أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سوادي العتابي - تأملات في تراتيل انثى الحلقة 3














المزيد.....

تأملات في تراتيل انثى الحلقة 3


محمد سوادي العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 2904 - 2010 / 2 / 1 - 00:41
المحور: الادب والفن
    


يختلف الشعر الحر عن شعر التفعيلة بكونه يعتمد على إيقاع داخلي يتبع الأفكار المطروحة فيه لذا وجدنا الشعراء خاصة في الحر يتركون الوزن نهائيا ويعتمدون على الأفكار وهذا من الخلط أكيدا فالشعر الحر وان كان تعبيرا عن أفكار إلا لن الإيقاع الداخلي مطلوب في الشعر عموما خاصة الإيقاع الداخلي .. وهذا الإيقاع يختلف عما يسمى بشعر التفعيلة حيث إن الأخير يجب إن يعتمد على نظام وزني خاص وإلا لم يكن شعرا ...
إننا نفرق بين ما يسمى خاطرة وبين ما يسمى شعرا ، وهذا ما لمسناه من البعض حيث اخذ المعنى اللغوي لكلمة الشعر وأطلق عن كل ما يقوله ويتلفظ به شعرا حتى مع عدم وجود الإيقاع الداخلي وبهذا ضاعت الخواطر عند أفراد عاجزين وهمهم الوحيد إن يطلقوا على أنفسهم ( شاعر ) .
إذن هل استطاعت الشاعرة إن تجعل في قصائدها إيقاعا داخليا بعد إن استغنت عن القافية ولم تجعل لها النصيب الأوفى ، لنأخذ عددا من المقاطع ونرى ما فيها من إيقاع :
القصيدة الأولى : (( اختناقات ))
يقتُلُني الليل
مفتعلن فاع
حين تحرقني الذكريات
فاعلن فعلن فاعلان
أنطفأ
فاعلن
و تقصمَني الأمنيات
مفاعلتن فاعلان
فيرتلني الوجع
فعلن فعلن فعو
مدناً خاويةً
فعلن فاعلن
أتعبتها إختناقاتُ الأحلام
فاعلاتن فاعلن فع لن فع لان
و تشتتْ أعماقي فيك
فعلن فع لن فع لن فاع

قلنا إن الشعر الحر يعتمد في إيقاعه الداخلي على ما هو مطروح من أفكار وفي هذه القصيدة تلمس بوضوح وجود الإيقاع صريحا حيث يغلب على هذه القصيدة إيقاع بحر المتدارك بإضافة بعض اللمسات الوزنية عليه ولكنه احتفظ بالإيقاع الرئيسي وبالرغم من رقي المعنى لم تنجرف الشاعرة إلى التخلي عن هذا الإيقاع بل وإضافة فيه نوع من التقفية زاد المعنى جمالا
القصيدة السادسة : (( أماني ))
تؤرجِحُني في تلابيب قلبك
مفاعلتن فاعلن فاعلاتن
وترسمني قطرات ندى
مفاعلتن فعلن فعلن
ثمَّ تحملُني وفراشاتك
فاعلن فعلن فعلن فع لن
صوب الحقول
فع لن فعول
لتغرسنا
مفاعلتن
ينابيع ضوء
فعولن فعول
يعابث لغبي
مفاعل فعلن
ويغازل جراحي
فعلن فعلتن
ونزفي
فعولن
وتقول أكون أو لا أكون
فعلن فعلن فعو فاعلان

نلاحظ أن الإيقاع الداخلي لهذه القصيدة لم يأت على وتيرة واحدة كما في قصيدة (( اختناقات )) بل نشاهد تنقلات إيقاعية فرضها انتقال الشاعرة بين عدد من الافكار التي تكاد تكون متنوعة النسيج ...
فقد شاهدنا مزيجا من التفعيلات مختلطة بين المتدارك والمتقارب ولكن في قولها (( يعابث لغبي )) شاهدنا ان الايقاع قد انقطع حيث جاءت الشاعرة بخمسة حركات وهو الامر الذي جعله نثرا خالصا ، واذا كان هناك تساؤلا من المعجبين بشعر النثر فأقول لهم ان الاصل النقدي الذي ابتنيه في تاملاتي قائم على ابعاد شعر النثر من كونه شعرا لان الشعر عندي اما ان يكون ذو شطرين مقفى باي نوع من التقفية ( مثلثات / مربعات / مخمسات ) ا وان يكون قائما على التفعيلة مقفاة فقط لان شعر التفعيلة اذا لم يكن مقفى يكون مجرد سرد او هو ما يصطلحون عليه ( بندا ) وهو احد انواع النثر باتفاق الجميع وعندي ايضا ان الشعر الحر يجب ان يكون فيه ايقاع داخلي فان فقد الايقاع نهائيا فهو ليس بشعر .
فاقول : ان قصيدة (( اماني )) كان فيها ايقاع داخلي الا في قولها ( يعابث لغبي ) فان الايقاع قد اختل ولكنها استعادت هذا الايقاع بما بعده من المقاطع .
القصيدة (( 27 )) : (( تميمة )) .
كنت تخبئني تميمة
مفتعلن فعلن فعولن
لتتعوذ من مثار الدمع
فعلتن فعلن فعولن فعو
حين يستظلك غيابي
فاعلن فعول فعلاتن
أو يتشحك غبار النسيان
مستفعل فعلتن فعولن فعول
أو حين يربكك
مستفعلن فعو
عشب ضلالتك
مفتعلن فعو
ومن ذاكرتي العاثرة
فعولن فعلن فاعلن
يمرقني خيال أحلامي الجريح
فعلتن مفاعلن مستفعلان
فأتهاوى مقصومة الثبج
فعلتن فع لن فاعلن فعو
وبَطُل سحر التميمة
فعلت مستفعلاتن

إن هناك نوعا من الانتقال الايقاعي في مقاطع هذه القصيدة ففي المقاع الاولى نجد إن الإيقاع كان مزيجا من المتقارب والمتدارك ثم انتقلت الى التسارع بايقاع رجزي ورغم بعض الطفرات النثرية التي دخلت في القصيدة إلا انها حافظت على ايقاعها ولم تغرق في النثر ... واحب إن اضيف شيئا مهما حاصله إن الشعراء عندما يرتقون في صب افكارهم تصعب عليهم السيطرة على الإيقاع الداخلي وربما فقدوه نهائيا كما هو حال من يطلق على النثر اسم الشعر ولكن شاعرتنا استطاعت بحسها إن تسيطر على هذا الإيقاع بالرغم من سمو افكارها والتي من الصعوبة معها السيطرة على هذا الإيقاع .

وعلى كل حال فلو راجعت جميع القصائد في هذا الديوان لوجدت إن الإيقاع الداخلي موجود وهو شيء تمتاز به فاطمة الفلاحي في هذا الديوان بل لقد تألقت فيه .
ولولا الاطالة لاخذنا جميع القصائد إلا إن في ما ذكرناه كفاية .



#محمد_سوادي_العتابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات في تراتيل أنثى الحلقة 2
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 1
- لا تسكبي قهوتك بل اسكبي دموعي
- العودة من بعيد في خارطة عشق
- اذوب صدى في بسماتك
- اترك بلدي يا ملعون
- بين جوانحي .. تتساقط الاوراق
- حادثة الزوية .. وضعتهم في الزوية
- نسبة النجاح .. جيدة !!


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سوادي العتابي - تأملات في تراتيل انثى الحلقة 3