أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أنور نجم الدين - كارل ماركس: بؤس الفلسفة، بؤس المنطق والديالكتيك (1)















المزيد.....

كارل ماركس: بؤس الفلسفة، بؤس المنطق والديالكتيك (1)


أنور نجم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2905 - 2010 / 2 / 2 - 09:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كارل ماركس

كانت القيمة الاستعمالية هي، في نظر رودبرتوس، مفهوم (منطقي)، وإذن، فيما أن الإنسان عليه أيضاً أن يتنفس، فان (التنفس) سوف يكون مفهوماً (منطقياً) ولكنه لن يكون أبداً مفهوماً (فيزيولوجياً) وظيفياً - كارل ماركس، راس المال.

"سنتكلم الآن عن الميتافيزيك بينما نتكلم عن الاقتصاد السياسي. وسنتابع في عملنا هذا دراسة تناقضات برودون. ولقد أجبرنا الآن أن نتكلم الانجليزية وأن نصبح انجليزاً. وأصبح الموقف الآن متغيراً. إن برودون ينقلنا إلى بلادنا العزيزة ويجبرنا أن نصبح ألماناً مرة أخرى إن شئنا أو لم نشأ.
إن كان الانجليزي يحول الرجال إلى قبعات فإن الألماني يحول القبعات إلى أفكار. فالرجل الانجليزي هو ريكاردو – اقتصادي مشهور وصاحب بنك غني–، أما الألماني فهو هيغل – أستاذ فلسفة بسيط في جامعة برلين".

"والآن فإن الميتافيزيك – وفي الواقع كل الفلسفة – يمكن أن تختصر، بالنسبة لهيغل، بالطريقة أو الفكرة" .

و"لقد أراد برودون أن يخيف الفرنسيين إذ يتكلم معهم بجمل وعبارات شبيهة بأسلوب هيغل. وهكذا علينا أن نبحث في رجلين: أولا مع برودون وثانيا مع هيغل".

"إننا سنقدم القاعدة المقدمة لهؤلاء الذين لا يعرفون لغة هيغل: التأكيد Affirmation والنفي Negation ونفي النفي Negation of Negation وهذا تعنيه اللغة. إنها ليست عبرية لكنها لغة هذه الحقيقة الصافية، هذه اللغة المختلفة عن لغة الفرد.
من العجيب أن نجد كل شيء في التجريد النهائي – وإذا ليس عندنا تجريد ولا تحليل – يمثل ذاته كلائحة منطقية؟ من العجيب – إذا تجردت عن كل المواد التي تشكل البيت وإذا تجردت عن شكل المواد المركب منها وعن الشكل الذي يميز ذلك البيت عن غيره فإنك تنتهي إلى لا شيء ما عدا البنيان – أمِنَ المدهش إذا لم تأخذ حدود هذا البنيان بعين الإعتبار أن لا يبقى عندك سوى الفراغ – أي أنك لو تأخذ بعين الاعتبار قياسات الفراغ، فلا تجد شيئاً متروكاً على الإطلاق إلا الكمية الصافية، أي اللائحة المنطقية؟ فإذا جردنا هكذا من كل موضوع كل الحوادث المتناسقة، الحوادث الحية أو غير الحية الناس أو الأشياء – نحن على حق أن نقول أنه في التجريد الأخير – فإن المادة المتبقية الوحيدة هي اللوائح المنطقية. وهكذا فالميتافيزيقيون الذين – عندما وضعوا هذه التجريدات يظنون أنهم يقومون بتحليل، والذين – كلما جردوا أنفسهم عن الأشياء يظنون أنفسهم أنهم يقتربون من نقطة الأصل أي اختراق اللب"، "رغم المنطق يعتقد بمفهوم تجسد واحد للكلمة Logos أما الفيلسوف لم ينته أبداً من التجسدات. لو كان كل شيء موجوداً، ولو كان كل شيء يعيش على اليابسة وتحت المياه يمكن تصغيره بواسطة التجريد إلى لائحة منطقية – إذا غرق العالم الواقعي كله في عالم من التجريدات، أي في عالم اللوائح المنطقية، فمن يعجب هذا؟"

"لو استطعنا أن نحول كل شيء بواسطة التجريد إلى لائحة منطقية، لكان من السهل على كل شخص أن يجرد كل صفة مميزة لحركات مختلفة. إن تحقق الحركة في حالتها التجريدية – يعني الحركة العادية الصافية، القاعدة المنطقية الصافية للحركة. وإذا كان أي شخص يقدر أن يجد في اللوائح المنطقية جوهر كل الأشياء لكان يقدر أن يتخيل بأنه وجد في القاعدة المنطقية للحركة – الطريقة أو الفكرة المطلقة – التي لا تشرح فقط كل الأشياء بل إنها تطبق حركة كل الأشياء.
لقد عبر هيغل عن هذه الفكرة المطلقة بهذه التعابير: « الفكرة هي المطلق، هي الوصية العالية وهي القوة الميتافيزيقية التي لا يقاومها شيء، إنها ميل السبب ليعرف ذاته مرة أخرى، لكي يتذكر ذاته في كل شيء » (هيغل، المنطق المجلد الثالث). إن كل الأشياء لدى تصغيرها للائحة منطقية، وكل حركة وكل عملية انتاج لدى تصغيرها لفكرة، ينتج عندئذ أن كل مجموعة من المنتوجات والانتاج، من الأشياء والحركة، يجب أن تصغر بشكل ميتافيزيقي مطبق. فما عمله هيغل للدين والقانون الخ، يحاول برودون أن يعمله للاقتصاد السياسي.
وهكذا ما هي هذه الفكرة المطلقة؟ هي الفكرة المجردة للحركة. وما هو تجريد الحركة؟ هي الحركة في حالتها المجردة... وما هي الحركة في حالتها المجردة؟ هي القاعدة المنطقية الصافية للحركة أو حركة الحقيقة الصافية. وما تحتوي الحقيقة الصافية؟ إنها تعمل على إقامة قاعدة لذاتها وعلى مناقضة ذاتها، وعلى تشكيل ذاتها وعلى وضع ذاتها بقاعدة أو بفكرة Thesis، وخلق فكرة مناقضة Antithesis، وايجاد نتيجة Synthesis وتعمل أيضا على تثبيت ذاتها، وعلى نفي ذاتها وعلى نفي نفيها...
وكيف تعمل الحقيقة لتثبت ذاتها ولتضع قاعدة لذاتها في لائحة منطقية؟ إنه عمل الحقيقة وعمل تابعيها.
ولكن عندما تبدأ الحقيقة في وضع قاعدة لذاتها Thesis، فإن هذه القاعدة أي هذه الفكرة تناقض ذاتها Antithesis فتقسم إلى فكرتين متناقضتين – الايجابي والنفي، نعم ولا. والصراع بين هذين العاملين المضادين المتضمن في التناقض يشكل حركة الديالكتيك. النعم تصبح لا، ولا تصبح نعم، نعم تصبح لا ونعم، ولا تصبح نعم ولا، فتتعادل المتناقضات وتتجانس وتشكل بعضها. وتداخل هاتين الفكرتين المتناقضتين يشكل فكرة جديدة هي نتيجة الاثنين Synthesis إن هذه الفكرة تنقسم مرة أخرى لفكرتين متعاكستين فتعود وتتشابك في نتيجة واحدة. ومن هذا العمل تتولد مجموعة من الأفكار. وهذه المجموعة من الأفكار تتبع نفس حركة الديالكتيك كلائحة بسيطة. ولهذه المجموعة مجموعة أخرى متناقضة. ومن هاتين المجموعتين من الأفكار تتولد مجموعة أفكار جديدة تكون نتيجة للجميع.
وكما تتولد المجموعة من حركة الديالكتيك للوائح البسيطة، هكذا تتولد المجموعات من حركة الديالكتيك من المجموعات، وتتولد الطريقة الكاملة من حركة الديالكتيك للمجموعات.
طبّق هذه الطريقة على لوائح الاقتصاد السياسي فتحصل على منطق وميتافيزيك الاقتصاد السياسي".

كارل ماركس، بؤس الفلسفة
__________________________________________________________________________________

يقول هيغل: "ان الجدل قانون مكون للفكر، وان الفكر، من حيث هو فهم، ينفي وينقض ذاته بذاته، فهذه احدى النقاط الجوهرية للمنطق"، "المنطق هو علم الفكرة، علم الفكرة في عنصر الفكر المجرد"، "يمكن القول ان المنطق هو علم الفكر، تعييناته وقوانينه"، "المنطق ينطبق في الهوية مع الميتافيزيقا، مع العلم الذي يمسك أشياء في الأفكار، التي تمنح هنا قدرة التعببير عن جوهر الأشياء"، "موضوعات منظومة الميتافيزيقا المشتركة هي الشيء، العالم، الروح، الله، اللواتي يلِدن العلوم الميتافيزيقية: انتولوجيا (كائنولوديا)، كوسمولوجيا (كونولوجيا، عالمولوجيا)، بنوماتولوجيا (روحولوجيا)، ثيولوجيا (إلهولوجيا، لاهوت)"، "يجب أن نذكر بأن بداية المنطقي عين بداية تاريخ الفلسفة، تاريخها بالمعنى الحقيقي الخاص. هذه البداية، نجدها في الفلسفة الالياتية (مدرسة مدينة ليليا: بارمنيد، زينون".

هيغل، مختارات 1

يتبع



#أنور_نجم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول ملاحظات قوجمان الدِّياليكتيكية
- التَّاريخ بين ماركس وهيغل
- تعارض ماركس مع المادية الدِّياليكتيكية - 2
- تعارض ماركس مع المادية الدِّياليكتيكية - 1
- تعارض ماركس مع المنهج الدِّياليكتيكي
- تعارض المنهج المادي للتَّاريخ مع المنهج الدِّياليكتيكي
- التَّناقض بين المادية والدِّياليكتيكية
- تعارض ماركس مع الاقتصاد السياسي
- تعارض ماركس مع فلسفة هيغل وفيورباخ
- مدخل إلى: تعارض ماركس مع الفلسفة الألمانية، والاقتصاد السياس ...
- التناقض بين المادية التاريخية والفلسفة الماركسية - 2- المارك ...
- التناقض بين المادية التاريخية و الفلسفة الماركسية - 1- المار ...
- التروتسكية: نظرية الثورة الدائمة - )مقتطفات من: التروتسكية ث ...
- الهوبسنية – اللينينية و الحركة الكومونية العالمية - التناقض ...
- المادية التأريخية و اسطورة الماركسية – جوابا لانتقادات المار ...
- تصحيح خطأ!
- الشيوعية وأسطورة الماركسية – ماركس ولينين ((1))
- هل نحن على أعتاب انفجار عالمي جديد وثورة أممية جديدة؟ 6 أزمة ...
- هل نحن على أعتاب انفجار عالمي جديد وثورة أممية جديدة؟ 5) أزم ...
- الهوبسنية – اللينينية و الحركة الكومونية العالمية: التناقض ب ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أنور نجم الدين - كارل ماركس: بؤس الفلسفة، بؤس المنطق والديالكتيك (1)