|
سلطة الثقافة وثقافة السلطة
محمد وهيب فتاح العزي
الحوار المتمدن-العدد: 2905 - 2010 / 2 / 2 - 12:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد حاولنا فيما مضى وصف واقع المواطن العراقي في سجنه الكبير كما حاولنا تحديد مصطلحي المثقف والجمهور على الأقل كما يردان هنا وقبل تحديد دور كل منهما سنحاول ان نرسم صورة واقع المثقف ثم واقع الجمهور لدى من يتهم من ذلك ضمن اطار قانوني نعيشه "المواطن متهم حتى تثبت براءته". ان المثقف يرى نفسه لا ينتمي الى رابطة ثقافية كما لاينتمي الى فئته الاجتماعية التي تحدد منها لذلك يعاني الاغتراب وولدين السلطة والجمهور ونفسه ويتبادل مع زملائه الاتهامات بغير احترام. فكيف يثق الجمهور بمن لايخدم سواه كدليل ضمني على عدم احترامه لذاته. ان مثقفينا كمواطنيهم يعتقد الواحد منهم ان نجاح الاخر يعني فشله وبالتالي فهو في صراع مع مثيله، ونحن – عموماً- لانتقد بل نكتفي بالتشهير ببعضنا. وكثيراً ما اعرض عن التصريح بآرائي لأنني لا اريد فض العلاقات الثقافية والحميمة بيني وبين الاخرين. فاذا ما اجتمعت بمثقفين ذوي اتجاهات مختلفة بدءاً من اقصى اليمين وانتهاءً باقصى اليسار. حيث انهم لايستمعون بالاعتراف من الرأي والرأي الآخر. اما جيلنا فلا مستقبل له اذا بقيت الاوضاع على ما هي عليه الا بعد ان تروى شجرة القرن القادم بانهار من الدم دفاعا عن حرية المعذبين في الارض وعن حقوقهم في العيش ان جيلنا محاصر بالقمع والبطالة وبالتدجين. وهو يلاحظ التفاوت الهائل في الدخول بحيث يعزز انقسام المجتمع الى فئتين الاغنياء المتخمون والفقراء الجائعون. اما طريق الاستقرار العاطفي والنفسي فهم مسدود امامه لان الزواج اصبح مرهونا بالقدرة الشرائية. والشاب لايرى سوى تفشي الفساد واستمرار التخلف والجهل والامية واتساع الهوة بين المقولات النظرية والتطبيقات العملية وتحيط بهم المحرمات من كل جانب لاتفعل .. لاتسمع .. لاتتكلم لاتر وتوجهه الاسرة بدورها نحو الخلاص الفردي بشتى الوسائل ويرى الاحزاب الحاكمة بقوة السيف لا تعمل خير الوطن والجيل المتسكع بل هي تكافح لتحتل مكانا لها في السلطة. ان لدى الشباب طاقة هائلة وطموحات كبيرة ولكنه حين يمنع من التحرك المشروع يخيب امله بالمجتمع وبالحكومات وبالديمقراطية والتعبير يبدأ من الفكر من الثقافة التي تحمل عبء تطوير المجتمع ونقده ولاتكتفي بتقييد السياسة وحسب، لان ادانة السلطة الحاكمة تعني ادانة للمثقف الذي ينضوي تحت لوائها او يهادنها او يمتنع عن نقدها. ومن البديهي ان ادراك الواقع المتخلف من دون القدرة على نقده، لا يؤدي الى تقدم ولايؤدي الى ازالة القبح الذي يهيمن على الجيل من هذا الزمن ( ولا اقول يسمو). اذن يستمر الابداع في الدفاع عن وجوده في قيادة التغيير بفعل قوته الداخلية وتمسك القائمين عليه وبالتزامه بآلام الجماهير وآمالها. ويخيل إليَّ ان على المبدع ان يتمسك بثلاثة ادوار اذا اراد ان يكون فاعلا في مجتمعه وهي ان يكون صادقاًَ مع نفسه في كل ما يقول وما يفعل بحيث يتيح لها الانسجام الداخلي وان يتعاون مع زملائه عبر حوار متواصل يفضي الى تحسين العلاقة التي يرمي المنتقدون الى افسادها وبان يحملوا كخريف لارساء دعائم الديمقراطية والوحدة والتقدم. وبان يكسب ثقة الجمهور ويبادله عملية التفاعل لتوسيع دائرة الوعي. ولابد ان يتم ذلك بعيداً عن التعصبية والطائفية والفئوية مع الانتباه الى مكونات الانسان الذي لايمكن ان يتقبل أي خطاب يسلخ عنه تراثه الوطني ان معاناة الجيل الشاب والازمات التي يمر بها – ان كان مبدعاً او غير مبدع- اصبحت تعكس صورة حقيقية عن الواقع الذي يحيط به ويتخبط به خبط عشواء هذا الجيل الذي اصبح جزءا من هذا الضياع يحمل في داخله تناقضات الواقع المعاش وانكسارات الطموح واضمحلال الذات الجميلة. س- السؤال موجه الى مجلس الوزراء السيد نوري المالكي كيف تنظرون الى مستقبل هذا الجيل؟ وهل ثمة نار تحت الرماد؟ ينبئ الواقع المأساوي بانفجار يزيل كل التعرجات عن طريق المستقبل؟ ج- اما جيلنا منهم الاخص خريجي الجامعات فلا مستقبل له سوى الوعود الكاذبة من الوزارات العاقرة واذا بقيت الاوضاع على ما هي عليه الا بعد ان تروى شجرة القرن القادم بانهار من الدم دفاعاً عن حرية المعذبين في ارض الخوف لذا اطالب بحقوقهم في العيش كالدول الاخرى المجاورة لجيل محاصر بالقمع وبالبطالة وبالتدخين حيث يصعب على الشاب ان يأكل لفافة (فلافل) وهو يلاحظ التفاوت الهائل في الدخول بحيث يتعزز انقسام المجتمع الى فئتين! الاغنياء المتخمون والفقراء الجائعون. اما طريق جيلنا والاستقرار العاطفي والنفسي فهو مسدود امامه حتى الزواج اصبح مرهونا بالقدرة الشرائية والشاب لا يرى في حياته اليومية سوى تفشي الفساد والاعتقالات واستمرار التخلف والجهل والامية واتساع الهوة بين المقولات النظرية والتطبيقات العملية. وتحيط به المحرّمات من كل جانب لا تفعل .. لا تسمع .. لا تتكلم .. لا نرى توجهه الاسرة نحو الخلاص الفردي بشتى الوسائل. والاحزاب لا تعمل على خير الوطن بل هي تكافح لتحتل مكاناً لها في السلطة. وتمارس التزمت الديني بحثاً عن امبراطورية اسلامية وهمية على ازدهار مشهد منوط.
#محمد_وهيب_فتاح_العزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين الحرية والتحرير
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|