صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 881 - 2004 / 7 / 1 - 07:59
المحور:
الادب والفن
الجزء الرابع
[نصّ مفتوح]
..... .... ..... ..... .... ...
تعفّرَ وجهُ الليلِ من زئيرِ الطائراتِ
من إندلاعِ شظايا القنابلِ
وقفَ الموتُ فوقَ ضياءِ الصباحِ
تخلخَتْ عناقيدُ القلبِ
فوقَ حدائقِ بابل
خفتَتْ تلألؤات النجوم
هاجَتْ براكينُ الحروبِ
تنفثُ سموماً
أكثرَ من زعافِ الكوبرا
حربٌ على مساحاتِ خرائطِ الروح
جحيمٌ على وقائعِ الليلِ الطويل
دمعةٌ منسابة فوقَ خدودِ الطفولة
فوقَ أغصانِ الدوالي
جثثٌ مرميّة في أعماقِ البراري
لا يرتوي الإنسانُ
من إندلاقاتِ الدماءِ
من شراراتِ الشظايا
ينهضُ مرشرشاً براكين الموتِ
فوقَ وجنةِ الليلِ
نامَتِ المدينةُ على أزيزِ الصولجان
على هديرِ نارِ الشبح
شبحٌ قميئٌ ولا كلَّ الأشباحِ
يصنعون شبحَ الموتِ
كي يزرعوا الموتَ
فوقَ أغصانِ الطفولة
فوقَ صدورِ الشبابِ
فوقَ هضابِِ الكهولةِ
فوقَ تموُّجاتِ العمرِ
مَنْ يستطيعُ أن ينقذَ شهيقَ الأطفال
من بارودِ المدافعِ
من نيرانِ الوغى المتهاطلة
فوقَ خواصرِ البحار؟
يزرعُ الإنسانُ دونَ وجلٍ
باروداً مميتاً فوقَ سفوحِ الجبالِ
فوقَ رمالِ الصحارى
...... ....... ..... يُتْبَع
ستوكهولم: ربيع 2004
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
لا يجوز ترجمة هذه النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا بإتّفاق خطّي مع الكاتب.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟