أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زكري العزابي - الحوقليات* (2)














المزيد.....

الحوقليات* (2)


زكري العزابي

الحوار المتمدن-العدد: 2905 - 2010 / 2 / 2 - 06:18
المحور: كتابات ساخرة
    


روى لي احد اجدادي من الحواقلة الراسخين والغارقين (إلى رقبتهم) في العلم ان رجلا غاليا (نسبة إلى بلاد الغال) كان اسمه ديكارت، قد اعلن امام مواطنيه من بقية الغاليين انه موجود لأنه يفكر، واضعا التفكير شرطا للوجود، لكي يفرق بين نفسه وبين بقية القرود، فسبحان الحي المعبود، جاعل الانسان إما في هبوط واما في صعود. وقال المرحوم جدي الحوقلي الذي ذكرته لكم للتو، بان ابا كارت هذا قد اطلق على كلامه الفارغ هذا دليل الـ(كوغيتو)، "ولا أعتقد هنا بوجود علاقة بين الكوغيطو وإسم أبي كارت هذا ـ حيث أن الكارت مصنوع من الكاغط أي الورق ـ وأن الأمر مجرد مصادفة". والكوغيتو من لغة اللاتين، الذين كانوا في الساق الايطالية الممدودة في البحر قاطنين. غيران ابا كارت هذا( كما كان جدي يطلق عليه) كان قد اغضب بكلامه هذا الحواقلة اجمعين، وذلك أن نظرتهم الحوقلية للحياة كانت تتناقض مع ذلك على نحو مبين، لسبب ان النظرية السائدة لديهم هي انك إذا فكرت صرت غير موجود، وأن الفكرهو سبب رئيسي من أسباب إنهاء الوجود، وهو ما حدث لأعداد غفيرة من الحواقلة، الذين حاولوا التفكير قليلا فاكلهم التراب والدود. فالفكر والوجود يتناقضان لدى الحواقلة بشكل كامل وشاقولي، غير ان نظريتهم هذه لم تترجم إلى لغة اللاتين الملاعين، لأنها ظهرت بعد خراب روما وعكا باعوام وسنين.
فانا أفكر إذن أنا موجود، أو ( كوغيتوايرغوسوم)، هي لدى الحواقلة امرغير مفهوم، وذلك بسبب انهم اول مايحسون بانه قد ظهرت عليك علامات تدل على التفكير، يبادرون بفصل رأسك عن جسدك حفاظا على صحتك من ذلك الشر المستطير، لأنها رأس غير نافعة، وتستهلك طاقة يحتاجها الشعب والجماهير، للرقص في الشوارع والهتاف بحمد السلطان، حتى يترك رؤوسهم في أمان.
اما حكاية الغالي ابي كارت هذا، فالأغلب على الظن انها قد حدثت قبل ان يثـقب ياجوج وماجوج السور، ويتدفقوا عبر المواني والمطارات والمراكب المهترئة في البحور. وكان جدي هذا المذكور، قد اخبرني بأنه قد شاهد قبائل ياجوج وماجوج هذه بأم عينيه وأبيها، شاهدها كما قال عندما ثـقبت السورالحديدي المتين، والذي صبّه ذلك الملك الاسطوري ذو القرنين، والذي قال بعض الرواة بأنه كان قائما في بلاد واق الواق، ويصر بعضهم الآخرعلى انه كان في برلين. ونطلب منه تعالى العفو عن السامعين او القارئين، ومنحهم في أخراهم المزيد من الحورالعين.
وروى لي ايضا بانه كان حاضرا لواقعة تدفق تلك القبائـل عبرالسـور، وان اول من خـرج من الثـقب ــ الذي احـدثوه كما قال بعضهم، بالسنتهم التي كالمناشير، وقال بعضهم الآخر بل بالمنجل والمطرقة المرسومين على علمهم الأحمر الكبيرــ إمراة جميلة كانت ترتدي ما لا يكاد يستر الضروري مما تحت السرة والرئة والقلب، فاستغفر المرحوم جدي العظيم القوي، وبسمل وحوقل طويلا، ثم وضع نظارته الكاتمة للصوت والضوء على عينيه، وطلب من الله ان تكون تلك المرأة من ضمن حريمه من الحور العين، بعد ان يمرق كالبرق على السراط، ويخرج (طوالي، وبدون أية مشاكل مع جمارك الأخرى) مثل الشعرة من العجين، نحو جنان لم تسمع بمثلها أذن، ولم ترمثلها عين. كما تمنى على الله امنية اخرى إضافية، وهي ان لايعود الحواقلة الذين أكلتهم المنافي من الشتات، لأن ذلك ـ كما اعتقد ـ قد يقطع عيشه، وينتف دونما تخدير موضعي ريشه. ثم صاح بأعلى صوته طالبا من جماهير المؤمنين التي كانت تشاهد في نقل مباشرعملية خروج ياجوج وماجوج من السور، ومارافق ذلك من هجرة وتهريب وما لايسرمن الأمور. صاح طالبا منهم الحوقلة ثلاث مرات بعد الأكل، ولاضرر إن لم يكن لديهم عقل، فالعقل كما قال حوقلي حكيم (جدا) مفسدة، مثله مثل الشباب والجدة، وذلك لإغاظة المذكور ديكارت، ودعى إلى اعتقاله وترحيله لأنه لم تكن لديه بطاقة إقامة ولا كارت. ولأن المطلوب في بلاد الحواقلة ليس التأسيس لفلسفة حياة تتبنى العقل، وتخضع له ما عداه من الموروث والنقل، المطلوب – ياسادة ياكرام، ولعلي قد أطلت عليكم بعض الشيء الكلام - هو أن تكون هناك أمة من الشيوخ الفقراء البلهاء، تنظر للشباب والجدة على انها (مفسدة) وأي مفسدة. بل وامور نكراء، وجريمة شنعاء، ومضرة بالصحة العامة لجماهيرالرجال والأطفال والنساء. أقول ان افضل ما هداهم (او أضلهم) إليه تفكيرهم هوأن يكونوا امة من الشيوخ الفقراء البلهاء، لاشغل لها إلا التسبيح بحمد السلطان (الغني جدا بالطبع) صباح مساء، وسواء كان ذلك حسب توقيت غرينيتش، أو التوقيت المحلي لمدينة كربلاء، أمة لا يعنيها من دنياها إلا إنتقالها منها إلى دار البقاء، وما يرافق ذلك من حوريات وغلمان وحدائق غناء.
أما بعد أيها الحواقلة المؤمنون، فقد احرقت النار النار وانطفأ الكانون، ولم يعد ثمة من عذر ولا من يحزنون.
ولا حول ولا
ابن حوقل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الحواقلة هم قوم يواجهون الواقع بالحوقلة، أي بقول "لاحول ولاقوة إلا بالله"، دون أن يقوموا بأي فعل لتقويم ما إعوج من واقعهم. وهذه الأوراق عبارة عن اجزاء من مخطوط مهترئ عثر عليه بالصدفة كتبه أحد الحواقلة إسمه "إبن حوقل".



#زكري_العزابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوقليات* (1)
- أصوات من الماضي البعيد.. البعيد.. البعيد ( من الشعر الاغريقي ...
- الفتاوي الفضائية
- حديقة سابفو
- النائحات
- عن توكيذيذيس وهيرودوت وماركس
- غطاء للبؤس
- تكنولوجيا


المزيد.....




- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زكري العزابي - الحوقليات* (2)