أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي المسعودي - الفنان عماد عاشور ينفخ رماد السنين عن جمر الرغبات














المزيد.....

الفنان عماد عاشور ينفخ رماد السنين عن جمر الرغبات


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 2904 - 2010 / 2 / 1 - 19:39
المحور: الادب والفن
    



وانت تراقب اعماله الفنية الاخيرة ترى انعطافا واضحا في عمل الفنان عماد عاشور . يأتي ذلك بعد مسيرته الطويلة, وهو يتعقب الوجه الانساني, وخاصة وجه المرأة, بحثا عن مكنونات الانثى. وقد نجح الى حد ما, خلال السنوات التي مضت ان يجعل الوجه الانساني نافذة الى داخل الذات البشرية , نافذة لا تكشف دواخل الذات التي رصدها وحولها الى موضوع للوحته , بل نافذة لرؤية الفنان نفسه, اتجاه ذاته, والذات موضوع اللوحة, في آن واحد . ومع ان اعماله السابقة كانت متأثرة باعمال الفنان اسماعيل الترك كما يقول عنها مراقبوا اعماله , الا انها مع كل ما يقال كانت تحمل احاسيس ومشاعر وافكار وذوق عاشور نفسه . وان ما جعل منتقديه , ان يعزوا التشابه الشكلي للوجه بينه وبين الترك, الى تأثر الاول بالثاني, هو قصور رؤية هولاء لفن عاشور وتركيزهم على الشكل الساذج والبسيط للوحة, والابتعاد عن ماهيتها ومضمونها ودرجات الوانها ومساحات تلك الالوان وتفاعلها مع بعضها, وعلاقة كل هذا, بذات عاشور الفنية والانسانية , ومهما كان التقييم والرأي السابقين , فان الفنان عماد عاشور يؤكد بلوحاته الاخيرة ما ذهبنا, نحن اليه, وهو صدق الفنان في التعبير عن ذاته , وقد جاءت اولى تلك التأكيدات من خلال خروجه عن دائرة الوجه او الرأس الانساني الى ما تحت الرأس من تفاصيل الجسد , هذا الخروج لم يكن هروبا, لان الفنان لا زال يرسم الوجه , وبقوة, بل جاء الخروج, مؤكدا لقولنا انه يرسم بوعي تام من وحي افكاره ومشاعره التي تُملي عليه ما يرسم بحكم تحكمها بمزاجه وذوقه وحاجاته, وليس تأثرا باحد او مجاراة لنزعة فنية سائدة . ثم ان تحول عاشور مؤخرا الى رسم تفاصيل جسد المرأة وخاصة الاجزاء الاكثر اثارة لرغبات الرجل , هو الذي شكل حلقة الانعطاف التي اتحدث عنها . ولم تكن هذه الانعطافة عشوائية ولا عن قصد عقلي, يُراد منه التغيير والتنوع, كما يسعى الكثيرون . بل جاء نتيجة حاجة حقيقية وملحة يستشعرها الفنان في نفسه وهنا يتمركز الصدق الفني . ولا ابالغ اذا قلت انها نوع من العلاج البصري والحسي الذي يحاتجه الفنان للخروج من مأزق فسيولوجي وسيكولوجي وجد نفسه فيه بحكم العمر . ولان الفنان, لا يريد الشعور بالعجز في أي من اجزاءه ومكوناته الذاتية "الجسدية والنفسية" . ولان العمر فرض على عاشور ان يكون اقل اندفاعا نحو المرأة جسدا وليس روحا, ولان روحه ظلت تواقة لجمال المرأة وخاصة جمالها الجسدي الذي رسخته الذائقة الجمالية لبيئته الطبيعية والانسانية بتقاليها وعاداتها , وعليه, وجد نفسه والحال هذه, اقل احتراقا واشتعالا بجسد المرأة من ذي قبل , فحاول من خلال اخطر ادواته في الحياة "وهو الفن" ان يستعيد اندفاعه ورغبته وشهوته اتجاه جسد المرأة . فاطلق العنان لتخيلاته "التي تقودها الرغبة" بتصوير المرأة باقوى المشاهد المختلفة عن الشكل الطبيعي للمرأة . المشاهد التي تنفخ الرماد عن جمرات الاشتهاء والشهوة وتعيد لها توقدها وحرارتها التي كان يستشعرها ايام شبابه, بل التي كان يحترق فيها . لذلك نراه في اعماله الاخيرة يندفع الى رسم اجزاء من جسد المرأة هي الاكثر اثارة كالردفين والفخذين ومنطقة الظهر التي يتأخر ظهور الشيخوخة عليها , انه يحاول استنهاض طاقاته الجسدية والنفسية من اجل الاستمرار بحياة الشباب التي كان يعيشها وطاقة الرسم التي كان يعمل بها. ولكنه بالمقابل لم يتخلَ عن الرموز والاشارات التي اعطت لاعماله الفنية هويتها الخاصة كالمربعات والرموز العراقية القديمة والالوان الباردة التي دأب على وشم او تزويق لوحاته بها , ناهيك عن الاستمرار برسم اشكاله النمطية واطرها التي يعبر من خلالها عن موضوعاته . وقد برزت في اعماله الاخيرة صورة "الورقة النباتية , "برتقالية اللون" التي تظهر دائما مع جسد المرأة . ويبدو انه يُشير بهذه الورقة التي تستر احيانا الاماكن الحساسة للمرأة وتسقط عنها احيانا لصالح مفصلا جسديا اقل اثارة تحت الورقة واكثر اثارة قريبا منها او بعيدا عنها . وهو يُشير بها الى شيئين الاول , كرمز للبدائية التي تثيره وتثير الجميع والتي تشكل اساس الفطرة, والثاني يُشير الى خريف العمر حين تتساقط الاوراق الاخيرة من عمر الانسان , وان لون الورقة البرتقالي يؤدي وظفتين الاولى هي انتهاء عمرها والثاني قوة لونها الذي يُعبر عن قوة الحياة . فيجمع في الورقة متناقضين , هذان المتناقضان هما حال الفنان التي هو عليها من عمر ناهز الخمسين وما ادراك ما الخمسين !؟ وحال الفنان ايضا وهو يرفض ما تفرضه عليه الخمسون عاما .



#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة في محافظة بابل بين احلام المبدعين وجفاء السياسيين
- درس في الصحافة لمن لا يحسن السياسة واخواتها
- هل يسدد - السياسي العراقي- كلفة انتاجه ... الى المال العام ! ...
- طريق الرفاق الى .. حكم العراق
- انا ام وجثتي
- في كتابه - مسلمة الحنفي ... قراءة في تاريخ محرّم -
- الثلاثي المُعاق العاق , لأِبوةِ العراق
- السعودية تبدأ حربها لتحرير اليمن السعيد
- -المواطن G -دراما عراقية مؤدلجة تنعى الواقع الجديد لصالح جها ...
- -فجر العالم- خطوة سينمائية جريئة لاستنطاق واقع عراقي اخرس طا ...
- الرياضة العراقية بين دكتاتورية الامس وفوضوية اليوم
- سوريا بين -الهلال الشيعي- -والمعتدلين العرب-
- بريشت رائد المسرح الالماني المعاصر
- آلهة اليمن السعيد غاضبة على الحوثيين
- صالح المطلك : البعثيون مظلومون في العراق
- لماذا العراق الدولة الاكثر اعداء !!؟؟
- العراق ... هل ثمة وطن باق !؟
- -مركز الرافدين للتدريب والمعلومات- . مدرسة لمحو اُمية الحاسو ...
- الديمقراطية في العراق .. صناعة مكلفة لبضاعة تالفة
- العراق لا يساوي شبرا مما أملك ... !


المزيد.....




- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...
- بعد ساعات من حضوره عزاء.. وفاة سليمان عيد تفجع الوسط الفني ا ...
- انهيار فنان مصري خلال جنازة سليمان عيد
- زمن النهاية.. كيف يتنبأ العلم التجريبي بانهيار المجتمعات؟


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي المسعودي - الفنان عماد عاشور ينفخ رماد السنين عن جمر الرغبات