سلام جبار
الحوار المتمدن-العدد: 2907 - 2010 / 2 / 4 - 16:12
المحور:
الادب والفن
لم يعد الكتاب الرقمي او ال(I.book). مسالة جدل فضة او تصور مستقبلي او هو اختراع علمي انحصر باستئثار الخبراء. بل اصبح نتاج تجاري يطرح الفكر دون الحاجة الى قولبة او نمذجة للقراءة , فقد وفرت وسائطه المتعددة كمية عددية, ووفرة نوعية اذا ماقارناه بالكتاب الورقي. ومسالة قراءة الكتاب الرقمي اصبحت بغاية البساطة, فقد يكفي اقتراح عناوين لنصوص مقروءة.
لقد كتب نيكولا بيوني في شباط 2003 *إنني أنظر إلى الكتاب الرقمي في المستقبل مثل (العمل الشامل) للعديد من الأدوات التواصلية بين النص, والصوت, والصورة, والصور المتحركة, والفيديو, والكتابة التفاعلية؛ فالكتب الرقمية تمثل طريقة جديدة للتصور, والكتابة, والقراءة على صفحات كتاب فريد ودائم التجدد.
(اننا نكتب لكي يقرأنا الآخرين). تلك كانت عبارة اطلقتها الروائية *(b.jully) بعد مرور شهرين من افتتاح موقعها الالكتروني.
فبعد أن تعرضت الكثير من أعمالها إلى الرفض من طرف دور النشر. وجدت (جولي) من خلال الموقع الالكتروني. الإمكانية الرقمية الباهرة لنشر أعمالها وكتاباتها؛.وقد اشارت الروائية بتجربتها الجديدة بالقول.
(منذ إنشاء موقعي ذاك أعتبر نفسي كاتبة وناشرة وأتحمل لوحدي عبء كل مسارات العمل الأدبي من الكتابة إلى التسويق مرورا بجميع العمليات التقنية الأخرى الخاصة بالطبع والتصفيح وإعطاء رقم الإيداع القانوني.).
ان النت يعتبر وسيط سريع, وعالمي, حيث شكل النت أهم اتجاه للكتاب الرقمي؛ فقد أصبح النت في فترة وجيزة من أضخم المحتويات للمضامين المكتبية وأوسع البنى الصحافية والأشهر اكتمالا؛
كذلك عمل النت على تقديم خدمات خاصة بالكتاب، شملت رقمنة الأعمال الورقية مثلا، وخلق برمجيات القراءة، ووضع آليات للقراءة يستخدمها القارئ,والمتصفح. ايضا صار بإمكان المكفوفين وضعيفي البصر الإطلاع على الأعمال العلمية والأدبية, بعد أن تم تحويلها إلى كتب رقمية ونشرها على النت. فإلى جانب الطريقة التي يستخدمها المكفوفين في الكتاب الورقي فقد ظهرت وسيلة خاصة بالكتاب الإلكتروني يمكن مطالعته على الحاسوب أوجهاز خاص أوعلى لوحة Tablette للقراءة، ومن جهة أخرى فقد تمكن العديد من الكتاب من إستثمار الإمكانيات التي توفرها تقنية (الروابط المتعددة) من أجل خلق أشكال سردية جديدة.وتتبع الصيغ الدعائية المتاحة الكترونيا كبديل تسويقي.
ورغم ان عاداتنا المرتبطة بالقراءة لن تنقلب رأسا على عقب بين عشية وضحاها؛ فهي سلوك مرتبط بعاداتنا الثقافية وهي تتطور ببطء أولا بأول بحسب قبول الأجيال الحالية والقادمة بها. الا إن النصوص الرقمية تمثل تحفيزا على القراءة, وإسهاما وافرا في نشر الثقافة، خصوصا في مجال الدراسة ، والبحث العلمي فقد تجاوزت حدود امكاناته(الرقمي). الكتاب الورقي بخواص الارشفة المتطورة والفهرسة المتقدمة, وسبل التصحيح الاملائي والبحث الحرفي والجدولة الاحصائية السريعة, مع خواص التلوين والتحكم الحجمي .
ورغم كل ماذكر من المؤهلات الرقمية فان البعض دعا الى عدم الاستعجال والتسرع في قرع ناقوس الخطر الالكتروني الذي يداهم عرش الكتب الورقية! فلازال الاستهلاك الورقي برئيهم في تزايد مطرد. و لن يتوارى الورق رغم هذا التطور، *لأننا حينما نرغب في الاشتغال على نص ما فإن الكتاب الورقي يكون طوع أيدينا وبالسهولة التي نريد، وأن الكثير من المجلات الرقمية سيتم تحويلها إلى مجلات ورقية؛ فالمرور من البث الورقي إلى البث الأونلايني أو العكس يفسح المجال للمراجعة والفحص واستدراك الثغرات وهذا شئ مهم وأساسي في أي عمل*.
كما إن السحب الورقي سيبقى برأي انصار الورقية أساسيا؛ فهناك العديد من الجامعات والكليات التي صارت تنشر مراجع (على المقاس). تتألف من اختيار دقيق للفصول, والمقالات, على قاعدة معطيات، مضافا إليها تعاليق الأساتذة؛ (فبالنسبة لمؤتمر أو منتدى فإن سحب القدر اليسير من الوثائق قد يكون تحت الطلب انطلاقا من وثيقة إلكترونية منقولة عبر وسيط إلكتروني إلى إحدى المطابع)، بينما المجلات الأونلاينية ذات البث الإلكتروني فإنها غالبا ما تعتمد على شراكة مع مؤسسة مختصة في الطبع تحت الطلب.
اذن هناك راي يعتز بال(550) عام تقريبا من عمر الكتاب الورقي ويحصر سياقاته بافضل الكتاب والمفكرين (على اعتباره ملزم بنشر الابداع فقط). لكن هل يصمد الورق امام الامكانية المهولة لعالم الرقمنة !؟؟
#سلام_جبار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟