|
اذا الأيام أغسقت - القسم الأول
علي عجيل منهل
الحوار المتمدن-العدد: 2907 - 2010 / 2 / 4 - 20:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هذا الأسم مستمد من رواية مهمة للمرحومة الدكتورة حياة شرارة الأستاذة في القسم الروسي كلية الأداب جامعة بغداد ، وهي تعطي صورة واضحة عن وضع الجامعات العراقية في العهد السابق وخاصة في هذه الأيام حيث حرارة الأنتخابات وحنين البعض الى الأيام السابقة ، والرواية تصور مكانا كان مضيئا ثم أخذ يدب فيه الظلام والظلام وقت ذاك أخذ ينتشر في بلد الحضارات ويمتد الى مواقع التدريس حيث كانت الأحاديث تدور في الجامعات عن وصول البيض والدجاج البصل وكيفة الحصول عليها ، وظل الأستاذ والموضف في دوائر الدولة مشغولة دائما بأطعام عائلتة وتوفير المواد الغذائية لهم وكان اساتذة الجامعة في كثير من الأحيان ينتهزون فرصة فراغ ساعة واحدة ليهرعوا بدورهم للوقوف في الصف بأنتظار مايتكرم عليهم البائع مخن مواد غذائية وأصبح الحديث الرئيسي بين الناس هو الطعام وانقطع أستيراد الموز بعد تأميم المواد الغذائية لعدم القدرة على التسويق الجيد فالموز عرضة للتلف بسرعة ويحتاج الى مقدرة على التسويق السريع . وقد نشئ جيل في العراق – شمل مها و زينب أبنتي حياة - يجهل طعم الموز وأصبحت هدية الموز لا تثمن ، عندما تجلب عن طريق الكويت أو لبنان ص 35 ، كذلك شهدت هذه الفترة المرعبة والمحزنة تهجير العراقيين الذين سموا ( بالتبعية ) ممن لم يكونوا يحملون الجنسية العثمانية ، وأعتبروا ايرانين بالرغم ان عدد كبير منهم عرب لايتكلمون اللغة الفارسية . وقد رحلوا خارج الحدود بعد مصادرة اموالهم . وكثيرا ما قسمت العائلة الى شطرين فأذا كانت الزوجة عثمانية بقت مع اولادها وسفر الزوج وشملت التبعية شريحة واسعة من المجمتمع لم تقتصر على فئة او طبقة معينة ، وانما شملت الفراش والمدير العام والمدرس والمساح والطالب والمهندس وربة البيت ص 36. وفي هذه الفترة الكئيبة زاد الضغط على غيرالبعثيين في أجبارهم على الأنتماء الى الحزب , وكان ممن لاينتمي يحرم من امتيازات كثيره يتمتع بها الحزبي ، فخصصت البعثات الدراسية والتخصص في الدراسات العليا في الجامعات الأجنبية للحزبيين فقط وحرم غير البعثي من التخصص خارج العراق ، فأصبحت البعثات وقفا على الحزبين وليس على المتفوقيين والموهوبيين وطلب من حياة في تلك الفترة الأنتماء الى حزب البعث او ترك الجامعة اذ كان احد قرارات الحزب تقضي بجعل قطاع التعليم بعثيا وعندما رفضت حياة الأنتماء الى حزب البعث نقلت بأمر أدراي من كلية الأداب بالرغم من كونها استاذة الى وزارة الصناعة الى مدينة الديوانية كمترجمة في احد المشاريع الروسية ولولا مواجهة حياة للرئيس لما كان بأمكانها العودة الى الجامعة ، وتناولت حياة شرارة فترة الحرب العراقية الأيرانية والتدهور المرعب في الحياة المدنية في البلاد ومنع السفر للخارج وأنتشار اللوحات السوداء في تعزية الذين سقطوا في جبهات القتال . وأستطاعت حياة شرارة ان تسجل حياة الفرد الجامعي العراقي ومعاناة اليومية في أيجاد لقمة عيشة محاولا ان يصون كرامته وكيانه كأنسان مفكر ، بالرغم من الجو القاتم الذي يحيطه ويطبق عليه من جميع النواحي المادية والمعنوية والفكرية التي صورتها حياة بدقة في روايتها . وكما ذكرت بلقيس شرارة ص 73 ، أصبحت بغداد فريسة جريحة بأهلها الأذلاء المهانين حتى في الحصول على لقمة عيش محترمة جثث متحركة لاأرادة لها فبغداد تنزف ولم يبقى منها الا جروح متقرحة . ولكن الجو المشحون بالرعب والجوع لا زال عيون الناس ونظراتهم تخفي تحتها معارضة صامتة وتحت ذلك القنوط واليأس يكمن بركان خامد . أن البركان الخامد والمعارضة الصامتة وبمعاونة القوات الأمريكية والبريطانية نجحت في كنس النظام السابق في 9 نيسان 2003 ، حيث توفرت اجواء الحرية والديمقراطية النسبية . ان الفئة المثقفة العراقية وخصوصا أساتذة الجامعات والطلاب عليهم اختيار العناصر الواعية والمثقفة في الأنتخابات القادمة لتجاوز الفترة المظلمة السابقة ومعالجة أثارها السياسية والثقافية .
هذا الأسم مستمد من رواية مهمة للمرحومة الدكتورة حياة شرارة الأستاذة في القسم الروسي كلية الأداب جامعة بغداد ، وهي تعطي صورة واضحة عن وضع الجامعات العراقية في العهد السابق وخاصة في هذه الأيام حيث حرارة الأنتخابات وحنين البعض الى الأيام السابقة ، والرواية تصور مكانا كان مضيئا ثم أخذ يدب فيه الظلام والظلام وقت ذاك أخذ ينتشر في بلد الحضارات ويمتد الى مواقع التدريس حيث كانت الأحاديث تدور في الجامعات عن وصول البيض والدجاج البصل وكيفة الحصول عليها ، وظل الأستاذ والموضف في دوائر الدولة مشغولة دائما بأطعام عائلتة وتوفير المواد الغذائية لهم وكان اساتذة الجامعة في كثير من الأحيان ينتهزون فرصة فراغ ساعة واحدة ليهرعوا بدورهم للوقوف في الصف بأنتظار مايتكرم عليهم البائع مخن مواد غذائية وأصبح الحديث الرئيسي بين الناس هو الطعام وانقطع أستيراد الموز بعد تأميم المواد الغذائية لعدم القدرة على التسويق الجيد فالموز عرضة للتلف بسرعة ويحتاج الى مقدرة على التسويق السريع . وقد نشئ جيل في العراق – شمل مها و زينب أبنتي حياة - يجهل طعم الموز وأصبحت هدية الموز لا تثمن ، عندما تجلب عن طريق الكويت أو لبنان ص 35 ، كذلك شهدت هذه الفترة المرعبة والمحزنة تهجير العراقيين الذين سموا ( بالتبعية ) ممن لم يكونوا يحملون الجنسية العثمانية ، وأعتبروا ايرانين بالرغم ان عدد كبير منهم عرب لايتكلمون اللغة الفارسية . وقد رحلوا خارج الحدود بعد مصادرة اموالهم . وكثيرا ما قسمت العائلة الى شطرين فأذا كانت الزوجة عثمانية بقت مع اولادها وسفر الزوج وشملت التبعية شريحة واسعة من المجمتمع لم تقتصر على فئة او طبقة معينة ، وانما شملت الفراش والمدير العام والمدرس والمساح والطالب والمهندس وربة البيت ص 36. وفي هذه الفترة الكئيبة زاد الضغط على غيرالبعثيين في أجبارهم على الأنتماء الى الحزب , وكان ممن لاينتمي يحرم من امتيازات كثيره يتمتع بها الحزبي ، فخصصت البعثات الدراسية والتخصص في الدراسات العليا في الجامعات الأجنبية للحزبيين فقط وحرم غير البعثي من التخصص خارج العراق ، فأصبحت البعثات وقفا على الحزبين وليس على المتفوقيين والموهوبيين وطلب من حياة في تلك الفترة الأنتماء الى حزب البعث او ترك الجامعة اذ كان احد قرارات الحزب تقضي بجعل قطاع التعليم بعثيا وعندما رفضت حياة الأنتماء الى حزب البعث نقلت بأمر أدراي من كلية الأداب بالرغم من كونها استاذة الى وزارة الصناعة الى مدينة الديوانية كمترجمة في احد المشاريع الروسية ولولا مواجهة حياة للرئيس لما كان بأمكانها العودة الى الجامعة ، وتناولت حياة شرارة فترة الحرب العراقية الأيرانية والتدهور المرعب في الحياة المدنية في البلاد ومنع السفر للخارج وأنتشار اللوحات السوداء في تعزية الذين سقطوا في جبهات القتال . وأستطاعت حياة شرارة ان تسجل حياة الفرد الجامعي العراقي ومعاناة اليومية في أيجاد لقمة عيشة محاولا ان يصون كرامته وكيانه كأنسان مفكر ، بالرغم من الجو القاتم الذي يحيطه ويطبق عليه من جميع النواحي المادية والمعنوية والفكرية التي صورتها حياة بدقة في روايتها . وكما ذكرت بلقيس شرارة ص 73 ، أصبحت بغداد فريسة جريحة بأهلها الأذلاء المهانين حتى في الحصول على لقمة عيش محترمة جثث متحركة لاأرادة لها فبغداد تنزف ولم يبقى منها الا جروح متقرحة . ولكن الجو المشحون بالرعب والجوع لا زال عيون الناس ونظراتهم تخفي تحتها معارضة صامتة وتحت ذلك القنوط واليأس يكمن بركان خامد . أن البركان الخامد والمعارضة الصامتة وبمعاونة القوات الأمريكية والبريطانية نجحت في كنس النظام السابق في 9 نيسان 2003 ، حيث توفرت اجواء الحرية والديمقراطية النسبية . ان الفئة المثقفة العراقية وخصوصا أساتذة الجامعات والطلاب عليهم اختيار العناصر الواعية والمثقفة في الأنتخابات القادمة لتجاوز الفترة المظلمة السابقة ومعالجة أثارها السياسية والثقافية .
#علي_عجيل_منهل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قضية تحرير العراق بين تونى بلير ومام جلال
-
أحمد الجلبي : دور الفرد في التاريخ العراقي المعاصر *** القسم
...
-
البركينى
-
اصدار قانون العمل فى العراق ,, ضرورة وطنية
-
الطبقة الوسطى وضرورة انعاشها
-
التبرؤ و البراءة رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه
-
الاصدقاء الامريكيون و نموذج نفط الاسكا القسم الرابع
-
الشعب العراقى بين الصديق الامريكى و العدو نظام الحكم السابق
...
-
الاصدقاء الامريكان بين الثورة الامريكية و تحرير العراق القسم
...
-
الاصدقاء الامريكان بين الاحزاب الوطنية وحزب العودة - البعث
-
الاجتثاث والدستور
-
الحكومة العراقية , ارفعوا ايديكم عن الحركة النقابية
-
من فهد يوسف سلمان الى السيد باقر الصدر دور الفرد في التأرخ
...
-
من فهد يوسف سلمان الى محمد باقر الصدر دور الفرد فى التاريخ
-
محاكمة قتلة الشيوعيين العراقيين , متى , سعدون شاكر محمود
-
عودة الجن الى بلاد مابين النهرين
-
الفرهود واجتثاث الطائفة اليهودية فى العراق
-
الاجتثاث فى العراق شهادة سياسية
-
اليسار و اليمين
-
الديمقراطية فى العراق التسامح والتعدد
المزيد.....
-
واشنطن ترسل حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط لـ-ردع أي عد
...
-
النيجر.. إطلاق سراح وزراء سابقين في الحكومة التي أطيح بها عا
...
-
روسيا تشهد انخفاضا قياسيا في عدد المدخنين الشرهين
-
واشنطن تدرس قانونا بشأن مقاضاة السلطات الفلسطينية بسبب هجمات
...
-
هل يمكن للسلطة الجديدة في سوريا إعادة ترتيب العلاقات مع بكين
...
-
الرفيق جمال كريمي بنشقرون يناقش غلاء الأسعار وتسييس القفة ال
...
-
إسرائيل تعدل إجراءات الإنذار استعدادا لهجمات صاروخية كبيرة و
...
-
القضاء الأمريكي يرفض نقل قضية ترحيل الطالب محمود خليل المؤيد
...
-
باراغواي تستدعي السفير البرازيلي لديها وتطالبه بتوضيحات حول
...
-
موسكو: سنطور الحوار مع دول -بريكس- ومنظمات أخرى لبناء الأمن
...
المزيد.....
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
المزيد.....
|