخل المؤسسات التعليمية أو خارجها.
ولا يمكن للمدرس النهوض بهذه المسؤولية،طبعا، إلا بالتكوين المستمر، والإنكباب على مطالعة المناهج التربوية الحديثة والعلمية، كما التسلح بذخيرة معرفية تشمل جميع المجالات، ليتمكن من تحليل المجتمع بشكل علمي وشمولي وبالتالي يتبوأ المكانة المنوطة به. بدل أن يزجي وقته في الثرثرة حول الترقيات وأنواع الموضة على قارعة المقهى.


هامش
**أغفلت عمدا الحديث عن الجامعة رغم مظاهر العنف المستشري هناك- سواء بين الطلبة وقوات القمع العمومية، أوالصادرعن بعض التيارات الفاشستية والمخترقة- لأن شخصية الفرد في هذا المستوى تكون غالبا قد تشكلت.



#زهير_الفارسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإشهار..أو الرشوة “النظيفة”
- ماهي الهوية بالنسبة إلي؟ !!
- يوم بدون حاكم عربي!!
- الأعياد الدينية..من الطابع الديني إلى الإحتفالي
- أمريكا تقدم يد العون..والخلاص أيضا!!!
- المال مقابل لقب من درجة حكيم


المزيد.....




- شاهد رد فعل طالبة أثناء بث رسالة تحذير من جامعة فلوريدا يُشي ...
- الإليزيه يصف محادثات باريس حول أوكرانيا بـ-التبادل الممتاز- ...
- الكويت.. قرار بسحب الجنسية من 962 شخصا والداخلية تعلن عدة أس ...
- قتيل وجرحى بانقلاب حافلة مدرسية في ساوث كارولينا الأمريكية
- عامل غير تقليدي يرتبط بزيادة خطر السكتة الدماغية المبكرة
- مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة على أوتوستراد صيدا صور جنوب لبن ...
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تسحب مئات الجنود وتغلق 3 من قو ...
- البيت الأبيض يعيد تشكيل مجلس الأمن القومي وفق رؤية ترامب لـ- ...
- استطلاع: نصف الأمريكيين لا يريدون رؤية هاريس بمنصب حاكم ولاي ...
- حاكم فلوريدا يواجه انتقادات بعد تطبيق قانون الهجرة على مواطن ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير الفارسي - العنف المدرسي...و أي دور للأستاذ