أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد العزيز الحيدر - الفلسفة..مفهوماً ومسيرة بناء....















المزيد.....


الفلسفة..مفهوماً ومسيرة بناء....


عبد العزيز الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 2901 - 2010 / 1 / 28 - 21:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من بين مناهج الفكر منذ بدأ الوعي الإنساني المبكر برزت الفلسفة, كأحد أهم أدوات التفكير- الوعي الإنساني بأحوال الكون والمجتمع والفرد. ومرت الفلسفة, التي هي مهنة((حب الحكمة )) بأطوار وأحوال مختلفة, ومسيرة بنائية تاريخية, رائعة ,وبمسيرة بنيوية خاصة بها.
بدأت الفلسفة كبيرة واسعة النظرة,فقد بدأت درسها الأول في النظر في ارض بكر من التفكير واحتوت في مقولاتها كل شئ يمكن أن يطاله الإنسان بالكلام.فتناولت الكون ونشأته, وأحواله , وتقلباته ثم عمدت إلى النظر في أحوال اجتماع الإنسان مع الإنسان .أي المجتمع ثم عمدت إلى الفرد لتنظر في وعيه وتفكيره وإحساسه .....ما مصادر كل ذلك؟ وما أحوالها وتقلباتها ؟, وكل ذلك في كل موحد....استقت الفلسفة الأم , المثالية من الدين وبنت في بواكيرها كما عند أفلاطون.....ثم بدأت تنظر في مادة العالم وتصنفه على يد أرسطو, ثم عمدت إلى أحوال التفكير وثم وضع قواعد وأسس للمنطق وكيفية عمله وعلى يد أرسطو أيضاً ومنها بدأت العلوم الأساسية بالتفرع.
ومع تقدم الفلسفة بدأت فيها تخصصات في الأبحاث وتوزعت مباحثها في علم المنطق, وهو ما يتناول الوعي وكيفية نشأته ؟ وعلام يعتمد من قوانين؟ وكيف يمكن أن يؤثر ويتأثر في العالم المحيط بالإنسان.؟
علم الأخلاق وفيه كان يتم تناول المسائل الأخلاقية الأساسية في العدل والحرية. ثم علم الجمال. وفيه يتم تناول جوانب الجمال كقيم عليا يعبر عنها الفن ,والأدب ,بمختلف أشكاله وأصنافه من شعر ونثر وموسيقى ونحت ومسرح....
ومع تطور مسيرة الفلسفة, وقد كانت منذ البدء على عدة أشكال , منها المثالية أي التي تعتقد بأولوية الفكر, والمثال المطلق للفكرة في عالم خارج العالم الحالي ويسعى الفكر الإنساني إلى التشبه بها وهي استقت هذه المثل المطلقة على العموم من الدين .ثم الفلسفات المادية, كالذرية التي بحثت في أساس الكون من المادة ,ودرست طبيعتها الافتراضية وتوصلت إلى الذرة كمفهوم للوحدة المادية الصغرى للبناء في الكون.
ثم تطورت الفلسفة إلى الفصل بين مفهومي المادة والوعي- الإنسان والطبيعة ككيانات مادية , والفكر واللغة , ككيان ذهني للوعي . وتوصل بعضهم إلى فصل نهائي بينهما ككيانين منفصلين ولكن مؤثرين أحدهما في الآخر ولايمكن التحول بينهما كما عند ديكارت. ثم جاء فلاسفة مثاليون_ فكان المثال عندهم ليس في أي عالم آخر سوى ذواتهم سموا بالفلاسفة المثاليين الذاتيين, والذين اعتمدوا المنطق الإنساني واللغةكاساس للادراك. وفي كل الاحوال فان احد اهم مميزات الفلسفة اتكالها وفي كل مرحلة على احدا مقوماتها والتي من ابرزها الوجدان- اي الجانب الاخلاقي.فبعض الفلاسفة يعتقدون ان اساس الوجود الانساني هو البحث عن اللذة والبعض يعتقدون ان الحياة هي فرض للارادة ,(اردة القوة )كما عند نيتشه ,والبعض يعتقد ان الحدس- البداهة هي اساس التفكير ودافعه كما لدى برجسون, واخرون يعتقدون انه الاحساس, في حين ان البعض يعتقد انه الخير المطلق ,كما هو الحال عند افلاطون. وباختصار فان ذلك يعني ان احد اهم مميزات الفلسفة هو تركيز الفكر لدا احدهم ( الفيلسوف ) ومحورته وتعميمه على الفهم الكامل للوجود بمختلف مظاهره( محورته ) على نظرة اخلاقية-وجدانية خاصة بمنهج تفكيرة ومنها ,وبها, واليها, يكون الانطلاق في فهم العالم كما يراه صاحب الشان الفلسفي المعين .
والميزة الاخرى للفلسفة وهو يناقض فيها كلا ً من العلم والدين, والذين انفصلا عنه بشكل واضح,هو اعتماده على (الاستنباط ).أي إن أعمال الفكر وتحويل الخاص(اي الفكرة الخاصة ) الى العام,اي تعميم الفكرة التي تراود الفيلسوف بطريقة او اخرى .ولا تعتمد الفلسفة ,الا في بعض مناهج الفلسفة العلمية لا تعتمد( الاستقراء ) والاحصاء كما هو الحال في العلوم ,حيث الاحصاءات, والتجربة, واعادة التجربه وقراءة النتائج الاحصائية ,هي المنهج والمقياس والدالة. وحيث أن العلم ايضاً جزئي ومحصور بين قوسي او حدي اخر النظريات والدراسات المعترف بها او المثيرة للجدل في فرع محدد , معين, احادي , من فروع العلم دون سواه اي لا يتصف بشمولية البحث الفلسفي والفلسفة تختلف عن الدين في ان الاخيرة منهجها الاستشراق, والالهام الالهي, والوحي , ولا تلتزم اعمال العقل بالضرورة ولا تتجاوز في جوهرها البحث في مسائل الميتافيزيقيا( ما وراء الطبيعة ) في حين ان مساحة ومنهج البحث الفلسفي اوسع واعم بكثير .
الميزة الاخرى للفلسفة تتمثل في كونها في حد ذاتها متعة ورياضة للذهن وابتكار خلاق وهي فيما تولده من احساس بالمتعة للمشتغل عليها درجات مع التعمق والابحار وراء الفكرة وتحديد الجوهري ,من العرضي فيها.والى جانب المتعة التي تولدها الفلسفة في الذات الفلسفية فان الفلسفة وعلى مدا التاريخ كانت مصدر الم وتعب وشقاء للمشتغلين عليها .
كانت الفلسفة على الدوام وهي أحدا مميزاتها كذلك تحاول جمع كل العالم , الطبيعة ,والمجتمع, والإنسان في كل واحد في محاولة لاستنباط معادلة واحدة شامله تجمع الفكر إلى بعضه وتعطي رأياً موحداً متماسكاً وذو منهج واضح في النظر إلى العالم المحيط.
لم تحاول الفلسفة القيام بالكثير في سبيل تغيير العالم في عهودها القديمة ولكنها ومنذ بدايات عصر النهضة الأوربية وحين تم فصل الدين عن الدولة ووضعت القوانين الوضعية المدنية وتم تعريف الوطن والمواطن فاستطاعت الفلسفة أن تجد قوة وتأثيرا كبيرين في حياة الناس لترشدهم إلى النظر إلى الدنيا والتفكير في أحوالها وأحوال أنفسهم وليس انتظار الموت والبعث فقط كما كانت تروج الكنيسة الكاثوليكية. واستطاعت مع عصر النهضة أن تشهد إقبالا كبيراً وواسعاً عليها فأصبح الكل أحرارا في أن يكونوا
فلاسفة من أدباء وعلماء وقانونين وسياسيين والكل بدأ في الثورة الكبرى لعصر النهضة وخاصةً بعد الثورة الفرنسية يحمل فكره ويقدم نفسه وبرنامجه لفهم العالم. والحقيقة أن كل الناس فلاسفة ما داموا ملتزمين بجانب فكري وخط فكري واضح وقادر على التعبير عن نفسه ومواجهة حجج الآخرين بشأن الحياة بسلامة منطقيه, أي بتسلسل منطقي والتزام بالبديهيات الأساسية للمنطق والتي سبق وان رصدها وحددهاارسطو قبل مئات السنين في قوانين أساسية للمنطق يعمل وفق تسلسلها في النفي أو التأكيد أو الموافقه أو الشك.
ومع توسع البحث الفلسفي وتدفقه ولدت فلسفات أعدت نفسها لتكون نظرية شاملة للبحث العلمي, فانفصلت ووفق هذه الفرضيات والقواعد والنظريات ومن خلال منهجية البحث العلمي وتوسعت العلوم لتنفصل عن الفلسفة الأم, وأصبحت الفلسفة تركز على جوانب في المنطق تخص الأخلاق والجمال, ولكن هذه أيضا بدأت تكون لنفسها مناهج للبحث خاصة بها مع تطور الفنون واعتمادها على العلوم من جهة وعلى الأخلاق من جهة أخرى واستطاعت الفلسفة أخيرا وبعد عصر النهضة الصناعية وولادة المجتمعات الحديثة أن تجد لنفسها مكاناً جديداً في أبداع علومها الاختصاصية في مجال العلوم الاجتماعية التي ظلت أكثر ارتباطاً بالأم من العلوم الفيزيقية إلى درجة ما .
وجاءت مرحلة جديدة من مراحل الفلسفة لتشمل على جوانب عملية ودراسات وأبحاث في بناء المجتمع والدوله والاقتصاد والعدالة الاجتماعية على أيدي الفلاسفة المنظرين لأسس المجتمع الرأسمالي ثم المجتمع الاشتراكي.
أما العصور الحديثة أي القرن العشرين والحادي والعشرين فان أمام الفلسفة مهمات كبيرة وخطيرة وبالرغم من الاعتقاد بان الاهتمام بالفلسفة قد انحسر لصالح العلم والفن والأدب ولكن كل هذه الجوانب من الفكر الإنساني انطلقت وبنت لنفسها مناهج برعاية ومباركة الأم ( الفلسفة ) وهي لن تستطيع العيش بدونه وبدون تطوره ونمو نظرياته الجديدة . وستظل الفلسفة حاجة قائمه سواء شئنا أم أبينا وسيولد فلاسفة جدد يقودون العالم إلى بر الأمان مهما كانت الأحوال من خلال نظرة ثاقبة وشاملة للمصير الإنساني .



#عبد_العزيز_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماجد الحيدر..... الخلاصة الرائعة للشعر العربي
- أرجوحة
- الجلوس الى البحر
- قبل الرحيل بخطوتين
- إشكاليات النمط الآسيوي للإنتاج(المجتمع العراقي انموذجاً)
- اوراق في الفلسفة
- وهل من أمل
- قصائد ل د.ه.لورنس
- مرثية
- الأزمة البنيوية للاقتصاد العراقي و تجليات للواقع الاجتماعي
- ذاكرات
- الفكر بين الذات والموضوع
- ديوان ..كلمة واحدة
- الاستدراجات
- الساحر
- حول الينبوع
- صورة
- الفساد الاداري والمالي
- لابداع داء ملهلب


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد العزيز الحيدر - الفلسفة..مفهوماً ومسيرة بناء....