نبيل طاهر
الحوار المتمدن-العدد: 2905 - 2010 / 2 / 2 - 20:37
المحور:
كتابات ساخرة
إحدى مضاعفات الكتابة والتدوين هو اغراق البريد الإلكتروني بالرسائل العدائية. فمنذ بدأت الكتابة وبريدي الإلكتروني يتكاثر بسرعة خمسين إيميل في اليوم. ومن الرسائل التي تصلني رسائل ملغمة بدعوات المُرسل ان يجعل الله مني عبرةً لجميع الملاحدة, ومنهم من يتوعد بقتلي والتنكيل بجثتي, ومنهم من يخبرني انني "جئت إلى هذه الحياة كثمرةً لحالة عشق بين سائق وخادمة":-). إلى كل ماهنالك من سخافات مجاهديي الإنترنت الذين يُخيل لهم أن ربهم يكتب لهم حسنةً لكل نقرة ينقرونها على لوحة الطباعة. وأنه كلما كانت رسائلهم اكثراً جهلاً وبذاءةً وسخافة, كلما ضُوعفت حسناتهم بعشرات امثالها. وطبعاً ليست كل الرسائل التي تصلني محملة بالشوك, فهناك قراء "يفتحون النفس" يرسلون الورود ويحثوني على مواصلة الكتابة ويدعوني إلى فضح الرسول محمد صلعم ما استطعتُ إلى ذلك سبيلا.
لكن ما لفت أنتباهي مؤخراً هو ان العديد من الرسائل والتعليقات يمكن تصنيفها في مرتبة خاصة من حيث المحتوى. هذه الرسائل تتهم النبيل الطاهر باستقصاد الإسلام فقط دوناً عن الأديان الأخرى. ويذهب بعضهم الى إفتراض انني مسيحي أو يهودي اكتب تحت قناع الإلحاد حتى ابدوا محايداً عند تهجمي على الإسلام.
فياترى ماهي الأسباب التي تجعلني اتناول الإسلام ولا اعترض المسيحية او اليهودية او غيرها من المِلل الأخرى؟
أولاً: احد تلك الأسباب هو خبرتي ومعرفتي بالإسلام. فالمسلمون لم يقصروا في تعليمي "علوم" القرآن والسيرة والحديث والفقه والتفسير والتجويد ايضاً. وأنا في الحقيقة ارى أنه ليس من الأنصاف أن "أفتي" في المسيحية وأنا لا اعرف عنها الا القليل. اليس من الجهل ان اكتب وأنتقد ديناً ليس لي فيه باع ولا ذراع؟ هذا ما يمارسه المسلون الذين يبصقون على المسيحية وكل ما عرفوه عنها هو أباطيل من القرآن, ويشتمون الملحدين والعلمانيين وكل ماسمعوه عنهم هو ترهلات القرضاوي في قناة الجزيرة. فعجيب هو أمر المسلمين!! يحثوك على تعلم الدين, وإن وصلت إلى قناعة بناءً على تعمقك في الإسلام أتهموك بالجهل في الإسلام وبالعمالة لأعدائه!
السبب الثاني الذي يدفعنى إلى تناول الإسلام هو سلوك وقناعات المسلمين انفسهم. فالمسلمون يعتقدون أن دينهم أفضل دين وباقي الأديان والملل ماهي إلا ضلال مبين. وهم على قناعة بأن ربهم هو الحق والأرباب الأخرون ليسو إلا توهمات من أهل الكفر والضلال. قد يقول قائل: ولكن هذا امر طبيعى ينطبق على أتباع الأديان الأخرى! هذا صحيح ولكن هناك مشكلة كبيرة, وهي أن أتباع محمد يؤمنون أن دينهم وقرآنهم دستور أبدي لكل الأزمان وكل الأقوام. فهم على قناعة ان القرآن يحوي الحِكم الوافية والإجابات الشافية لكل سؤال في هذا الكون!!. والأمر أسوأ بكثير بالنسبة لقناعات المسلمين حول نبيهم محمد صلعم. فمحمد هو اطهر وأشرف وأنقى وأعظم وأوسم وأذكى و...و....سيد سيد سادة البشر, صلعم الله عليه وسلهم.
ومن الطبيعي جداً لأي إنسان يحترم عقله ان يتفحص سيرة الرسول وكتابه المبين حتى يتبين ما إذا كان هذا إدعاء حق ام قول باطل. لكنك عندما تقرأ ذلك الكتاب تفاجأ أن نصفه تكرار وتناقض لقصص قديمة وردت في كتب سابقة. والنصف الآخر شعائر وتشريعات اقتبسها محمد من اديان سابقة (مثل الحج, والصيام وحد الزنى ...الخ) وأعد منها "سَلطة" بنكهة صلعمية. وحتى من الناحية التعبيرية التي يفترض انها الوجه الإعجازي الأبرز للقرآن فهو مليئ بالتعابير والمعاني الركيكة.
سأورد لكم مثلاً قرأته للدكتورة وفاء سلطان واترك لكم التعليق:
"وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأخرى."
الركاكة اللغوية في تلك الآية تقود إلى عدم وضوح فكري، والفكر غير الواضح يقود دوما إلى ضبابيّة سلوكيّة وأخلاقيّة. فمعنى كلمة "تضل" في الآية لا يقتصر على معنى كلمة "تنسى"، بل يتجاوزها ليشمل معاني أخرى أكثر قباحة وإدانة. ومع هذا يبقى السؤال: إن كانت المرأة "تضل"، فهل الرجل معصوم عن الضلال؟!! وهذا السؤال يقودنا إلى آخر أكثر أهمية:عندما يضل الإنسان، ذكرا كان أم انثى، هل يكفي "التذكير" لردعه عن الضلال؟!!ثمّ لنتمعن قليلا في عبارة " أن تضل إحداهما تذكر إحداهما الأخرى"، من المقصود بـ "إحداهما" الاولى ومن المقصود بـ "إحداهما" الثانية، وما الحكمة من أن تتكرر كلمة إحداهما مرتين؟هل "إحداهما" الأولى هي التي ضلت و "إحداهما" الثانية هي التي ذكّرت؟!هل هذا كتاب مبين؟!! هل هذه لغة إلهية واضحة ومعصومة عن الخطأ؟!! أليس من الأوضح والأفضل لو قال: أن تنسى إحداهما تذكرها الأخرى؟ونعود إلى السؤال الأكثر أهمية: هل الرجل معصوم عن الضلال؟!!
وأمثلة ذلك الضعف اللغوي كثيرة, ولكنها للأسف تمثل بالنسبة للمسلمين خصوصاً كبار الدجالين مساحة لا نهاية لها للمغالطة والتضليل.
والمسألة أسوأ كثيراً عندما نتوقف عند أخلاق محمد هاشم وتصرفاته (خصوصاً في المدينة). فالمرأ يتعجب شديد العجب من أخلاق وسلوكيات الرجل وبعده عن الأخلاق وعن الطهارة وعن العدالة أو حتى عن الرجولة.
ستقول عزيزي القارئ: بالنسبة لمسألة الأخلاق, فإننا قد علمنا أنه لم يكن ذا خلق, فقد تزوج ببنت الست, ونكح الأسيرة في نفس الليلة التي قتل فيها افراد اسرتها, وقتل الأسير, وقتل المرأة التي هجته في شِعرها (حسب الروايات الإسلامية فإن الشاعرة كانت ترضع طفلها عندما قتلوها) إلى آخر القائمة.......... لكن ماذا تقصد ايها النبيل الطاهر بالرجولة؟!
دعوني انقل لكم جزءً من السيرة النبوية في غزوة بني قريظة, كما وردت في موقعي المفضل: موقع وزارة الشؤن الأسلامية والدعوة في المملكة الهمجية السعودية:
....وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالسلاح والأثاث والمتاع والثياب فحمل إلى دار بنت الحارث وأمر بالإبل والغنم فتركت هناك ترعى في الشجر . قالوا : ثم غدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى السوق فأمر بخدود فخدت في السوق ما بين موضع دار أبي جهم العدوي إلى أحجار الزيت بالسوق فكان أصحابه يحفرون هناك وجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه علية أصحابه ودعا برجال بني قريظة فكانوا يخرجون رسلا رسلا ، تضرب أعناقهم .
فقالوا لكعب بن أسد : ما ترى محمدا ما يصنع بنا ؟ قال ما يسوءكم وما ينوءكم ويلكم على كل حال لا تعقلون ألا ترون أن الداعي لا ينزع وأنه من ذهب منكم لا يرجع ؟ هو والله السيف قد دعوتكم إلى غير هذا فأبيتم قالوا : ليس هذا بحين عتاب لولا أنا كرهنا أن نزري برأيك ما دخلنا في نقض العهد الذي كان بيننا وبين محمد .
قال حيي : اتركوا ما ترون من التلاوم فإنه لا يرد عنكم شيئا ، واصبروا للسيف . فلم يزالوا يقتلون بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان الذين يلون قتلهم علي والزبير . ثم أتي بحيي بن أخطب مجموعة يداه إلى عنقه عليه حلة شقحية قد لبسها للقتل ثم عمد إليها فشقها أنملة لئلا يسلبه إياها أحد ، وقد قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين طلع ألم يمكن الله منك يا عدو الله ؟ قال بلى والله ما لمت نفسي في عداوتك ، ولقد التمست العز في مكانه وأبى الله إلا أن يمكنك مني ، ولقد قلقلت كل مقلقل ولكنه من يخذل الله يخذل . ثم أقبل على الناس فقال يا أيها الناس لا بأس بأمر الله قدر وكتاب ملحمة كتبت على بني إسرائيل ثم أمر به فضرب عنقه ثم أتي بغزال بن سموأل فقال ألم يمكن الله منك ؟ قال بلى يا أبا القاسم . فأمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - فضربت عنقه .
لا أنوي التعليق على حمام الدم وعلى المجزرة الجماعية....فقط تخيلوا مسرح الحدث ومحمد واقفاً يشمت با لأسرى قبل ان تضرب رؤوسهم!! هذا ماعنيته عندما ذكرت ان محمد نبي الأسلام لم يكن لديه شيم الرجولة, لإن الشماتة ليست من شيم الرجال.
السبب الثالث لتناولي الإسلام:
لا المسيحية ولا اليهودية ولا الهندوسية ولا غيرها من الأديان جاثمة على صدور مجتمعاتها مثل الإسلام. تلك الأديان لاتختص بحياة البشر إلا إذا اختارو ذلك ولا تؤدي وظيفة تشريعية بل وظيفة روحانية شعائرية فقط. فلو كان الإسلام يشغل وظيفة روحانية فقط ولا يحشر أنفه في كل صغيرة وكبيرة لما تطرقتُ إليه البتة. صدقوني! عندي من مشاغل الحياة ولذاتها ما يغنيني عن قراءة الثرثرات المحمدية والكتابة عنها.
وطالما يأبى الأسلام إلا أن يكتم على انفاسنا فإننا سنظل نفتش في زواياه المظلمة وننشر غسيل نبيه المتعفن منذ اربعة عشر قرناً. الغسيل الملطخ بالدماء وبالنكاحات وبسرقة أموال الغير. ولهذا فإنني دائماً اقول ان المؤمنين بهذا الدين لايخدمونه عندما يفرضونه كنظام حياة, وحرياً بهم ان يرموا عبارتهم "الإسلام دين ودولة" في بحر العرب قبل أن يفوتهم الأوان.
سلامي ومودتي
نبيــــــــــــــــل طـــــــــــــــــــاهر
#نبيل_طاهر (هاشتاغ)