أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - اجتثاث البعث ام اجتثاث البعثيين؟














المزيد.....

اجتثاث البعث ام اجتثاث البعثيين؟


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 2903 - 2010 / 1 / 31 - 19:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتتبع للتحضيرات الانتخابية الجارية اليوم على قدم وساق في العراق لابد ان يلحظ وجود البعث في مسميات عدة، وقوائم لم تشملها اجراءات المساءلة والعدالة، او اجتثاث البعث، او حتى القضاء.
فهل كان قرار اجتثاث البعث مجرد نزوة انتقامية، كرد فعل على الجرائم الكثيرة التي ارتكبت في فترة حكم وصفت بانها اجرامية؟ ام كان نتيجة لدراسة علمية واعية استهدفت غسل الجسد العراقي من سموم الافكار النازية المتطرفة التي لا تؤمن بقيم المساواة والعدالة الاجتماعية؟
التركيز على معاقبة الاشخاص المتورطين بالجرائم من رموز الحقبة السابقة، وبهذه الصورة الاستعراضية اعطى انطباعا ساد في ما بعد وهو ان المطالبة بالاجتثاث لم تكن سوى ردة فعل غريزية لمعاقبة حقبة سابقة (دموية) من تاريخ العراق، ولم تكن مشروعا علميا متكاملا لرسم ملامح مستقبل عراقي خالي من التمييز العرقي والقبلي والطائفي والمناطقي التي كرسها الحزب المنحل في عقود حكمه.
والتركيز على معاقبة الاشخاص فقط، على غرار ابعاد صالح المطلك ورهطة سوف يفتح المجال لبروز وجوه بعثية شابة لم تكن متورطة في جرائم ما قبل 2003، الا انها تحمل فكرا نازيا شوفينيا عسكريتاريا اكثر تدميرا واكثر خطورة على مستقبل العراق، وهي غير مشمولة باجراءات اجتثاث البعث مما يوفر لهذا الحزب، ولافكارة النيونازية، الاجواء لاعادة التنظيم بمسميات جديدة، وثم نشر خطر الانقلابات وعودة القمع والحروب والدمار الاقتصادي والاجتماعي الى سابق عهده، دون ان تحد القوانين الحالية من حرية حركته.
تجارب الشعوب التي خضعت في فترة من تاريخها الحديث لحكومات نازية وفاشية (وفي اوربا الغربية على وجه الخصوص)، ونجحت في الحد من خطورتها تشير الى ان اجتثاث الفكر الداعي لسيطرة تلك القيم اللاانسانية هو اكثر نجاحا من التركيز على الاشخاص.
فالمتورطون بالجرائم يحالون الى القضاء، وقد تشملهم اجراءات العفو، او ضرورات المصالحة الوطنية، وربما تنقذهم انحداراتهم العشائرية ونفوذ دول الجوار. ولكن الفكر التمييزي الاقصائي الذي يؤمن بضرورة سيطرة عرق على اخر، او قبيلة على اخرى، او طائفة على ثانية، او منطقة جغرافية على اخرى، الفكر الذي يحمل في نواته بذرة الانقسامات الاجتماعية يجب ان يستبعد عن الحياة السياسية تحت اي مسمى كان باي شكل او هيكلية تنظيمية كانت.
قرار اجتثاث البعث بدأ بخطوة واثقة، لاجتثاث الفكر المتطرف بكل مسمياته، لكنه انحرف لسببين:
التركيز على اجتثاث الاشخاص (البعثيين) يحقق مكاسبا انتخابية للبعض، والكل في هذه الايام يتدافع مع الكل من اجل ضمان مركز او وزارة او كرسي برلماني.
وثانيا ان الحكومة نفسها، اليوم، تمارس في الكثير من سياساتها نمطا من التمييز المناطقي والعرقي والقبلي، وحتى الطائفي، واجتثاث هذه الافكار يضر بشكل واخر احزابها الحاكمة.
لهذا فان اجتثاث البعثيين وليس البعث يشكل خطورة اكبر من خطورة البعث نفسه، وما لم يعاد النظر في هذا القرار، فان العراق لن يعرف الاستقرار.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمفونية جديدة للمالكي
- بئر الفكة النفطي ... من المستفيد ومن الخاسر من الازمة؟
- هل الاسلام يشجع على الجريمة ام الاسلامي السياسي متوحش?
- الحوثيون خونة ام ضحايا ام مجرد ظاهرة؟
- محارب لله ورسوله لانه كردي.. فاعدم
- المشكلة الكردية خنجر في خاصرة العراق
- كيف سيوظف المالكي التفجيرات الاخيرة في حملته الانتخابية
- كردستان لقمة اكبر من فم العراق
- التجربة الفاشلة لضم اليمن الجنوبي، هل ستنتهي قريبا؟
- مذابح التاميل مرت بصمت
- شعب التاميل هل يستحق الحياة؟
- اية قرانية تدعو لقتل الاكراد
- امريكا، الشيطان والرحمن في جسد واحد
- عبد المحي البصام لم يتغير
- عراق يبحث عن مشاكل، مع العمال الكردستاني هذه المرة
- هل العراق دولة عنصرية؟
- هل فشل المالكي في اعادة تسويق البعث؟
- صلح المالكي، حيرة بين امرين
- لماذا التعتيم على محكمة الكرد الفيلية
- يوم المرأة: لا للتمتع الجنسي مع الرضيعة


المزيد.....




- حاكم مصرف لبنان بالإنابة: نحن أمام مفترق طرق
- -تهديدات تثير القلق-... قضية مارين لوبان تفجر نقاشا سياسيا س ...
- الجيش الإسرائيلي يحقق في زيارة حاخامين قرية سورية دون تصريح ...
- نوفوستي: الولايات المتحدة تهدد باستخدام سلاحها الرئيسي وروسي ...
- حكم الاستئناف في قضية لوبن قد يصدر قبل الانتخابات الرئاسية
- قد يطرح في الصيدليات هذا العام.. القنب أساس دواء مسكن للآلام ...
- حظر ممارسة للجنس.. مدرب كرة ألماني يشارك أسرار غريبة عن حيات ...
- الدفاع الروسية تعلن استمرار تقدم قواتها وتكبيد العدو خسائر ف ...
- اكتشاف آثار فيضانات هائلة قديمة في غرب أوروبا
- صحة غزة تنشر حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - اجتثاث البعث ام اجتثاث البعثيين؟