أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر الناصري - كرة القدم من السجود الى رفع المصاحف














المزيد.....

كرة القدم من السجود الى رفع المصاحف


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2903 - 2010 / 1 / 31 - 08:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حين تحدث حسن شحاته مدرب المنتخب القومي المصري في برنامج البيت بيتك مع الاعلامي محمود سعد في القناة الفضائية المصرية في عام 2008 وبعد فوز فريقه بكأس القارة الافريقية ،عن مواصفات اللاعبين الذين يفضلهم للأنضمام الى المنتخب ، لم أصدق إن ما أسمعه ، في حينها ،هو حديث مدرب منتخب معروف وحائز على بطولات كثيرة وخصوصا الكأس الافريقية ، منتخب يمثل أكثر من 80 مليون أنسان وفيه طاقات كثيرة . ما قاله حسن شحاتة وقتها أنه يفضل اللاعب المتدين والمؤمن ،الذي يؤدي الصلاة في أوقاتها ويحافظ على صلاة الجماعة مع المنتخب عند المشاركة في البطولات . لم اصدق ذلك وقلت إن المعَلم لايصل هذه الدرجة من العنصرية ضد غير المسلمين أو ضد من لايمارسون الطقوس الدينية والعبادية ، ربما قالها وقتها بسبب نشوة الفرح بالفوز وتماشيا مع التكريم او الحفاوة التي قوبل بها المنتخب المصري ومدربه على الرغم من أن ممارسات بعض اللاعبين وسجودهم ودعائهم المتواصل ، إن كانوا في الدفاع أو الهجوم أو في حراسة المرمى او على دكة الاحتياط وخصوصا ممارسات ابو تريكة التي كانت تشير الى وجود درجة مرتفعة من التدين وقد توجها هذا اللاعب وأوصل هذا التدين الى ذروته حين قاطع الحفلة التي اقيمت على شرف المنتخب القومي المصري بعد حصوله على كأس أفريقا في العام المذكور أي 2008 لا لسبب معين ولكن لان فنانة أنيقة ورقيقة وحساسة كنانسي عجرم قد أعتلت المسرح لتغني وتشارك المصريين افراحهم ،اذ ترك مكان الحفل على الرغم من أن الأغنية الأولى كانت تخص مصر وتحتفي بمنتخبها الفائز . الموسيقى والغناء حرام هذا ما اراد أبو تريكة ان يوصله لزملائه اللاعبين أو لجمهور مشجعيه .

بالتأكيد ان التعبير عن الفرح الذي يبديه محمد زيدان على سبيل المثال عند تسجيله هدف ما يختلف تماما عن كل ما يفعله زملائه عندما يسجل أحدهم هدفا ، إذ يخلع فردة حذائه ويرقصها في يده في تقليد يخصه وحده كما يفعل أكثر اللاعبين في العالم فكل واحد يعبر عن فرحته بحركة ما تثير الاهتمام ، لذلك فإن هذا اللاعب دائما ما يكون في مواجهة المشاكل و يثير حفيظة مدرب المنتخب المصري ، حسن شحاته الذي اقصى اللاعب الماهر أحمد حسام الشهير بميدو من اللعب مع المنتخب لعدم التزامه الديني أو قبوله بشروط شحاته . وهذا على عكس الكثير من اللاعبين المصريين الذي يكون تعبيرهم عن الفرح ايمانيا خلوصيا وبخشوع لافت للأنتباه ولابأس ان ترافقه الدموع . سجود ودعاء وبكاء متواصل ورفع الاكف والايدي باتجاه السماء اشارة الى أنه هدف الهي وإن النصر سيكون كذلك . هي معركة إذن ولابد من أن يكون الله حاضرا فيها بكل قوته ..لقد أستحق المنتخب المصري وعن جدارة لقب فريق الساجدين .

المباراة الأخيرة للمنتخب القومي المصري مع الجزائر كانت علامة فارقة ومقلقة في مسار الرياضة وخصوصا كرة القدم ، إذ إن ما حدث يكشف أن هذه الرياضة الشعبية والجميلة تواجه خطر الانزلاق الى ان تكون ساحة حرب دينية و ساحة للدعاة الاسلاميين . لم يكتفي المصريون بالسجود الجماعي والدعوات للالهة عقب أنتهاء مباراتهم مع المنتخب الجزائري، بل سارع أحد مساعدي المدرب لرفع مصحفه في مواجهة الكامرة والاشارة اليه باصبعه ، ربما ليقول إن الفوز على الجزائر جاء من هنا أو أن الله وعبر كتابه كان معنا . لايختلف من رفع المصحف في نهاية مباراة لكرة القدم معبرا عن ايمانه وأسلاميته وإن اللاعبين هم مجموعة من المؤمنين الذين آزرهم الله فاستحقوا الفوز العظيم ، عن الاسلاميين الذين يرفعون المصاحف في كل مناسبة تعبيرا عن هويتهم الدينية في التظاهرات أو السجون أو ساحات الجهاد المقدس أو حين يفجرون أجسادهم المفخخة وسط الايرياء .

من المؤكد ان ممارسة كهذه لم تأتي من فراغ فكل المؤشرات والأحصائيات تقول ان نسبة المتدينين في مصر عالية جدا وتصل الى النسبة القصوى 100 بالمئة وإن ما يقوم به اللاعبين يأتي تماشيا مع درجة التدين السائدة وحملات أسلمة المجتمع المصري التي تجري بوتيرة متصاعدة من قبل الاحزاب والتيارات الأسلامية وكذلك تماشيا مع الضغط الأعلامي وخصوصا الحكومي الذي لم يتوقف لحظة عن تذكير اللاعبين ان الله معهم وإن النصر سيكون ( من عند ربنا) ..

ما لم يتم التدخل من قبل جهات معنية بشؤون الرياضة على الصعيد الدولي لوضع حد لممارسة الشعائر والطقوس الدينية أي كانت ،أسلامية ام مسيحية أم يهودية أو اي شيء آخر ، فان علينا ان لانفاجىء بدخول اللاعبين يحملون مصاحفهم وأناجيلهم وكتبهم المقدسة الأخرى..!!! بايديهم ويعلنونها حرب دينية جديدة في ساحات وجدت لممارسة لعبة أخترعها البشر للتسلية والترفيه عن النفس بعد ان تم ايصال هذه الحرب في المجالات الاخرى الى مديات محفوفة بالمخاطر.



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوامش على معلقة معد فياض
- مآزق العراق ..قرارات هيئة المساءلة والعدالة نموذجاً
- ثورة عراقية زرقاء عبر الفيس بوك
- صدور كتاب فني عن الراحل كامل شياع
- في الاستنساخ والتناسخ الدكتاتوري
- الإنتخابات الإيرانية ...قراءة في مشهد مخادع
- من أين لك كل هذه اللغة الحاقدة : يا خالد سلطان السلطان ..؟؟؟ ...
- خديعة أوباما
- من الذات الألهية الى الذات الأميرية.. ذوات تتضخم وقهر يدوم
- الشيوعيون لم يفشلوا وحدهم.. لقد فشل الجميع
- ما الذي تبقى من حزب فهد..؟
- المراجع العظام وسقوط قناع الحياد
- ماذا يعني أن تكون في هيئة تحرير الحوار المتمدن؟
- جديد السعودية ...حملة الرفق بالإنسان...!!!!
- يا سيادة الرئيس ، هذه دروس لاقدرة لنا على تحملها ...!
- لقد عاد.. كشاهد وليس كشبح ..عن صورة ماركس في غلاف ملحق جريدة ...
- الاعدام عقوبة وجريمة وحشية ياوزارة حقوق الانسان في العراق
- ما لايفهم في تصريحات أشاوس البرلمان العراقي حول حقوق الاقليا ...
- لكي لا تتحول فتاوى حراس الشريعة إلى قيود تكبل آمالنا
- كلكم من طينة واحدة ، يا قرضاوي!


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر الناصري - كرة القدم من السجود الى رفع المصاحف