أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير جبار الساعدي - تشتت الخطاب الاعلامي














المزيد.....

تشتت الخطاب الاعلامي


أمير جبار الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2899 - 2010 / 1 / 26 - 23:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يبدوا للبعض إن كلماتي هذه هي نوع من المبالغة والابتعاد عن هموم أكبر ترزخ تحتها وحدة الخطاب الاعلامي في العراق ناهيك عن التوجه الحر لساحة الحرية الممنوحة للاعلام والتي تواجه بين الحين والاخر بعض الانتهاك أو المواجهة القاسية من خلال الاستهداف أو المنع أو حتى الضرب والاهانة، إن مجمل ما يدور في الساحة العراقية يستوجب من العراقيين أولا وخاصة من تصدروا لرفع قلم الحرية ونقل وقائع الحياة اليومية التي يتخللها صعوبات ومحن كثيرة يواجهها المواطن العادي يوميا، أن يكونوا أكثر حرصا على أختيار مفردات الأخبار التي تراعي مشاعر المواطن العراقي وخاصة عبر شاشات الفضائيات العراقية التي تنقل وقائع الجرائم الارهابية التي تضرب عدة مناطق في العراق من غير تمييز لعرق أو مذهب أو طائفة أو حتى جنس محدد بل تضرب العراقيين بالعموم، وكنت أود أن أرد على أحد هذه الفضائيات ذات الوشاح الديني (التابعة لحزب ديني) والتي من خلال متابعتي لنشرات أخبارها تصر دائما وخلافا لما تقوله أغلب الفضائيات العراقية بأن عدد ضحايا الحادث الإرهابي هو سبعة عشر قتيلا!!!، وهذا ما سمعته من خلال نشرة أخبارها يوم الثلاثاء المصادف 26-1-2010، فهل هو إرضاء لمن يدعم هذه القناة أم هو مسايرة لركب الإعلام العربي المتحير بتوجهات خطابه الإعلامي.
وتساؤلي هنا لماذا يعتبر من تسرق روحه من غير واعز لقانون ولا شرع ولا حتى أدنى إعتبارات للضمير الإنساني قتيلا وليس شهيدا فهل كان الضحايا على علم بالمواجهة وهم من أرادوا التصدي للمجرمين فأصبحوا في حالة من التشابه، لمجرم ضد مجرم أم أن هناك توعد وترصد لحياة هؤلاء المساكين الابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ والساعين للحصول على لقمة عيشهم ولا يدرون ماذا قد خبأ لهم القدر وهل كتابهم قد أغلقت صفحاته في هذا اليوم أم هناك وقت أخر لذلك، فلست من المتفقهين وليس لي دراية كبيرة في الشرع والدين ولكن أرجو من المتبصرين أن يفسروا لي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (من مات دون دينه فهو شهيد ومن مات دون ماله فهو شهيد ومن مات دون دمه فهو شهيد ومن مات دون نفسه في سبيل الله) وكذلك روى البخاري عن أبي هريرة: ان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال:( الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله). وفي حديث أخر عن أبي هريرة، ان النبي، صلى الله عليه وسلم، قال:(ما تعدون الشهيد فيكم؟) قالوا: يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد. قال: (إن شهداء أمتي إذن لقليل)، قالوا: فمن هم يا رسول الله؟ قال: (من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد، والغريق شهيد). رواه مسلم. والحديث صريح وواضح ولا يحتاج الى تأويل أفليس من يهدم عليه بيته وتفجر جدران مسكنه أو شقته، مكان عمله، ودراسته ويموت تحت الانقاض أو قتلا بالشظايا أوحرقا بعصف الانفجار هم قتلى وليسوا شهداء.
وإذا كان هذا حال فضائياتنا فلا نعتب على الفضائيات العربية التي تتصدر أشرطة أنباءها عناوين عن عدد ضحايانا اليومية وهم يكتبون قتل وجرح 100... وقد مررت بأحد هذه التجارب أثناء إنعقاد منتدى الصحافة العربية في دورته الثامنة في مدينة دبي وأثناء منازالة بين مدير أخبار قناة العربية ومدير أخبار قناة الجزيرة أثناء تناولهم التغطية الاعلامية لحرب غزة وفي دورة التصارع بين الاثنين سأل مدير أخبار العربية مدير أخبار الجزيرة لماذا تكتبون عن ضحايا غزة شهداء وضحايا العراق قتلى فرد عليه قائلا (في غزة نعرف من يقتل من، ولكن في العراق قد ضاع الحابل بالنابل فلا نعرف من يقتل من). ولا أريد أن أسرد ما حصل بعد ذلك بيني وبين مدير أخبار الجزيرة. فتصورا حجم مأساة وتشت وحدة الخطاب الإعلامي في أبسط مفرداته.
فالأجدر بالمسؤولين عن سياسية هذه الفضائيات العراقية إن كانت ممولة حكوميا أم مستقلة أو من يدعون الاستقلال في خطهم الاعلامي الحر أن ينتبهوا لما تفعله هذه الكلمات ذات الطابع الإنساني في تدوالها بقسوة منتهكة أدنى حقوق الإنسان العراقي حتى في أن يمنح صفة تطمئنه بأن له أجرا في الأخرة، وهي لا تكلفهم أجرا ولا جهدا ولا يمنعها قانونا أو شرع.
ألا يمكنهم أن يوحدوا صياغة تحرير مفردات الاخبار لديهم، فلو كانت هناك سلطة عليا تفرض وتضع القيود على ما تنشره وتبثه هذه الفضائيات ألم تكن لتقيم الدنيا ولا تقعدها عن الحريات المستباحاة والحقوق المنتهكة للإعلام وأهله، فأين هي حقوق ضحايانا من الشهداء الذين يسقطون كل يوم ألم يكن الأحق بهم أن يأخذوا بالاعتبار مشاعر أهلهم ومحبيهم وهم يصرون في كل مرة بأن يستخدموا هذه العبارات الغير مفهوم القصد من وراء استخدامها، وعليهم الرد إذا كان لديهم شيء مقنع.



#أمير_جبار_الساعدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسيون يزايدون والعراقيون ينتظرون
- الضغوط الخارجية والتلويح بها
- أوباما يوشك أن يُخدع
- العدالة الأمريكية العمياء
- الأسئلة الحرجة: التحدي المستقبلي لحروب العراق وأفغانستان - ب ...
- كم قريبا سيكون آمن؟ تطور القوات العراقية وأساس ظروف انسحاب ا ...
- عصا مجلس النواب السحرية
- ممثلي الشعب من يمثلون رجاءً
- موقف الساسة العراقيين والعرب من الخلاف السوري العراقي


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير جبار الساعدي - تشتت الخطاب الاعلامي