حميد عقبي
الحوار المتمدن-العدد: 2903 - 2010 / 1 / 31 - 20:11
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
انا لا اتفق في الكثير مع اطروحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي و خصوصا تلك االقوانين التي تحد من الحرية مثل السيطرة الحكومية على الاعلام و سياسية العزل و التهميش للجاليات العربية و المسلمة في فرنسا و وصفة المقزز لابناء الضواحي و اخفاقاته المتعددة في انتشال الاقتصاد الفرنسي من الكساد و الغلاء ففي عهده زادت اسعار السلع الاساسية مثل الخبز و غيرها من المواد الضرورية بحيث اصبحت الحياة جحيما لا يطاق بسبب الغلاء الفاحس و نقص الدعم للمواطن و اهماله للمشاريع الثقافية و الفنية و دعمها و محاولة تقليص ميزانية التعليم و الضمان الاجتماعي و التامين الصحي و هي مصائب نعاني منها و يعاني منها كل فرنسي او مقيم بفرنسا و لم تجدي الاحتجاجات و المظاهرات كونه سن قوانين تحد من قوة و سيطرة النقابات العمالية و نتمنى الا يحالفه الحظ في رئاسة ثانية حتى لا تزيد الامور تعقيدا.
و مع ذلك فهو ناضل كثيرا من اجل منع البرقع على الارض الفرنسية و ينظر البعض لهذا الامر بانه قد يزيد نظرة العداء تجاه الاسلام و المسلمين و يقوي حجج التيارات المتعصبة و العنصرية التي تستثمر اي حدث من اجل التهويل و التخويف من شبح الاسلام الذي اصبح مرتبطا بالارهاب و العنف و الموت البشع, و لكن لو نظرنا بعقلانية لهذا الاجراء و هذا القانون فهو ينبهنا و يحضنا على سرعة الاندماج بالمجتمع الفرنسي بعيد عن التمسك بالقشور و المظاهر الكذابة و الزائفة و الشكلية في احد البرامج الوثائقية كشف لنا ان اغلب و مجموعة ليست بسيطة من الفتيات العربيات يعملن بالدعارة في فرنسا و جولة بسيطة في الشانزاليزية تجعلك تتصور ان العاهرات من اصل عربي يسيطرن على السوق .
امر مخزي و كلما تركب المترو تجد فئة من الشباب و الشابات العربيات يخالفون قواعد السلوك الاجتماعي من خلال شكل الملبس و التصرفات غير الحضارية مما يجعلك احيانا تتمنى ان لا تكون عربيا بسبب فضاعة و بشاعة السلوكيات المقززة مثل تدخين الحشيش في الاماكن العامة و السرقة و الدعارة و العهر و العنف و عدم احترام القوانين و السلوك الاجتماعي اضف لذلك العنف و احراق السيارات و و بيع الحشيش و المخدرات و مئات السلوكيات الغير حضارية.
هناك من العرب من اخذ مكانة الاجتماعي او السياسي و الاكاديمي و لكنهم قلة قليلة , بينما الغالبية هم فعلا عار على العروبة و الاسلام, و من حق فرنسا ان تسن قوانين رادعة لكبح جماح هذا العنف و للاسف الجمعيات و المؤسسات العربية لا تبذل جهد كبير في تطوير الفكر و الثقافة و السلوك الحضاري , و هناك جيل كبير يعاني من الانفصام فلا هو فرنسي و لا هو عربي و هي مشكلة حقيقية و جوهرية هي ربما المشكلة الاساسية التي تجعل الناس في كل الدول الاوروبية تسن قوانين صارمة بشاءن الهجرة و ترى من العرب و المسلمين عنصر خطير يهدد امنها و سلامتها و بدلا من تنمية ثقافة الكراهية و العنف من الواجب علينا البحث عن حلول لمشاكلنا و التقدم خطوات للاندماج بهذه المجتمعات و المشاركة الفعالة و الايجابية في العمل و البناء و ليس فقط استغلال المساعدات الاجتماعية و الصحية و البقاء على هامش هذه المجتمعات .
البرقع ليس لباس شرعي حسب النقاشات الفقهية و هناك اختلافات على شرعية الحجاب بشكل عام هل كان خصوصية لامهات المومنين ام انه تشريع ملزم لكل مسلمة, و قانون تحريم البرقع بفرنسا لا يعني قانون لتشجيع التعري و السفاح و المتفرج لبنات العرب او الفرنسيات من اصول عربية في فرنسا سيجد غالبية لا باس بها اكثر تبرجا و اقل حشمة من الفرنسيات, و يصاب المرء بالذهول و الفزع للسلوكيات المقززة و تجد احيانا فتيات في الرابعة عشر من اعمارهن صايعات يبحثن عن المتعة و خصوصا مع الذكور السود فهي موضة جديدة و هي دلالة على النقص و هن بذلك يحاولن لفت الانتباه و ربما يكون الاب موجود بالجامع و الفتاة الابنة تجوب الشوارع على حل شعرها كما نقول في المثل , و الترابط الاسري جدا ضعيف و هزيل و هناك امراض اجتماعية و نفسية يعاني منها الجيل العربي الحالي و خصوصا الشباب و الشابات و هذه هي المشلكة الحقيقية التي يجب ان نبحث لها عن حل و ليس مسالة البرقع كونه لباس يمكنه ان يزيد من العزلة الاجتماعية و هو عائق للتواصل الحضاري و الانساني .
لعل هذا القانون ان تم اقراره من جميع الغرف القانونية قد يكون مصدر خير و ينبهنا للمشاكل الحقيقية و يحثنا للبحث عن حلول جيدة و للخروج من المازق الحالي و هو ضياع الجيل العربي بفرنسا و عدد من الدول الاوروبية, الاسلام ليس لحية و ثوب ابيض قصير و برقع الاسلام علم و حياة و رحمة و انسانية و حضارة و مشاركة مع الاخرين فهو دين الوسطية و التقدم و الانسانية و ليس دين التخلف و العنف و الارهاب و الشكليات .
ساحكي لكم قصة قصيرة جدا من حياتي الخاصة كانت لدي صديقة تاتي لزيارتي بالمنزل و لاحظت اني كلما اذهب للحمام عزكم الله, احمل قنينية ماء و سالتني ماذا تفعل بهذه القنينية? فاخبرتها بضرورة غسل الموخرة بعد قضاء الحاجة و قامت بتجربة هذا الاجراء? و بعدها شكرتني كثيرا لهذه المعلومة و قالت لي كنت اعاني دائما من بعض الملخفات على سروالي الداخلي و الان اكتشفت السر و رغم انه عربية و مسلمة الا انها لا تعرف ان هذا الاجراء في منهجنا يندرج تحت بند الطهارة اي النظافة, و بعد تطبيقها لهذه العلمية اخبرتني انها تحس بالراحة جدا و انها كانت تجهل هذا الامر, و ربطتني علاقة بصديقة فرنسية اعتنقت الاسلام و كنت اعلمها اللغة العربية و طلبت مني ان اعلمها بعض الشعائر الدينية و كانت كلما اخبرها بموضوع تشعر انها كانت تجهل الاسلام تماما و هناك احصائيات تقول بان عدد كبير من الفرنسيين يدخلون الاسلام و لكن للاسف لا يجدون مؤسسات اسلامية تقدم الاسلام بشكلة الحضاري و الانساني و بعضهم يعود لدينه او يصبح علمانيا و يظل الاسلام دين مجرد دين يدل على وحدانية الله لا اكثر و لا اقل.
#حميد_عقبي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟