أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد وهيب فتاح العزي - بين الحرية والتحرير














المزيد.....

بين الحرية والتحرير


محمد وهيب فتاح العزي

الحوار المتمدن-العدد: 2901 - 2010 / 1 / 28 - 12:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


انا اريد او اتعقل الفعل في ذاتي فانا ادرك نفسي كعلة وبالتالي فانا اذن موجود او انا كائن باعتباري علة او قوة اعيش وسط هذه الادغال..
نعم ان الانفعال موجود لدى الانسان الى جوار الفعل ولكن شعورنا بالانفعال ليس شعوراً أولياً مباشراً بل هو شعوراً متولد عن اصطدامنا بضرورة خارجية قد تعارضنا احيانا عن الفعل. وكما اننا ماكنا لنفهم معنى الظلمة لو لم تكن لدينا فكرة بين الوجود والحرية وهو لهذا يؤكد استحالة اثبات الحرية مادام الوجود لايمكن ان يكون موضوعيا لبرهان عقلي. وسترى عند الحديث عن الحرية ليست حالة او واقعة وانما هي فعل او عملية قد تكون كلمة "تحرر" اصدق تعبير عنها والواقع ان الحرية مرتبطة ارتباطا بالروح والوجودية وهي لهذا لايمكن ان تكون مجرد حالة فالحرية لاتظهر الا عندما تريد ذاتها وارادتها لذاتها انما تعني ارادتها لقيمتها. وتبعا لذلك فان الحرية لا تكون حقيقية الا حينما تعمل على اكتساب ذاتها والدفاع عن نفسها ولهذا فيشتيه يقول عنها انها شيء ينبغي ان يكون. ومن هنا فان الحرية التي ينادي بها فيشتيه لا تكاد تنفصل عن فكرة الواجب الاخلاقية او عن فكرة الذات الحقيقية. فنحن هنا بازاء ذات ماهيتها الحرية ولكن هذه الحرية لاتظهر لنفسها الا عن طريق العقبات التي تخلقها لنفسها.
لقد جعل سارتر من "الانفصال" جوهر الحرية ولكن الحرية الحقيقية (كما لاحظ ميرلوبوليونتي وغيره من الفلاسفة المعاصرين) انما تنحصر في ذلك اتوصل المستمر مع الاشياء ومع الاخرين. وهذا ما يعنيه فيلسوف مثل جبريل مارسل حينما يقول: ان نشاطنا الحر ينحصر في قلوبنا للوجود ومشاركتنا فيه وهذه المشاركة هي في نظر سارتر جوهر الحرية الانسانية لان حريتنا انما تنحصر في فعل التقبل اعني في اجابتنا على الحياة وعلى الوجودية بكلمة "نعم" والواقع ان كلمة نعم ليست شيئا اخر سوى الشعور بمشاركتنا في ذلك وننمو فيها واننا لنستمر في تقبل هذا الوجود تلك الهبة التي فتحت لنا وتتصدر ما نسعى الى استثمارها فالذي يتقبل الحياة الشائكة بالاسلاك لابد ان يتقبل الجسد الذي اعطى بما فيه من مساوئ وعيوب الذي اجبر الفكر الفلسفي الوجودي على المعيشة بينهم وان بعض الوجوديين يبددون تذمرهم كل ما يحيق بهم من شرور ومصاعب دينية بعد اختراعهم هذا الاتجاه من صبغة دينية صريحة واضحة وما يحمل من نيات خطرة مستقبلا.
ونحن الان علينا ان نعمل على ان لانخلع عن حياتنا معنى جوهر الحرية الانسانية لان حريتنا انما لينحصر في مشاركة الجميع للفعل المحض مادام ليس ثمة سوى موجود واحد ويجب على الكل ان يشارك بالفكر الانساني الوجودي.
ان الوجودية هي ذلك الفعل المحض لان في الانفعال نقصاً وضعفاً وافتقاراً.



#محمد_وهيب_فتاح_العزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- فرنسا: تفكيك وفاق إجرامي لتصدير نصف طن من الحشيش إلى تونس
- الخارجية الروسية: موسكو منفتحة على المبادرات الواقعية للتسوي ...
- زعيم عصابة إكوادورية خطيرة هارب يواجه اتهامات جنائية في الو ...
- استطلاع: ثلثا الفرنسيين يعتبرون أن ديمقراطية بلادهم تعمل بشك ...
- ترامب يعلن فرض رسوم جمركية كبيرة على الصين والهند والاتحاد ا ...
- العراق.. مواطن يفاجئ رئيس الوزراء بـ-عيدية- (فيديو)
- نتنياهو: سننشئ محورا جديدا في غزة
- شبح الجوع يهدد سكان غزة مجددا
- الوطن السورية: أهالي درعا يشتبكون مع القوات الإسرائيلية بالق ...
- حزب الله يشيع قياديا في صفوفه


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد وهيب فتاح العزي - بين الحرية والتحرير