|
تعالوا لأخبركم عن العرب : (3)
لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان
(Lama Muhammad)
الحوار المتمدن-العدد: 2902 - 2010 / 1 / 29 - 11:31
المحور:
الادب والفن
(عندما تكف عن الحلم..تكف عن الحياة .) مالكوم فوربس
لم تكن قصة (الأميرة و الضفدع ) حكايتي المفضلة و حسب، بل كانت بداية تعريفي للحلم، و سببا جعلني أحب الحياة . كانت أمي تحكيها لي كل يوم تقريبا قبل النوم، و تظل تعيدها و تعيدها حتّى أغفو..مستخدمة كلماتها السحريّة لتصف لي لون فستاني الأبيض، و خصلات شعري السوداء الدائرية التي تنط على وجه الضفدع قبل أن أقبله و ..(هوب) .. يتصيّر أميرا . كنت أنام على وقع النقيق والتقبيل لسنوات أميّة، و كم كانت تعاستي كبيرة عندما تعلمت القراءة و اكتشفت وجود أميرة حقيقية بشعر أشقر مسترسل لا يشبه شعري مطلقا، و عينين زرقاوين بعيدتين كل البعد عن تربة عينيّ .. تقبل ضفدع أحلامي الأخضر .
تعيسة هي لحظة إنطفاء الحلم ، و لكنّها تمنح القوة لأنها ..ليست مميتة ... **********
تتباين الأحلام بين البشر ، لذلك يتباين البشر .
يشكل الحلم و الخيال و الأماني الغذاء الروحي للإنسانية ، و ميزة أساسية ترقى بالإنسان عن سائر الموجودات الأرضية و الفضائية . و ليس الحلم بالزواج من أمير بالنسبة للكثيرات بحلم طفولي، بل لعله الحلم الوحيد الذي بقي بعد سياسة: (ممنوع دخول الحلم و الرفض ) و التي دخلت مدارس المنطقة العربية من أوسع أبوابها، تاركة للسجون الحق الوحيد في احتواء البقية الباقية من أحلام متهشمة .
إن تحطم الحلم أو انكسار الأمنيّة يتسبب في تقويض نفسي مدمر تبدأ تبعاته بالظهور منذ لحظة الإيحاء بالهدم ، و لا تتوقف مطلقا حتى تترك الشخص بقايا إنسان . **********
نحن ( كلنّا )شعوب قتلها اليأس .
تعد كلمة الحلم كلمة منسيّة عند غالبية سكان المنطقة العربية، ينسون وجودها ، و يسخرون منها . فمع كون الحلم غير مكلف من الناحية النظريّة مثل أشعة الشمس ، و الهواء النظيف ، إلا أنّ سكان العشوائيات و الأبنية المخالفة لا يهتمون بهذه الكماليات .
و الحقيقة أن مجرد السكن في غرفة عشوائية أو مخالفة يشكل بحد ذاته حلما (مهددا).
أي يصبح حلم (غالبية) سكان المنطقة العربية غرفة ، ثم قد يتطور الحلم إلى زوجة ، ثم يتطور أكثر إلى طفل ...و عندما يصبح الحلم ناضجا و يصل لمستوى الحرية ، يكون العمر قد ولّى و يحمله صاحبه معه إلى الرفيق الأعلى .
أما أحلام الطبقة المتوسطة ، فهي أيضا برسم السقوط لأنّ الطبقة المتوسطة ذاتها برسم السقوط .أي أن أحلامها -كطبقة تنقرض - ستتعرض للإهمال .
و لن أتكلم عن الطبقة الغنية و التي لا تحتاج للحلم مطلقا، و لا هو يحتاجها . **********
يجب أن نكون من المنطق و التكيّف بحيث لا نتوقع تطور منطقة لا خطط تطويريّة لديها ، لأنها و ببساطة مصادرة الأحلام .
(يفتح )الأمريكي و الأوروبي عينيه على حق الحلم، حق الكلام، حق الرفض، حق الحب، و حق الحياة ... بينما( يغلق) ساكن المنطقة العربية عينيه على حلم ضئيل جائع (حد الجوع )غالبا و جائع للحب(فقط) في أحسن الأحوال . يخاف أخونا في الإنسانية هذا إن هو فتح عينيه من افتضاح أمره ، و كشف ستر حلمه !
الحلم في المنطقة العربية يحتاج لمئات من رجال الدين و الأمن.. يحتاج لختم صلاحية من كتب التاريخ، و إلى هراء آخر من عملاء المكان و سادته . **********
كم هوالفرق كبير بين قصة تحكى لطفلة قبل النوم ، و بين أحلام مقتولة لشباب مسروق...
كم هي الهوة ساحقة بين أساطير العيون الزرقاء، و بين خرافات العيون السوداء ... **********
لكل منّا مدينته الفاضلة ، و أمنياته الوجوديّة التي تقطن في حيّز صغير من قلبه أو ربما من روحه ، تبحث عن طاقة صغيرة تسمح لأشعة الحرية بالتسلل، علّ الأحلام تتحقق. ما زلت أبني مدينتي الفاضلة، و أحلم يوما بالتجوال في أزقتها. طلب مني أحد(الأعزاء) كتابة مقال عن الدين و تأثيره على المنطقة العربية، و الحقيقة أنه لم يكن المطلب الأول، فقد تكرر هذا الطلب كثيرا منذ منتصف سلسلة الأسرار الجنسيّة، و بالتحديد من (سر الدين و الإلحاد:سر رقم 12-14)، و الذي تلته عشرات الرسائل سواء التكفيريّة أو المؤيدة.
هذا المقال الذي ينتظره البعض قادم لا محالة..عندما أكمل بناء مدينتي الفاضلة. **********
بالنقيق أو بالقبل ..احلم ..أنت حر ... أنت إنسان، و بداخلك قوة خفيّة ستظهر حتما إذا رغبت، والحلم من أبسط حقوقك، ليس لأحد أن يصادره أو يسخر منه . **********
تعالوا لنحلم بالحب،وبالحياة.. لنقرأ ونطير فللحريّة (فضاء) ...
تعالوا لنقف صفا منيعا مع كتّاب مهدوريّ الدم، مع مدونيّن خلف الشمس، مع حريّة المعتقد و الانتماء.
شبكات الانترنت حلت مشكلة( الفضاء)، و المواقع الصخريّة تملأ المكان، فما علينا سوى احترام العقول و صناعة الحريّة ...
يتبع...
#لمى_محمد (هاشتاغ)
Lama_Muhammad#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تعالوا لأخبركم عن العرب : (2)
-
تعالوا لأخبركم عن العرب ...
-
رجال أحببتهم (1)
-
رسائل إلى الله
-
مذكرات فراشة في بلاد العم سام :جميل أبو رقبة
-
فراش حب (2) : بحر
-
فراش حب : (غدي)
-
أسرار جنسيّة : (شرفكم وثنكم!)
-
أسرار جنسيّة : (أطفال أنابيب!)
-
مذكرات فراشة في بلاد العم سام (2)-حقوق الإنسان-
-
مذكرات فراشة في بلاد العم سام (1)-دين الحب-
-
مذكرات - قط - في بلد عربي(4)
-
أسرار جنسيّة : للغيرة سلطان (2)
-
مذكرات - قط - في بلد عربي(3)
-
أسرار جنسيّة : للغيرة سلطان...
-
مذكرات - قط - في بلد عربي(2)
-
أسرار جنسيّة : قوس قزح
-
مذكرات -قط-في بلد عربي
-
أسرار جنسية: ثالوث
-
أسرار جنسيّة : (وسواس جنسي)...
المزيد.....
-
مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
-
اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار
...
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|