محمد علي السلطان
الحوار المتمدن-العدد: 885 - 2004 / 7 / 5 - 02:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أنا وغيري كثيرون كنا نظن بأن شمس الحضارة والحرية والعدالة والمساواة والتسامح والعصرية والتمدن والانفتاح ، ستشرق من العراق ، ليس لأن أمريكا حررت العراق ولا لأن العراق تحرر من الطاغية ، ولكن لأننا بصدق وبصراحة كنا واهمين نعتقد بأن العراق خير مكان وأفضل تربة مهيأة لبذر الديموقراطية ، فالعراق بلد ذو تاريخ عريق حافل بالعقول النيرة ،وبلاد النهرين أرض بابل طالما كانت رائدة في التنوير والحداثة ، أليست الأرض التي أنجبت الزهاوي ونازك الملائكة والسياب والبياتي وجحافل المثقفين والمبدعين من أصحاب العقول النيرة المتقدمة على عصرها وأمتها ......
لقد علقنا آمالاً عراضاً على من لايستحق إلا أن نسميهم قطعان الدهماء والغوغاء من قبائل العربان الموغلة في التخلف والرجعية التي كنت قد اعتقدت ذات يوم بأن العراق لاأقول خالياً منها ولكنني كنت أرى أن معاناة العراق في هذاالجانب أقل من غيره ، فالعراق بلد الخمسة ملايين مهاجر إلى دول العالم الحر الذين نهلوا من معين الحضارة الراقية وقد نضجت عقولهم وارتوت نفوسهم الظمأى وهم يعبون العلوم والمعارف والقيم والمثل والمبادئ الإنسانية السامية النبيلة من ينابيعها الصافية النقية التي لايكدرها مكدر، لابد وأن تكون أقل شكوى من غيرها في هذاالجانب ، ولكن وياللأسف والحسرة والإشفاق ، فقد أسقط في يد الكثيرين عندما طالعتنا تلك الكائنات التي طالما اعتدنا رؤيتها بكثرة في محيطنا وهي تهتف بأسماء شيوخ العشائر والحوزات ، وساعتئذ تيقنت بأننا جميعاً في الهم شرق ، فالعربي يظل عربياً أينما حل وحيثما ارتحل ..... ولاعزاء لأمة في سقوطها الحضاري الذريع والمشين .....وهكذا يظل العقل العربي متوقفاً إلى إشعارآخر ......ويـطـول ليـل الأمـة الذي لاأمل في انبلاج فجره ...
فهل لايزال بيننا من يريد ديموقراطية على شاكلة تلك الموجودة في اليمن ... ألا خاب وخسر المراهنون على أمة فقدت مسوغات بقائها لتظل عبئاً ثقيلاً على الحضارة والإنسانية ، طفيلية متسلقة على موائد العالم الحر المنتج ...الذي يضج بالحركة والحيوية والنشاط ... ولن يفلح قوم ولوا أمرهم مطوعاً يساقون بعصا الحوزة ويقودهم شيخ العشيرة . وبئست حضارة هذا نتاجها !
#محمد_علي_السلطان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟