أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - زكي رضا - السيد بهاء الاعرجي أصبت ورب الكعبة














المزيد.....

السيد بهاء الاعرجي أصبت ورب الكعبة


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 2903 - 2010 / 1 / 31 - 08:15
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


الصدفة والمصادفة في اللغة معناهما حدوث الشيء اتفاقا ، يقال صادف فلان فلانا اي لقيه ، ويقال تصادف وجود فلان اي اتفق وجوده . والصدفة قد تكون سببا للنجاح او للفشل او حتى الموت ، استنادا الى زمان ومكان حدوثها . فالصدفة وحدها جعلت ارخميدس ان يصرخ وجدتها ، ليكتشف قانون الطفو وكثافة الاجسام . والصدفة وحدها جعلت نيوتن ، ان يكتشف قانون الجاذبية . والصدفة وحدها كانت سببا في موت العشرات من الابرياء ، عندما خطف تنظيم القاعدة الارهابي الطائرة التي كانوا على متنها ، ليفجروها في برج مركز التجارة العالمي . والصدفة لا تحدث عادة الا نادرا والا لما كانت صدفة .

وفي عالم السياسة هناك العديد من الذين احتلوا مراكز سياسية غاية في الاهمية ، او اصبحوا من المتحكمين بالقرار السياسي في بلدانهم ، من الذين لم يحتلوا تلك المراكز لكفاءتهم بل بالصدفة . وأشهرهم هو الامريكي وليم روجرز ، الدارس للقانون والذي نجا من الموت في الحرب بالصدفة . ووصل الى منصبه بالصدفة ، بعد ان لعب الغولف مع نكسون . الذي ادخله الى عالم السياسة كوزير للعدل عند ايزنهاور ، قبل ان يكون وزيرا للخارجية عند نيكسون نفسه . اما على الصعيد العراقي ، فهناك مسؤولين كثر وصلوا الى مناصبهم بالصدفة ، نتيجة للعلاقات الطائفية أو القومية أو العائلية او المناطقية . الا ان ما يميز سياسيو الصدفة في الغرب ، عن سياسيي الصدفة في العراق الطائفي تحديدا امرين . اولهما ان الحكومات في الغرب تحيط سياسييها ، بفرق عمل ومستشارين على مستوى عال من الحنكة السياسية والكفاءة . ومن مختلف الاختصاصات من ذوي الكفاءات الحقيقية ( غير المزورة ) ، كأساتذة الجامعات والاختصاصيين وكل حسب اختصاصه . او من اعضاء احزابهم العاملين معهم لسنوات طوال في الحقل السياسي . عكس سياسيينا الذين لا يضم جيش مستشاريهم ، ايا من ذوي الخبرة والكفاءة الا ما ندر ، وهذا ينطبق حتى على السياسي الذي لم يصل الى منصبه بالصدفة (على قلتهم) في عراقنا الطائفي . اذ نستطيع ان نرى جيش المستشارين حوله ، لا يخرج عن دائرة الزوج والزوجة ، والابناء والاخوة والنسيب والعديل وابناء العم . وهؤلاء ليسوا بالضرورة من القادرين على تقديم النصح والمشورة للسياسي ، كي يساعدوه على تجاوز الازمات بما يخدم بلدنا وشعبنا وخصوصا في ظروفنا الراهنة . اما السبب الثاني فأن الصدفة في الغرب هي صدفة حقيقية ، لذا نرى ان اعداد الساسة الصدفة تعد على عدد اصابع اليد الواحدة او اليدين في اسوأ الحالات . اما في عراقنا الطائفي فأن سياسيو الصدفة ، اصبحوا ظاهرة منتشرة في جميع مرافق الدولة دون استثناء . واذا كانت الحكومات في الغرب تحيط وزرائها ومسؤوليها بمستشارين حقيقيين ، فأن الحكومة الطائفية في العراق لا تستطيع ان تفعل الشيء نفسه ، لانها اي الحكومة هي اصلا حكومة صدفة .

والصدفة عندنا في العراق صدفة قاتلة ، كما الطائرة التي اختطفها ارهابيو القاعدة ليفجروها بالابرياء في الحادي عشر من ايلول 2001 . فالعراق كبلد وشعب تم اختطافه من قبل الاسلام السياسي بطريقة ( شرعية ) ، بعد ان ورثوا حطام دولة ( خطفها البعث الساقط بشرعية الانقلاب عام 1963 ) ، دمرها فكر شوفيني فاشي . وليزيد سياسيو الصدفة الجدد ، دمارها بفكر ديني فاشي وظلامي ، معاد لكل ما هو انساني ولكل ما هو منير ومشرق في هذه الحياة . ان سياسيو الصدفة في الحكومة والبرلمان ومستشاريهم ، هم المسؤولين عن كل الجرائم التي مر بها بلدنا بعد التاسع من نيسان 2003 وليومنا هذا ، نتيجة اصرارهم على تبني نهج الطائفية كقاعدة للحكم في العراق ، ولعدم كفاءتهم في معالجة القضايا والمشاكل التي مر ويمر بها البلد .

لذا فأن ما قاله السيد بهاء الاعرجي ، النائب في برلمان الصدفة عن التيار الصدري . في لقاء ضمه والسيد مثال الالوسي النائب عن حزب الامة ، في برنامج استضافتهما فيه قناة الشرقية الفضائية بعد ( غزوة الفنادق ) .والتي قال فيه ان احد اهم اسباب تلكؤ العملية السياسية في العراق ، هو عدم كفاءة الساسة العراقيين في ادارة شؤون الدولة والبرلمان ، لانهم وصلوا الى مناصبهم بالصدفة لهو كلام واقعي . ولم يتوقف السيد الاعرجي عند هذا الحد فقط ، بل استمر ليقول ، ان مشاكل البلد سببها المحاصصة الطائفية ، والتي لولاها ( اي المحاصصة ) لم يكن بهاء الاعرجي عضوا في البرلمان العراقي . وهنا لا يسعني الا ان اقول له أصبت يا بهاء ورب الكعبة .

الدنمارك
30 / 1 / 2010



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصريحات المفوضية العليا (المستقلة) للأنتخابات منحازة
- البعثيون بين الانتشار والتبخر
- قتلة الامام الحسين (ع) بالامس هم انفسهم قتلة العراق اليوم
- قليلا من الكرامة قليلا من الحياء يا دعاة المحاصصة
- لبيك اللهم لبيك .. سرقنا العراق وجئنا اليك
- دردشة مع السيد رئيس الوزراء
- قراءة في قانون برلمان المحافظات العراقية
- ما اشبه اليوم بالبارحة يا ملا عبود
- قيامة بغداد وسياسة صنع الغباء
- القائمة المغلقة والكيس بدينار
- أشعر بالفخر .. اشعر بالزهو ..لانني شيوعي
- الى السيدة ميسون الدملوجي .. يا ليتنا لو كنت كردية فيلية
- لافتة شارع المتنبي ثانية
- أيها الشيوعيون العراقيون ، من اين حشرت عليكم البهائم اليوم ؟
- نواب البرلمان العراقي صاموط لاموط
- رجال دين ام وعاظ سلاطين


المزيد.....




- حاكم مصرف لبنان بالإنابة: نحن أمام مفترق طرق
- -تهديدات تثير القلق-... قضية مارين لوبان تفجر نقاشا سياسيا س ...
- الجيش الإسرائيلي يحقق في زيارة حاخامين قرية سورية دون تصريح ...
- نوفوستي: الولايات المتحدة تهدد باستخدام سلاحها الرئيسي وروسي ...
- حكم الاستئناف في قضية لوبن قد يصدر قبل الانتخابات الرئاسية
- قد يطرح في الصيدليات هذا العام.. القنب أساس دواء مسكن للآلام ...
- حظر ممارسة للجنس.. مدرب كرة ألماني يشارك أسرار غريبة عن حيات ...
- الدفاع الروسية تعلن استمرار تقدم قواتها وتكبيد العدو خسائر ف ...
- اكتشاف آثار فيضانات هائلة قديمة في غرب أوروبا
- صحة غزة تنشر حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - زكي رضا - السيد بهاء الاعرجي أصبت ورب الكعبة